ملف التعاونية الفلاحية " الحليب الجيد بمراكش" ملف ثقيل بالتجاوزات والاختلالات لايزال في اطار البحث التمهيدي منذ سنوات ، حطم الرقم القياسي من حيث ملفات الفساد المالي بجهة مراكش اسفي نتيجة خطورة التسيب الذي ظل يمارسه المسؤولون المشرفون على تسيير وتدبير شؤون هذه التعاونية ، استغلال غير مشروع في تحقيق مصالح ذاتية ، لكن ما يطبع ملف القضية هو طول اجراءات البحث والتحقيق مع المتورطين المشتكى بهم في هذا الملف الذين نجحوا في مراكمة ثروات مالية وعقارية في ظرف قياسي ، وعلى رأسهم مدير التعاونية الذي تحول في المدة الاخيرة الى رقم وازن في معادلة السباقات الانتخابية لسنة 2016 ، فمدير ثاني اكبر تعاونية فلاحية بالمغرب قبل ان تعلن افلاسها وتم تفويتها الى شركة خاصة ، اصبح قياديا قويا في حزب الجرار في ظل الاتهامات التي تطارده بالمسؤولية القانونية عن افلاس التعاونية ، فاز برئاسة الغرفة الفلاحية لجهة مراكش للمرة الثانية على التوالي ودخل من بوابتها الى الغرفة الثانية ثم رئيسا لجامعة الغرف الفلاحية بالمغرب ، دفع بزوجته واحد ابنائه الترشح باسم الجرار في الانتخابات التشريعية ليوم 7 اكتوبر 2016 بعد ان ساند زوجته لتفوز برئاسة مجلس عمالة مراكش للمرة الثانية ، بينما مدير التعاونية الفلاحية وعائلته اصبح قوة سياسية تظل مع ذلك اصوات هيئة حماية المال العام متسألة عن مال شكايتها حول ماتعتبره جرائم رشوة واستغلال نفوذ وتبديد اموال عمومية واغتناء غير مشروع شهدته التعاونية الفلاحية المفلسة مطالبت بالتدخل من اجل انهاء البحث التمهيدي الذي تقول المصادر انه لازال قابعا في ادراج الغرفة الوطنية للشرطة القضائية ، الشكاية التي سبق ان تقدمت بها الهيئة الوطنية لحماية المال العام فرع مراكش الى السيد الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بمراكش حول الاختلالات التي عرفتها التعاونية .
وكانت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بناءا على تعليمات الوكيل العام للملك باستئنافية مراكش قد شرعت في فتح بحثها حول ملف التعاونية الفلاحية بمراكش من اجل الرشوة واستغلال النفوذ وتبديد المال العام والاغتناء غير المشروع حين حول هؤلاء مالية التعاونية الى كعكة لمراكمة الثروات والأرصدة لدرجة اصبحت التعاونية في عهد مديرها صندوقا اسود مع وجود العديد من الموظفين الاشباح وتوظيف المقربين مما اثقل كاهل التعاونية قبل افلاسها بقروض تقدر بالملايير .
وجاء هذا بعد تنديد الفلاحين المتعاونين بسوء التدبير والتسيير وتماطل المسؤولين في التحقيق مع المتورطين في نهب مالية التعاونية والمتسببين في تفويتها بطريقة ملتبسة للقطاع الخاص في شخص احدى الشركات المفبركة لهذه الغاية ، وتم التنديد كذلك بالتجاوزات الخطيرة بالتعاونية الفلاحية بمراكش خلال الوقفات الاحتجاجية واعتصمات المتعاونين والمستخدمين ، وكان المحتجون انذاك قد انتقدوا التدبير السئ لمالية التعاونية منذ سنوات مطالبين بالكشف عن الكيفية التي تمت بها عملية تفويت التعاونية للقطاع الخاص بدون استشارتهم باعتبارهم العنصر الاساسي لكونهم منتجين لمادة الحليب ومتعاونين ، وهذا الامر الذي اعتبره المحتجون انشاء شركة " سيت ميلك" جاء للتغطية على جملة من التلاعبات التي طالت تسيير وتدبير شؤون التعاونية وتدبير ماليتها الى ان اشرفت على الافلاس من لدن رئيس مجلس ادارة التعاونية ومديرها اللذان حول اموالها الى ارصدتهما وممتلكاتهما .