إلى المتعرية علياء: "إذا لم تستحي فاصنع ما شئت"!


محمد بوعلام عصامي
الثلاثاء 22 نونبر 2011


وأنا أتصفح احد المواقع الإخبارية أثار انتباهي خبر غريب تحت عنوان: أكثر من مليون زائر في يوم واحد لمدوِّنة مصرية نشرت صورها عارية. وجدت الخبر منتشرا كما تنتشر النار في الهشيم في كل المواقع والصحف العربية، كل أورد الخبر على موقعه أو جريدته حسب هواه.



توقفت لبرهة متسائلا: أين الجديد في هذا الأمر بالنسبة للشبكة العنكبوتية من هذا العالم المطلق (ما لا يُقَيَّد بشيءٍ) والافتراضي !
قلت في نفسي ربما هذه المتعرية المليونية تملك جسدا يتوهج أنوثة لا مثيل لها من الرشاقة والجمال والتناسق والرقة.. يستحق أن يثير إعجابا وإثارة مليونية في يوم واحد، أكثر من مؤخرة شاكيرا في آخر كليباتها المصورة، أو ملايين الصور لمختلف الأجساد والأجسام والأبدان المكتنزة أوالنحيفة،الرقيقة والرشيقة، النحيلة والرفيعة..وبكل الألوان..
ولكن لماذا هي بالضبط؟!!!!
فتحت محرك البحث "المُقَوقِل"وبدأت الرحلة الفضولية على مكوك محرك البحث بين خيوط الشبكة العنكبوتية.
تمكنت من الحصول على الصور والوصول إلى المدونة في بضع دقائق معدودة، تمعنت في الصور وتمعنت في قسمات الجسد،فلم أجد في الصور أي تقنية أو لمحة فنية عالية واحترافية أو بصمة تنم عن ذوق رفيع، تتضمن رسالة للمتصفحين المحبّين والعاشقين لقراءة الصور، والتي تعد العدسة فوهتها التي خاضت بها شعوب نضالها ولازالت من أجل التحرير والتحرر،أهماها القضية الفلسطينية وآخرها ثورات الربيع العربي من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، والتي تنقل مشاعر أو رسائل ومعاني إنسانية تحاكي ما يسيل القلم من مداد على أوراق بيضاء وكأنه مداد برزخ على أرواح بيضاء. صور تعبر في كثيرا من الأحيان ما يعجز شريط الفيديو المباشر عن تبليغه للعقل الباطن والمشاعر الإنسانية المعقدة أكثر مما نعتقد.
تمعّنت في جسد المتعرية فلم أجد فيه حسب المقاييس العالمية المتعارف عليها للجمال أيّ جمال!! ورأيت انه لولا الثديين والجوارب الناعمة والشفافة والحذاء الأحمر ذو الكعب العالي(المثير أكثر من جسدها) لما رأيت فيه أي رقة وأنوثة ساحرة استدعت الملايين كما تتحلّق عشرات الآلاف من العيون المتضبّعة وراء مؤخرة شاكيرا في حفلاتها المليونية.

