في سنة ١٩٨٨ شرع العمل في الثانوية الجديدة بالحي الحسني بالألفة التي كانت حيا لا يزال هو أيضا في طور التشييد و البناء،ومنذ ١٩٨٩ التحقت الأفواج الأولى من تلاميذ هذه المنطقة لأخذ دروسها على يد أول طاقم تربوي من الأستاذات و الأساتذة وبتسيير أول طاقم إداري ترأسه آنذاك الأستاذ أحمد بنعابد كأول مدير لهذه الثانوية ولقد ارتبطت انطلاقتها الأولى, باسمه و بحماس جميع العاملين بها و من تلامذتها الذين سنوا لها طريقها المتميز على صعيد النتائج و زخم الأنشطة الثقافية المكثفة والمميزة و المشعة و أيضا لما عرف عن هذا الرجل من تاريخ نضالي مشرف وكفاءة مشهود له بها في التسيير وأخلاق عالية في المعاملة و حسن التدبير.
و لم تحد المؤسسة عن تميزها في العطاء منذ انطلاقتها الأولى بفضل تفاني أطرها التربوية في مجال التدريس و التنشيط التربوي و النفسي و الاجتماعي ،وظلت سنة بعد أخرى تؤدي رسالتها و تتخرج منها الأفواج تلو الأفواج للالتحاق بالجامعات و المعاهد العليا و المراكز التربوية ،ومراكز التكوين المهني و شتى أنواع مؤسسات التعليم و التكوين العالي المؤهل للدخول إلى عالم الشغل،و الالتحاق بمختلف مجالاته و قطاعاته٠
ولا بد أن جل الذين مروا من فصولها و ساحتها و خزانة كتبها و ملاعبها الرياضية يستحضرون ذكرياتهم الجميلة مع أساتذتهم ،ولذلك فهم لا يتوانون عن زيارتها كلما أتيحت لهم الفرصة ٠وكم سيكون جميلا ورائعا ذلك اليوم الذي تنتظره هذه الثانوية العزيزة ليجتمع فيها شمل التلاميذ القدامى لتكوين جمعيتهم التي يباشرون من خلالها أنشطة تربط الحاضر بالماضي .والطبيب والممرض بالمهندس و الإعلامي و الصحفي بالتقني و الممثل للشركة و الحرفي في شتى المجالات و الموظف في مختلف القطاعات إلى الطالب الذي لا يزال في طريق استكمال دراسته العليا و برجال الأمن و رجال الأعمال و رجال و نساء السلطة...
و لم تحد المؤسسة عن تميزها في العطاء منذ انطلاقتها الأولى بفضل تفاني أطرها التربوية في مجال التدريس و التنشيط التربوي و النفسي و الاجتماعي ،وظلت سنة بعد أخرى تؤدي رسالتها و تتخرج منها الأفواج تلو الأفواج للالتحاق بالجامعات و المعاهد العليا و المراكز التربوية ،ومراكز التكوين المهني و شتى أنواع مؤسسات التعليم و التكوين العالي المؤهل للدخول إلى عالم الشغل،و الالتحاق بمختلف مجالاته و قطاعاته٠
ولا بد أن جل الذين مروا من فصولها و ساحتها و خزانة كتبها و ملاعبها الرياضية يستحضرون ذكرياتهم الجميلة مع أساتذتهم ،ولذلك فهم لا يتوانون عن زيارتها كلما أتيحت لهم الفرصة ٠وكم سيكون جميلا ورائعا ذلك اليوم الذي تنتظره هذه الثانوية العزيزة ليجتمع فيها شمل التلاميذ القدامى لتكوين جمعيتهم التي يباشرون من خلالها أنشطة تربط الحاضر بالماضي .والطبيب والممرض بالمهندس و الإعلامي و الصحفي بالتقني و الممثل للشركة و الحرفي في شتى المجالات و الموظف في مختلف القطاعات إلى الطالب الذي لا يزال في طريق استكمال دراسته العليا و برجال الأمن و رجال الأعمال و رجال و نساء السلطة...
ثانوية عبد العزيز الفشتالي: أو حين يلتقي النهران.
لم تبق الثانوية تلك البناية التي طالما استنشقت ملئ صدرها هواء فضاء الألفة النقي و هي راسية على هضبة تكاد تطل على البحر لو صعِدتَ سطوحها و تحاذي شارع واد أم الربيع حين تسير أسفل سورها صعودا و المنتهي عند منعطف شارع وادي اللكوس المؤدي نزولا على اليمين إلى بابها الذي تمر من أمامه ذهابا و إيابا مختلف العربات و السيارات و تختلط فيه جماعات التلاميذ مع جمع الواقفين في (الموقف) المنتظرين لطالب عامل بناء أو صباغة أو سباكة كما ينتظر باعة الأكلات الخفيفة و الحلوى هم أيضا زبائنهم ممن استبد بهم جوع أو اشتهت أنفسهم إلى قطعة حلوى أو استجابوا لعادتهم في اقتناء جريدة أو مجلة أو كتاب من كشك المطار النقطة الفاصلة بين إعدادية الجازولي و محطة البنزين "طوطال".
