18 يونيه يوم المقاومة


حقائق بريس
الثلاثاء 2 يوليو/جويلية 2013


57 سنة مرت على استشهاد البطل محمد الزرقطوني فداء للوطن


التنظيم الاول للمقاومة المسلحة
بدأ التنظيم السري الأول بطبع و توزيع المناشير ثم انتقل الى العمليات الفدائية المسلحة خاصة بعد واقعة البروتوكول الشهيرة، و الضغط على المغفور له محمد الخامس لانتزاع موافقته على " اصلاحات" في صالح الاستعماريين.
حين تم تنصيب الجنرال جوان مقيما عاما لفرنسا في المغرب، بدأ سياسة قمعية ضد الحركة الوطنية من جهة، وضد المغفور له محمد الخامس لإرغامه على قبول "إصلاحات" هي في مجملها لصالح المعمرين الفرنسيين وتمس بالسيادة الوطنية. إذاك بدأ بعض الوطنيين التفكير في الرد بالمثل والشروع في نوع أخر من النضال هو النضال المسلح.
‏وقد بدأ هذا النضال المسلح في بداية أمره من سنة 49 ‏الى سنة 1950 في شكل محاولات أولية معزولة عن بعضها البعض، وابتداء من سنة ‏1950، بدأت تأخذ شكلا أكثر تنظيما وضبطا، ونترك فيما يلي الأخ محمد الحبيب الفرقاني يؤرخ لهذه المرحلة الأولى والهامة من الكفاح المسلح في كتابه "الثورة الخامسة» الصادر سنة 1990 عن دار النشر المغربية (ص: 282‏):
‏"ومن المحاولات الأولى والمبكرة في هذا الباب (أي نشوء حركة ألمقاومة)، والتي لم تلبث أن تطورت، بسرعة الى موقع القيادة والتسيير، محاولة الأخ التهامي نعمان وجماعة من أصدقائه الوطنيين.
‏ففي سنة 1951 ، قام الاخوان التهامي والرداد وإخوان آخران بجولة الى الجنوب بقصد الاستطلاع الجغرافي والسياسي والبشري، امتدت الى اكلميم وغيره. وحضروا موسما بقبيلة اسرير، ثم رجعوا بعد 15 يوما دون حادث هام يذكر.
‏وفي سنة 1951.وكان للاخ التهامي نعمان مكتبة بدرب الأحباس "مكتبة الاخوان" مكنته من ربط اتصالات واسعة مع عدد كبير من مختلف الاوساط مثقفين و غيرهم - تم اتصال خاص بينه و بين الاخوة: الحسن العرائشي، و سليمان العرائشي، و الحسين برادة. و بعد مذاكرة و نقاش، اتفقوا اخيرا على تأسيس يد مسلحة، و بما انه لم يمكنهم ان يحصلوا على أي سلاح في هذه المرحلة ، فقد قرروا ان يبدأوا عملهم بتجربة طبع عمل مناشير و توزيعها كأول تجربة في عمل سري منظم ، و تقرر ان يكون مضمون المنشور الاول الدعوة الى اغلاق المتاجر يوم الجمعة، ياعتباره يوم العطلة الاسبوعي الملائم للمسلمين، اظهارا لوحدة المغاربة ، و تأكيدا على تضامنهم في صف وأحد ضد الاستعمار. ونجحت العملية كأول تجربة لأول عمل سري نجاحا كاملا، مما اضطر السلطات الفرنسية للتدخل بالقوة لإرغام التجار على فتح متاجرهم دون جدوى ، و كان هذا اواسط سنة 1951.
هذا ، وقد كان الاخ التهامي نعمان على صداقة متينة منذ اكثر من سنتين مع المرحوم محمد الزرقطوني في اطار النشاط الحزبي ، اذ كان كل منهما مسيرا حزبيا، الأول في درب السلطان، و الثاني في المدينة القديمة (...).
و قد سجل الاخ التهامي الاخلاص العميق للشاب الوطني صديقه الزرقطوني. و لم يلبث – و قد رأى كل الشروط تتوفر فيه – أن اقترح اضافته على الجنة الخلية الرباعية، اضافته اليها، كعنصر مماثل ،و اثر نقاش و تردد في امره بين الجماعة ، تم القرار بقبوله و اضافته ، فدعى الى اجتماع مع الخلية المربعة في لقاء بالاقنعة، حيث ادى يمين الاخلاص للتنظيم و الوفاء لتعاليمه امامهم على المصحف الكريم ، و بذلك صار خامس الجماعة ثم المتحرك الفعال والقائد في حضيرتها بعد ذلك.
‏وبعد واقعة البروتوكول الشهيرة ( 25 ‏فبراير 1951 )، حينها مارست السلطات الفرنسية ضغطا شديدا على محمد الخامس لانتزاع موافقة جلالته على عدة قضايا من بينها وضع مطارات رهن إشارة قوات الحلف الأطلسي، رفض جلالته ذلك - بعد هذه الواقعة، اشتد بحث الجماعة عن السلاح، كما صادف الحال أن محمد الزرقطوني سبق له في سياق اهتماماته المبكرة أن اشترى بالمرسى من بعض الجنود الفرنسيين - وفي وقت سابق - أربع مسدسات صغيرة، وخبأها في معمل للنجارة في درب السلطان منذ سنة 1944 ‏، كآن هذا المعمل مقابل سينما الأطلس بدرب السلطان، وخبأها منذ ذلك الحين بأن دفنها في التراب في المعمل المذكور، بعد أن لففها في ثوب وشحمها، ولما أخبر الجماعة بالأمر استخرجها هو والتهامي من مخبئها، فوجدت معطبة لطول ما دفنت، واثنان منهما فقط صالحان للاستعمال بعد التصليح، وقد قام اسباني كان يشتغل مع سليمان العرائشي بمطبعة جريدة "لوبوتي ماروكان" بإصلاحهما، فأصبحا جاهرين للعمل مع كمية من الذخيرة كانت معهما، أما المسدسان الآخران فغير قابلين للاصلاح، وبأحد المسدسين المصلحين قتل أو اغتيل أول خائن بالمغرب هو المسمى «بنيس» موظف بالبلدية مع الكومندان الفرنسى المسؤول هناك "روسو" (واقعو بنيس هذا، وقعت بعد نفي محمد الخامس 20 غشت 1953).
و في حوالي منتصف 1952، قررت الجماعة ان توسع نفسها باضافة عناصر اخرى لتعزيز صفوفها و امكانياتها البشرية ، و عن طريق التعارف الشخصي في اطار الحركة الوطنية ، تم ترشيح عدة افراد جدد للانضمام الى التنظيم الوليد و كانوا هم الاخوة:
عبد الله الصنهاجي – التهامي نعمان – احمد شنطر – حسن صفي الدين – محمد بن موسى – محمد بن حمو المعروف بالشيباني (مات غريبا متشردا بالجزائر اواخر الستينات) – حسن الصغير الذي استشهد في حادث المطبعة – محمد الشاوش – (موظف ببنك المغرب) – مبارك الورداني – محمد السكوري – بوشعيب راغب (كان عاملا بالمرسى وحصل على شهادة المدرسة الصناعية و الان كوميسير).



مقالات ذات صلة