لم أجد في الصورة أي جمالية أو رسالة، ولا في الجسم أي جمال أو رقة. اللهم نظرات وملامح وجه بهلوانية تعبر عن السذاجة أكثر من شئ آخر، جسم يميل إلى الشكل المستطيلي أكثر من الرقم ثمانية المميز لحورية البحر مضرب المثل في تناسق الخصر مع الجسم، حيث تتمايل المرأة أنوثة طبيعية عندما ينحث الخصر في منتصف جسمها شكل الرقم ثمانية (8).
عدت بفضولي إلى مكوك البحث "المُقَوقِل" لأقلقل مزيدا من الأخبار وأتغلغل في ظاهرة العري القديمة في ثقافات إنسانية أخرى والجديدة على ثقافة العرب. فما يهمّنا ليس هو التحدث في علم الجمال وجسد المرأة، بقدر ما يهمنا البحث والتدقيق في أسباب هذه الضجة الغريبة لفتاة لم تبلغ العشرين من عمرها. حيث أسالت الكثير من المداد، بل وصورها البعض المرأة الثائرة على طريق البوعزيزي الذي أحرق جسده، وأرادوها ثورة بوعزيزية لمذهب العري«le nudisme»، الجديد على ثقافتنا التي اختلط عليَّ تصنيفها في نظرتها لجسد المرأة بين التقديس أوالإهانة أو الكبت أو لا أعرف..
تمكنت بسرعة من الحصول على شريط فيديو ومزيد من المعطيات عن صديقها"بوي فراند" الذي يعيش معها في شقة واحدة (وتلك حياتهما الشخصية التي ليس من حقي أن أتدخل فيها)وكذلك معطيات من حياتها الأسرية، وتلك أمور تعد من خصوصياتها التي لا يحق لأحد أن يتحدث أو أن يتدخل فيها وإلا سيكون متطفلا كمن يراقب الناس على ثقوب المراحيض! وكما قال علي كرم الله وجهه "من راقب الناس مات همّا"..اللهم احفضنا من إدمان مراقبة الناس وتتبع خصوصياتهم.
فنحن لسنا بحاجة إلى تسويق الأجساد، فالمرأة إنسان وكيان له مشاعره وحياؤه ولا يجب أن نقبل أبدا أن يستخدم جسدها كدعاية إعلامية أو تشهيرية أو فنية أو سياسية أو إيديولوجية، وحصر العلاقة بين المرأة والرجل في نظرة أحادية ترتبط بالجسد.
هذه النظرة الأحادية تدفع المرأة بدل أن تهتم بكيانها ومشاعرها، وتطوّر مكانتها ودورها في المجتمع والحياة الإنسانية ككل، فستهتم بالتطور في دروب الإغراء وفنون الهز واللمز والغمز وتكبير النهود والمؤخرات بدل الاهتمام بالجمال الحقيقي للإنسان في سماته العميقة وأبعاده الإنسانية السامية، وهذا ما كرّسته العديد من الثقافات آخرها الثقافة الاستهلاكية للرأسمالية الاحتكارية.
المرأة إنسان وكيان له مشاعره وحياؤه و لا يجب أن نقبل أن يستخدم جسدها كدعاية فنيه أو إعلاميه أو سياسيه أو إيديولوجية.... لأنها شريك الرجل ومعها يتكامل، ليحقق تشبعه الروحي والبيولوجي كما هي كذلك بحاجة إلى هذا التكامل الروحي والبيولوجي، ليكون الإنسان سويا وفاعلا بالإيجاب في حياته الشخصية أولا ثم الأسرة فالمجتمع.

يا بني عربان نحن عريان من شدة الذل والظلم والفساد والفقر والإقصاء من الكرامة والمواطنة لسنا بحاجة إلى من قدم لنا خاتما! أو يحتاج الجائع المهمّش من الكرامة والعدالة الاجتماعية والإنسانية إلى خاتم ولو من ذهب؟!!
لو تعلمون يا بني عربان كم نحن بحاجة لنساء من صنف (روزا باركس) تلك المرأة الأمريكية العظيمة، التي كانت تشاهد بألم منظرا مألوفا في الولايات المتحدة من سنوات الخمسينيات من القرن الماضي من الألفية الثانية، وهو قيام الرجل الأسود من كرسيه ليجلس مكانه رجل أبيض بموجب القانون. فلم يكن هذا السلوك وقتها نابعا من روح أخوية، أو كما نعهد اليوم أن يترك الشاب كرسيه لرجل عجوز أو امرأة احتراما كما تقتضي الأعراف والإتيكيت والمروءة، بل لأن القانون الأمريكي آنذاك كان يمنع منعا باتا جلوس الرجل الأسود وسيده الأبيض واقف أمامه. حتى وإن كانت الجالسة امرأة زنجية عجوز، فتك مخالفة يغرم عليها المخالف للقانون!
وكان مشهورا وقتها أن تجد لوحة معلقة على باب أحد المحال التجارية أو المطاعم مكتوب عليها ( ممنوع دخول القطط والكلاب والرجل الأسود)!!.
كل تلك الممارسات العنصرية التي كانت تصنف الزنوج في مرتبة دونية، كانت تصيب (روزا باركس) بحالة من الحزن والألم والاكتئاب..
وفي يوم من الأيام وعندما وقفت الحافلة استقلتها (روزا) وقد أبرمت في صدرها أمرا. .
وتوقفت الحافلة في المحطة،وصعد الركاب وإذ بالحافلة مكتظة، وبهدوء اتجه نحوها رجل ابيض إلى حيث تجلس، منتظرا أن تفسح له المجال ، ولكنها نظرت له في لامبالاة ودون استجابة وعادت لتتأمل الطريق في النافذة مرة أخرى!.
ثارت ثائرة الرجل الأبيض، واخذ الركاب البيض في سبهاـ والتوعد لها إن لم تقم من فورها ليجلس الرجل الأبيض.
لكنها أبت وأصرت على موقفها، فما كان من سائق الحافلة أمام هذا الخرق الواضح للقانون إلا أن يتجه مباشرة إلى الشرطة كي تحقق مع تلك المرأة السوداء التي أزعجت السيد الأبيض!.
فتم التحقيق معها وتغريمها 15 دولارا، نظير تعديها على حقوق "السيد الأبيض".
وهنا انطلقت الشرارة في كل ربوع أمريكا، وقرروا مقاطعة وسائل المواصلات، والمطالبة بحقوقهم كبشر، لهم حق الحياة والعيش بكرامة، استمرت حالة الغليان وامتدت لـ 381 يوما، أصابت أمريكا بصداع مزمن. وفي نهاية المطاف خرجت المحكمة بحكمها الذي نصر "روزا باركس" في محنتها. وتم إلغاء ذلك العرف الجائر وكثير من الأعراف والقوانين العنصرية .
وهاهي الولايات المتحدة الأمريكية بعد أكثر من خمسة عقود من الزمن تعرف صعود نجمَ رئيس من أصول إفريقية " باراك حسين أوباما " الرئيس الرابع والأربعون للولايات المتحدة الأمريكية منذ 20 يناير 2009، وأول رئيس من أصول أفريقية يصل للبيت الأبيض. حقق انتصاراً ساحقاً على خصمه جون ماكين وذلك بفوزه في بعض معاقل الجمهوريين مثل أوهايو وفيرجينيا في 4 نوفمبر 2008. حصل على جائزة نوبل للسلام لعام 2009 نظير جهوده في تقوية الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب، وذلك قبل إكماله سنة في السلطة.