و الثانوية بهذا الموقع تسمح بأن يطلق عليها ثانوية ملتقى المتعلمين و المْعلْمِين و البائعين و المشترين و الراكبين و المارين و لذلك ستبقى خيراتها دافقة على تلاميذها و المنتفعين من طلب جوارها علما و معرفة و تربية و تقديم خدمات طالما أن ماءها يتدفق و طالما أن هذا الماء يغدق بخيره على كل من تحمله قوارب النهرين.
غير أن الثانوية لم تظل تلك المؤسسة التي تفيض خيرا بسخاء دون ضجر. و ذلك لما أصبح عليه حالها منذ أكثر من عقدين من الزمن وسط إقامات و أحياء و منازل بعدد الشجر في غابة الإسمنت و الحجر. و لا بد أنها ضاقت بمقامها هذا و تبحث عن منافذها في زحمة و تلوث محيطها بما تنفثه سياراته و ما أضحى يعج به من بشر.
و هي الآن في انتظار سنة انفراج كربتها بتنقية الأجواء من حولها و من أقسامها لتنبعث الحياة المدرسية فيها في صورتها المثلى بعد أن تكون قد تخلصت من الزحمة و الاكتظاظ و المسيء من البؤر.
و رغم ذلك فهي الآن لا تزال بأبنائها ماضية، صامدة ترعاهم و تحضنهم مقاومة للاستسلام لأي إحساس بالسأم أو الملل أو الضجر. و كل ما يعتمل من رغبات و ميولات في صدور تلاميذها و سلوكات يمكن أن ينظر إليها و كأنها تنذر بالخطر الذي تلوثت به مياه ثانوية ملتقى النهرين بعد تفشي عامل الإهمال و عدم استدراك ما شاع من فوضى بناء المساكن دون مرافق و دون مراعاة ما يمكن أن يلحق بالثانوية من فيض لا يطاق و لا يحتمل. و دون تعزيز محيطها بما يساعد على تأهيل الفتية و الشباب و خلق فضاءات التكوين و التثقيف و الترفيه و إبراز المواهب و تعلم الخلق الحميد و السلوك المدني المطلوب المجيد.
و لن يتحقق هذا إلا بالتفكير الإيجابي و استدراك ما ضاع، و لن يتحقق هذا إلا حين يلتقي النهران ليصبا في بحرها ماء ا،نقيا مطهرا يسقي الضفاف فتينع من جديد ساحات عشبها الأخضر، و تمتلىء بالورود و الزهور سلال الصبايا و اليافعين و يختفي وجهها الشاحب، و يزول عشبها الأصفر.
و الثانوية بهذا الموقع تسمح بأن يطلق عليها ثانوية ملتقى المتعلمين و المْعلْمِين و البائعين و المشترين و الراكبين و المارين و لذلك ستبقى خيراتها دافقة على تلاميذها و المنتفعين من طلب جوارها علما و معرفة و تربية و تقديم خدمات طالما أن ماءها يتدفق و طالما أن هذا الماء يغدق بخيره على كل من تحمله قوارب النهرين.
غير أن الثانوية لم تظل تلك المؤسسة التي تفيض خيرا بسخاء دون ضجر. و ذلك لما أصبح عليه حالها منذ أكثر من عقدين من الزمن وسط إقامات و أحياء و منازل بعدد الشجر في غابة الإسمنت و الحجر. و لا بد أنها ضاقت بمقامها هذا و تبحث عن منافذها في زحمة و تلوث محيطها بما تنفثه سياراته و ما أضحى يعج به من بشر.
و هي الآن في انتظار سنة انفراج كربتها بتنقية الأجواء من حولها و من أقسامها لتنبعث الحياة المدرسية فيها في صورتها المثلى بعد أن تكون قد تخلصت من الزحمة و الاكتظاظ و المسيء من البؤر.
و رغم ذلك فهي الآن لا تزال بأبنائها ماضية، صامدة ترعاهم و تحضنهم مقاومة للاستسلام لأي إحساس بالسأم أو الملل أو الضجر. و كل ما يعتمل من رغبات و ميولات في صدور تلاميذها و سلوكات يمكن أن ينظر إليها و كأنها تنذر بالخطر الذي تلوثت به مياه ثانوية ملتقى النهرين بعد تفشي عامل الإهمال و عدم استدراك ما شاع من فوضى بناء المساكن دون مرافق و دون مراعاة ما يمكن أن يلحق بالثانوية من فيض لا يطاق و لا يحتمل. و دون تعزيز محيطها بما يساعد على تأهيل الفتية و الشباب و خلق فضاءات التكوين و التثقيف و الترفيه و إبراز المواهب و تعلم الخلق الحميد و السلوك المدني المطلوب المجيد.
و لن يتحقق هذا إلا بالتفكير الإيجابي و استدراك ما ضاع، و لن يتحقق هذا إلا حين يلتقي النهران ليصبا في بحرها ماء ا،نقيا مطهرا يسقي الضفاف فتينع من جديد ساحات عشبها الأخضر، و تمتلىء بالورود و الزهور سلال الصبايا و اليافعين و يختفي وجهها الشاحب، و يزول عشبها الأصفر.