29 اكتوبر: ذكرى اغتيال الشهيد المهدي بنبركة


حقائق بريس
السبت 29 أكتوبر 2011



قبل كل شيء أن هناك ما يدعو إلى التعجب من أن حماية المهدي بنبركة لم تؤمن منذ لحظة دخوله الاراضي الفرنسية في صباح يوم 29 اكتوبر 1965، فقد ثبت أن سفره من جنيف قد عرفته الشرطة عن طريق إشارة وردت من شرطة الحدود، على أن الجدل الرسمي هو انه منذ عدة سنوات ومنذ نهاية حر بالجزائر وتوجيه السياسة الفرنسية نحو العالم الثالث- طلب المهدي بنبركة شخصيا عدم وضع تحركاته في فرنسا تحت أية حماية بعد الآن، (وجود المتهم في غير مكان الجريمة عند وقوعه) التي تقوم على أساس عدم الاكثرات المصطنع من جانب السلطات الفرنسية للموقف في المغرب، وفي حوالي الساعة 15:00 تمكن الزموري من ابلاغ الطلبة المغاربة في باريس بنبأ القاء القبض على المهدي بنبركة الذي قام بتنفيذه ضابطا الشرطة فرنسيان في الساعة 12:15 أمام الدركيستور وقد تم ابلاغ هذا الخبر تيليفونيا إلى المغرب إلى اصدقاء المهدي بنبركة، وكان قد سبق أن عرف في الرباط في حوالي الساعة 19:00.

وفي ليلة السبت في حوالي الساعة الواحدة صباحا علم السيد الطاهري المقيم في باريس وهو صديق المهدي بن بركة- وقد كان من المقرر أن يلحق هذا الاخير بالمهدي الساعة 19:00 علم بعملية القاء القبض، وقد أدرك فورا – طبقا لما ذكره أمام المفتش مارشان وفي شهادته امام المحكمة- أن الامر لا يمكن أن يكون عبارة عن عملية القاء القبض بل عملية اختطاف قامت بتنظيمها السلطات المغربية بالاشتراك مع ضباط الشرطة الفرنسية حيث أنه كان يعلم ما كان معلوما لدى جميع المطلعين ببواطن الأمور أو لدى رجال الصحافة أو رجال السياسة من محاولات الاعتداء الكثيرة التي نجا منها صديقه بأعجوبة سواء في المغرب أو في جنيف، والسلوك الشائن من جانب أجهزة البوليس الخاص المغربي في فرنسا وفي اوربا والتعاون الفني الاجنبي الذي تنتفع به تلك الاجهزة.

وقام السيد الطاهري فورا بتنبيه عدد كبير من عواصم الدول الصديقة إلى تلك الجريمة، وبادئ ذي بدء نبه اصدقاءه أعضاء حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية في المغرب كما اتصل كذلك باصدقائه الفرنسيين ولكن دون جدوى، إذ أن عطلة "عيد جميع القديسين" كانت قد بدأت بالفعل.

وفي صباح اليوم التالي 30 اكتوبر في حوالي الساعة التاسعة تمكن من ناحية من الاتصال برئيس الوزراء ادغار فورلكي بطلب منه استجواب السلطات الفرنسية عما كانت تعرفه عن حادثة الاختطاف والاجراءات التي اعتزمت اتخاذها، ومن ناحية أخرى تمكن من اخطار جريدة لوموند بالطريقة نفسها عن طريق جان لاكوتير.

وكانت المعلومات المعطات إلى اصدقائه سواء في باريس أو في الخارج معلومات دقيقة جاءت على هذا النمط ( تم اختطاف المهدي بنبركة من امام الدروكستور حوالي الساعة 13:00 ولال يمكن أن يكون هذا الاختطاف إلا منفعل السلطات المغربية باشتراك رجال الشرطة الفرنسية).

عصابة القتلة

تتكون عصابة قتلة بنبركة من بوشيش هو من ذوي السوابق الاجرامية، مثل باليس Palisse ولوني Leny ودوباي Dubail الذين كانوا مرتبطين بعلاقات مباشرة ومتينة مع مصالح الامن المغربية التي كانت حريصة على الاستفادة من خدماتهم المتعددة، ويبدو أن هذه العصابة من الارث المتخلف عن عهد الحماية، فمن المعروف عن بوشيش أنه خدم في الحلقة الاجرامية للمجرم الشهير جو عطية الذي ساهم في اغتيال عدد من رجالات المقاومة المغربية، كالشهيدين عمر السلاوي والطاهر السبتي بل كانت له صولات مماثلة شارك فيها اوفقير عندما كان مجندا في قوات الاستعمار الفرنسي في الجزائر ولذلك فإن اوفقير لم يكن يستخف بهذه العصابة لمعرفته لقدرتها على القيام بمهام كثيرة، فقد استقبله في الرباط في شهر غشت 1965 ولمح لهم بما يأمل أن يقوموا به من ادوار، كما عرض عليهم استعداده لمنحهم ترخيصات لانشاء اقامات سياحية فاخرة لاستقبال السياح الاثرياء.

مقالات ذات صلة