الخوف من المواطن عربون مرض المسؤولية


حقائق بريس
الجمعة 8 يوليو/جويلية 2016





يبالغ المسؤولون اليوم في الإنصات للمواطن، ويبالغون في الميل لتصديق ادعاءاته، ليس من باب القناعة المؤسسة على التطبيق السليم للقانون، واليقين الذي لا لبس فيه. وإنما لإرضائه خوفا منه، حتى يقف شره عند فالمجتمع اضحت تتزاحم به العلل، وصار مواطنونا مرضى، وصار عدوا لهم كل من آلمهم، ولو بسبب القيام بواجب وصار من لا يستجيب لنزعتهم للانتقام منه شريك في إيلامهم. مصيبة هي اذن، ان يصاب المسؤولون بعدوى مرض المواطنين فيمرضون، ويصيرون يتصرفون تصرفا، راجين ان يذكرهم هؤلاء المرضى خارج ابواب مكاتبهم بخير، ولو على حساب العدل والقانون والضمير وحقوق قوم أخرين. ذلك ان عددا من المؤولين يقدسون فهمهم للقانون ويؤسسون عليه قراراتهم، ولو كان يهم قوما هم الأدرى بفهمه الصحيح للإنفراد بالتفاعل اليومي معه، فهما وتنزيلا. ومن هنا مطلب الميل للصواب في عمل القائمين باعمال خدمة للمواطنين بنسبة تسعة وتسعين في المائة، وتبقى نسبة واحد في المائة فقط لصالح الشك. فكم من صواب بالامس ينظر اليه اليوم خطأ اليوم سينظر اليه غدا صوابا. الكمال لله رب العالمين، وخير للمسؤول ان يخطأ في الخير لا في ترجيح المصالح، الضرر هنا والضرر هناك، الربح هنا هنالك.وليس عبثا قول القائل، الخطأ في البراءة اولى من الخطأ في الإدانة. فكذلك بالنسبة للقرارات المسؤولين، الخطأ في ترجيح كفة الصواب اولى نم الخطأ في ترجيح كفة الخطأ، ومن يفعل عكس ذلك اليوم الا اثنان مريض او جبان.

مقالات ذات صلة