الانتخابات والمال الفاسد...


حقائق بريس
الاثنين 19 شتنبر 2016








استفحال ظاهرة الإفساد الانتخابي هو نتيجة للحياد السلبي القاتل للإدارة الترابية وكذلك لهيمنة فئة قليلة على المشهد السياسي في بلادنا حيث يؤدى هذا إلى إنتاج منظومة الفساد الانتخابي وتوظيف المال الفاسد بشكل مفضوح ، وهذا عدو الديمقراطية والمشاركة الشعبية والتعددية في الانتخابات ، انه عدو القانون وحقوق الإنسان فهو وسيلة لمصادرة إرادة الشعب وسلطته والحيلولة دون تحقيق تطلعه إلى نهضة شاملة، ويعد شيوع المال السياسي "المال الحرام" في الانتخابات احد اهم اسباب انعدام الثقة في الاحزاب ومؤسسات الدولة ، كما انه يفسد الحياة السياسية بكاملها فتصبح الاستحقاقات الانتخابية بلامعنى ولاجدوى ، فينفر المواطنون من المشاركة في العملية السياسية ، مايعنى ارتفاع نسبة مقاطعتها ، لقد نجم عن هيمنة المال الفاسد على الانتخابات ببلادنا اضعاف الانتماء الحزبي وهروب المواطنين من الاحزاب التي اصبح جلها غارق في مستنقع المال الفاسد ،وتقديم المال الحرام للناخبين هو احتيال على القانون ، كما انه يشكل فسادا اخلاقيا ، لذلك فالرشوة الانتخابية هي من ابشع صور الفساد السياسي واكثرها شيوعا لانها تحط من شأن كرامة الانسان ، وكيف يمنح المواطن ثقته لمرشح فاسد يقدم الرشاوي الانتخابية ويجهر بفساده امام الملأ ، ويقبل المواطن التعامل مع هذا المفسد ويتقبل منه الرشوة ضاربا بضميره وقيمه عرض الحائط ، مايشكل فسادا سياسيا واخلاقيا يمثل عائقا في وجه البناء الديمقراطي .


مقالات ذات صلة