بعيدا عن قصة العظيمة "روزا ماركس" دعونا نعود إلى قصة المتعرية علياء، حيث نقرت ثانية أزرار مفتاح الحروف في"مُقَوقِل أشرطة الفيديو" (محرك البحث) فأمدّني بشريط فيديو لثنائي العري، علياء المهدي وكريم عامر.
وعند تدقيقي في شريط فيديو وصور مختلفة لصديقها الذي اقتحم "خرجتها" الإعلامية وأراد أن يقدم نفسه كذلك القائد الهمام والمفكر والمبدع في الحرية والتحرر في نظرية ثورية من عالم الحرية والتحرير، وقدم نفسه شريكا لفعلتها في العري بعد أن تعرى بدوره وحمل قيثارة لا علاقة له بها لا من بعيد ولا من قريب ولا بنغماتها عندما تتحدث.
فهمت جيدا كيف أراد هذا الشخص الذي يبدو في الصورة كرجل في الأربعينيات، بوجه مثقب وقامة قصيرة وبحركات وقسمات تحيلك عند تدقيق الملاحظة إلى شخصية سيكوباتية.

يقول أحد المتخصصين في الطب النفسي "إن من صفات الشخصية السيكوباتية عدم احترام القوانين أو الأعراف السائدة فى المجتمع، ودائماً ما تجد السيكوباتى ينتهك حقوق الآخرين، وهو محتال يعشق الكذب والخداع، ويسعى للتعرف على نقاط ضعف الآخرين ويلعب عليها، وهو لديه قدرة على خداع الآخرين، فتجده يظهر أمامهم بأنه عذب الكلام، وصادق، ومتعاون، وشهم، ولكنه فى الواقع غير ذلك".
إنه بكل بساطة سيكوباتي متناقض، من متزمت إلى شاذ يجيد ركوب الأمواج والتقاط الصور، استغل هذه الساذجة إعلاميا بعد أن استغل جسدها جنسيا في إفراغ مكبوتاته التي تخفي تزمتا وشذوذا أعقبه انفجار سلوكي..لغاية في نفسه يسعى لقضاء وتره منها.
تأكد لي الأمر عندما رجعت إلى المحرك وبحثت مدققا في صور قديمة، ورأيت كيف صوّرالمتعرية في لحظات سابقة، بقنينات خمر معلّقا: "ما أحلى الخمر في أيام رمضان"!!
لم تنجح حينها المحاولة لإحداث ضجة في مصر، فالعالم العربي لا تحركه قنينات خمر، التي له معها باع طويل في عشق ليالي المجون منذ أيام الشعر الجاهلي والأموي والعباسي والأندلسي، ونضم القوافي الطوال في الليالي الملاح،والرقص والتمايل على أنغام الموسيقى والطرب والأضواء الخافتة، وكأنها تستدعي شياطين الإنس والجن في مأدبة لئام من عشق السلطة والسلطان، قربانا لذلك الجسد الذي يقدسه العربي بعقد لا تخلو من اشمئزاز، ليالي حمراء لا تكسِّرها إلا قهقهات المجون وانكسار زجاج القنينات والكؤوس ومعها انكسار مصير أمة بأكملها.
ولكن ماذا يريد هذا المقتحم السيكوباتي من محترفي الضّجيج الفارغ من وراء الستار، ولماذا هذه كل هذه الضجة وهذا المداد من اجل جسد ليس بالجميل ولا بالساحر، يعلوه رأس بملامح وجه تنطق سذاجة، منساق إلى رأس الأفعى المدبٍّر"كريم عامر" الهاوي الفاشل في ركوب الأمواج! الجواب لم أجده إلا عندما تخلصت من النظرة العقلانية للأمور مفسحا المجال أمام زحف العقل الباطن من عالم اللاوعي.
في حقيقة الأمر عند رؤيتي للصورة بمنطق عقلاني وتحليلي لا يمكن أن أصف ذلك الجسم لتلك المرأة علياء المهدي القصيرة القامة الممتلئة البطن وبحلمات ثدي ليس بالجميل ولكنّه مختلف، بجسم امرأة تقليدية يطبعه شئ من البداوة تصطبغ عليه مساحيق إغراء جنسية من العالم المختلف عن ذلك الكيان وذلك الجسد.
تخلصت من عقلي ومن عين النقد واتجهت نحو إنسانيتي لعلي أجد جوابا،أحسست أني كلما ابتعدت عن منطقِ عقلي إلا واتجهت نحو عقلي الباطن الذي بات ينجذب أمام هذا الجسد (الغير الجميل في منطقي العقلي) ولكنه مثير لعقل الباطن،لأنه جسد مختلف، إنه جسد تقليدي لم نعهد أن نراه أبدا بهذا الشكل المعروض على مذهب العري. إنه جسد بملامح بدوية وحلمات بنية واسعة تستحوذ على ثلث الثدي معتليا قمة العرش من ذلك الصّدر اليافع.

