احزابنا بنيتها متهالكة ... !


بريك عبودي
الاثنين 1 شتنبر 2014



إذا كانت الاحزاب السياسية هي مدارس للوطنية وأداة لتربية كل المغاربة على حسن المشاركة في تدبير الشأن العام فمن مصلحتها أن تعمل على تحرير نظمها العتيقة من الانغلاق على نفسها ، فشيء مؤسف جدا أن نجد مقرات لأحزاب معلومة تعود في هذه الايام لتشتغل بقوة مما يوحي بموعد الانتخابات، حيث أن الكثير منها قد أصبحت بنيته متهالكة بفعل الهجر الذي أصابها ، الأمر الذي يدفعنا إلى التساؤل عن الاموال العمومية التي تستفيد منها الاحزاب السياسية ، هكذا وعلى صعيد جهة مراكش تانسيفت الحوز وباقي جهات المملكة عادت الحركة إلى معظم المقرات الحزبية التي أغلقت أبوابها مباشرة عقب اعلان نتائج انتخابات نونبر 2011 ، هاجسها الاوحد في تواصلها مع المواطنين هو قرب موعد الاستحقاقات الترابية .
وإذا كانت الحياة الحزبية شأن عام يجب أن يهم كل شرائح المجتمع وخاصة الشباب الذي أصبح يتخذ اليوم من منطلق الرفض للاهتمام بالحياة الحزبية وانخراطه في الاحزاب السياسية سلاحا له خلافا لما هو معمول به بالدول الديمقراطية ، ومن تم يكون الشباب قد علم بخبايا اللعبة السياسية في اوساط الساحة السياسية ، فمن مصلحة أحزابنا أن تعمل على تحرير نظمها العتيقة من الانغلاق على نفسها .
فمن الطبيعي أن يسحب المواطنون ثقتهم من هاته الاحزاب ، حيث لم يعد هناك للأحزاب السياسية أي دور يذكر من حيث تأطير المواطنين أو السعي في توعية أبناء هذا الشعب ، وادخالها علاقات اجتماعية وسياسية حديثة في المجتمع وسن سياسة روح المبادرة وتركها لجيل بكامله يشق طريق العزوف السياسي ، ويبقى أن الدولة كذلك مراجعة سياستها تجاه الاحزاب السياسية التي تقوم فعلا بتنشيط الحياة السياسية وتأطير المواطنين وتنظيمهم ، وإلى ذلك الحين كل انتخاباتنا وأحزابنا بخير

مقالات ذات صلة