ابن جرير .. الانتظار ..."عند الامتحان يعز المرء او يهان "


حقائق بريس
الأحد 30 أكتوبر 2011



تعيش مدينة ابن جرير و منطقة الرحامنة عموما على إيقاع حملة انتخابية سابقة يقودها منتخبون بحزب البام يقومون بالترويج لوثيقة يدعون السكان التوقيع عليها أطلقوا عليها " نداء الوفاء للتنمية " نداء عودة ترشيح فؤاد عالي الهمة للانتخابات التشريعية المقبلة ، و الذي يكون قد أعلن القطيعة مع الانتخابات و حتى مع العمل الحزبي في الوقت الراهن في ظل مشروع الإصلاحات الجديدة التي يقودها قائد البلاد الملك محمد السادس ، و إذا كانت القوانين الانتخابية قد تشددت كثيرا بخصوص مهازل مثل هاته ، فان هؤلاء يعملون ايضا على ترويج عدة مغالطات داخل اوساط الشباب من بينها الانخراط في حزب البام الذي سيوفر لهم الشغل و ان تنمية المنطقة رهين بالتصويت على حزب البام بقيادة فؤاد عالى الهمة الذي بعد انتخابه رئيسا لبلدية ابن جرير ألقى بكل اختصاصاته بين ايدي نوابه و اختفى عن كل التفاصيل اليومية لسير اعمال بلديته و كأنه تخلص من عبء اضطر لحمله و هو الذي كان لا يرغب في ترشيح نفسه ، علما ان عملية التنمية و إذا اخدنا بعين الاعتبار عددا من المشاريع التنموية التي يشهدها المغرب ككل نرى ان هذه المشاريع كان وراءها شخص واحد و هو جلالة الملك و لا دور فيها لاحد و لا للبرلمان و لا حتى للحكومة نفسها ، هذه المشاريع اما تقام بناء على رغبة ملكية او بسبب زيارة ملكية لاي اقليم ، فحينما يعلمون ببرمجة زيارة الملك الى منطقة ما فان كافة الجهات تتجند لاصلاح الطرقات و الشوارع و غير ذلك حتى يرى ان المناطق التي زارها كلها شهدت او تشهد اعمال تنموية رائدة و المنتخبون فيها يوزعون الاكاديب على الناس بالجملة و التقسيط .

و جندت لهذه الحملة السابقة لاوانها كل وسائل المجلس البلدي من نقل و خدمات و غير ذلك ، وكانت الخيبة أعمق حول صمت السلطات الادارية بالمدينة نحو الاساليب المفتعلة لهؤلاء الذين وظفوا العملية في اطار حملة انتخابية سابقة ، و كل ذلك بناء على نوايا فاضحة اضعفها هاجس التاكيد على الولاء لحزب الاصالة و المعاصرة بالمنطقة في الوقت الذي تنتظرفيه الساكنة بهذه المدينة من منتخبيها الانكباب على المشاكل المتفاقمة بعيدا عن ركام الشعارات الفارغة و اباطيل الوعود التي تتكرر في كل موسم انتخابي يتهيأ المغاربة لضجيجه ، و نرى هؤلاء يكتفون بالانشغال بصرخات و وعود في حملة دعائية سابقة لاوانها مستغلين كل الامتيازات التي تخولها لهم مكانتهم الحالية داخل المجلس البلدي حيث لم يستطع هؤلاء استعاب فكرة نزاهة الانتخابات و تكافئ الفرص و حرية الاختيار في ظل العهد الجديد بل يحاربون كل من يؤمن بهذا التوجه الجديد و يشككون حتى في الاختيار الديمقراطي للبلاد ، و كانت خيبة امل عميقة ان نلاحظ هؤلاء يجوبون حتى شوارع المدينة بما اسموه " نداء الوفاء للتنمية " ، سلوكات تسيء للعمل السياسي و تحقيق المسار الديمقراطي ببلادنا ، سلوكات تفسر استنكار كل الامكانيات و الطاقات لتوجيه الاهتمام المطلق لتوفير الارضية اللازمة لجزب " البام " الذي ينتمي اليه هؤلاء خلال الانتخابات التشريعية ليوم 25 نونبر 2011 ، كما ان هذه السلوكات اصبحت تعطي دفعا جديدا و قويا نحو تفشي ظاهرة البناء العشوائي بمدينة ابن جرير بالخصوص لدرجة ان الكل اصبح يستفيد اليوم من فوضى البناء العشوائي بكل ارجاء المدينة دون انتباه السلطات الى مخاطره ، فاختيار اساليب مثل هاته من لدن من يمثلون السكان لا يعكس البتة رغبة هؤلاء في تقديم خدمة مجانية لاهل المدينة و حبا في سواد عيون سكانها بقدر ما يبيتون ضمنيا لارضية اخرى تجسد الخلفية الحقيقية لحملاتهم التسخينية للانتخابات التشريعية المقبلة قبل موعدها المحدد.

ان حزب الاصالة باقليم الرحامنة لم يعد في مستوى التحدي الذي كان يطمح اليه من اجل الحفاظ على مواقعه السابقة و تطورها على مستوى تواجده جهويا مع غياب مؤسسه "فؤاد عالي الهمة " فقد انعكس ذلك على مستوى تهييئ لوائح مرشحيه للانتخابات التشريعية المقبلة اقليميا و جهويا ، حيث ان الاتجاه العام لتقييم المهتمين بهذا يعتقد ان هناك مرشحين ليس لديهم أي اشعاع ايجابي ، و يتاسف كذلك لان هناك اسماء وازنة اما استكفت عن الترشح ا و تم اقصاؤها و ان ترشيحات لم تجد استجابة لطرحها ، مما يهدد نتائج كارثية للحزب على مستوى هذه الانتخابات ، و هكذا اصبح رهان الحفاظ على مكانة الحزب في علاقته بالمواطنين مرتبط في جزء حاسم منه على تقديمه لمرشحين لهم مكانة لدى المواطنين.

و اذا كان حزب الاصالة بجهة مراكش عموما يعرف مجموعة من المخاضات خاصة بعد مغادرة امينه الجهوي يبدو انه غير عاجز بالمرة عن دخوله معركة الانتخابات بوجوه جديدة في اطار حملة انتخابية سابقة ، اذ ان المرحلة الحالية تفرض ان تخوض كافة الاحزاب السياسية غمار الانتخابات التشريعية المقلبة اعتمادا على قدراتها الذاتية ، فهذه المرة و في ظل المتغيرات الجديدة التي يعيشها المغرب سيكون الشعار هو " عند الامتحان يعز المرء او يهان " !

مقالات ذات صلة