إنها عقدة "فتيات القوم" الكامنة في بواطن نفوسنا والتي تقابلها عقدة موضة الأجنبية الشقراء. في رحلة البحث عن الإشباع من الجوع الغريزي والمتجدد من خلايانا المتجددة كل صباح، في عالم جديد اختلطت فيه الغرائز والشهوات وزينة الحياة الدنيا التي قد تجعل من الإنسان حينا من الدهر حيوانا وعبدا لغرائزه وحيوانيته.
وما يضاهي عشق فتاة من بني قومي عشقا بين عشاق الأرض، وما هيام جميل ببثينة وقيس بليلى وابنُ رهيمة بزينب وابن زيدون بولادة وكثير بعزة .. إلا دليل على عقدة "فتاة من بني قومي" في ثقافة الجنوب والعرب من هذا المتوسط.
إنها عقدة قديمة قدم الثقافة وقدم العشق معقدة ومركبة أكثر مما نتصور، لن يتخلص منها الإنسان إلا عندما يتخلص من الحواجز الثقافية في تغيير نظرتنا للمرأة.
ليس بالاتجاه نحو ما هو غربي رأسمالي وهو البديل الأسوأ،تلك الرأسمالية الاستهلاكية التي اختزلت المرأة في مؤخرات شاكيرا ومادونا ومونيكا واحتراف ثقافة الإغواء وربطها بالأنثى، وأطلت علينا بثقافة الرجل"السوبرمان الخارق" الكامل والمتكامل في غياب أي مشهد من مشاهد بطولة الإنسان البسيط في صناعة الصورة من إمبراطورية هوليود الأمريكية.

وعلى ضوء الأزمة الاقتصادية، بدأ الإنسان يعود شيئا إلى صوابه بالتفاتة واقعية لفلسفة الإنسان البسيط "الإنسان البطل" في مكابدة ظروف الحياة بعيدا عن "ثقافة السوبرمان" والإنسان الخارق أو "الإنسان الإله"،الكامل والمتكامل الذي لا عيوب له.
نتيجة لانتشار هذه الثقافة "الهوليودية" وتأثيراتها في رسم ونحث ونشر الصورة، وهو احتراف أمريكي بامتياز، اتجه العالم الرأسمالي إلى السيلكون وتجارة التجميل والتعديل الجراحي وتغيير الألوان والأشكال وصناعة البورنوغرافيا وتشيئ كيان المرأة وحصره في اللذة والمتعة والإغراء..
وفي هذا الإطار وقبل أن اختم أحببت أن أغتنم هذا الحدث الذي لا أريد أن أصفه بالتافه ولا بالثوري، فهذا مجرد رأي ليس أكثر من تساؤل، أحببت هنا في هذا السياق أن أذكركم بانتهاك الجسد العربي في سجن"أبو غريب العراق مذهب التعري القسري".. إنه انتهاك قسري لتلك الثقافة التي تغطي ذلك الجسد، وانتزاع قسري لأوراق التوت!!

هناك دعوة جديدة تحت شعار "لنعد إلى الطبيعة" الطبيعة الإنسانية، في واقعيتها وفي بساطتها وفي جمالها كما هي..وبدون مساحيق!
هكذا فقط سنكون أقرب إلى معاني السعادة الحقيقية، كما ترى الوجودية في معادلتها، الإنسان البسيط -الإنسان البطل..
وكما يقول المثل "البساطة أم الجمال".
وأنا ببساطتي التي أعتز بها فلسفةً في الحياة أقول: الاعتدال والتسامح طريق سوي، والشذوذ والتزمت مهلكة النفوس.
"the simplicity is the mother of beauty "

مقالات ذات صلة