أي مغرب نريد بعد 7 أكتوبر ؟

موازاة مع هذا السؤال يبرز آخر لا يخلو من أهمية ويتعلق الامر بطبيعة هذه الانتخابات الجارية حملتها هذه الايام وشكلها ونسيجها وطريقة التعامل معها ، وحين نبادر الى السؤال عن أي مغرب نريد بعد 7 اكتوبر يكبر الاستفهام على الملامح وتكبر مساحة التيه والحيرة لتتهاوي الاجوبة الانطباعية السريعة ومنها الحد من الرشوة ، ا يجاد الشغل للعاطلين ، الاهتمام أكثر بالبادية ، الانصات أكثر الى الشباب ، محاسبة من يخطىء في تحمل المسؤولية ، عدعم البرامج والمشاريع الثقافية والرياضية وغير هذا كثير مما يتبادر الى ذهن متلقي السؤال ، ويبدو من خلال هذه الاجوبة السريعة مدى اهتمام الرأي العام الوطني بضرورة تفعيل آليات تنموية أو تشريعية أو قانونية لبناء المغرب الذي نريده كبيرا راقيا ديمقراطيا حرا دافئا لدرجة المثالية .. ويبدو كذلك ان هذه التداعيات في الاجوبة شبيهة بشعارات وببرامج كافة ألوان الطيف الحزبي المنخرط في حملته الانتخابية هذه الايام .. أقول هذه الايام ، لان أحزابنا لا تحرك قواعدها اذا كانت لها قواعد ولا تعبئ مناضليها اذا كان لها مناضلون ولا تفصح بقيادييها الى الواجهة الا في الانتخابات حين ترفع درجة حرارة النبض السياسي ثم تعود الى قواعدها لتنعم قممها بالامتيازات والنوم الهادئ على أرصدة البنوك غير عابئة بتأطير المواطن كما ينص على ذلك الدستور ولا مبالية بوضعية الوطن والمواطن ، فماذا أعدت احزابنا لمغرب ما بعد 7 شتنبر اعتبارا الى انها هي التي تنشط الحملة الانتخابية للوصول الى كرسي البرلمان ،أي برنامج انتخابي وأية صورة لمرشح يمكنهما ان يقنعا المواطن بالانخراط في هذه الانتخابات ؟ وهل تعتقد احزابنا ان المواطن قد خرج من دائرة الشك للتصالح مع صناديق الاقتراع في السابع من اكتوبر و ليدخل معها في مربع المصداقية والثقة المتبادلة ؟ ..
كل احزابنا تسعى الى الصوت الصامت من الانتخابات الى الانتخابات .. ليدخل صندوقها فتجني من خلاله أرباحا آنية تدفع بها الى كراسي المسؤولية ، وحين تنتهي مهمة الصوت يرتفع السوط عاليا يعلن عن النسيان والاهمال واللامبالاة ولا احد من هؤلاء المتحزبين قمما وقاعدة فكر في ربع أكبر اسمه "المغرب الذي نريد " فاي مغرب سنحصل عليه بعد 7 أكتوبر ؟ا.
وأية خريطة سياسية ستتفاعل تضاريسها لتجنب المغرب أحوال طقس مجتمعي متردية وعواصف وزوابع سياسية .
أي مغرب ستفرزه انتخابات 7 اكتوبر وأي مواطن سيصبح على وطن يسير نحو التغيير الحقيقي في المفاهيم والعقليات والسلوك العام والخاص ..؟ ننتظر ا.ا.ا.