خلف تدخل عنيف للقوات العمومية إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف متظاهرين، أثناء محاولتهم التجمع مساء يوم السبت أمام مقر البرلمان احتجاجا على الحرب التي تقودها السعودية ضد اليمن برعاية أمريكية، والتي يشارك فيها المغرب بسرب من الطائرات التي تعمل على قصف مواقع المعارضة اليمنية، وذكرت مصادر عن اعتقالات في صفوف المشاركين لم يعرف عددها.
وتدخلت القوات العمومية بمجرد محاولة المتظاهرين التجمع أمام مقر البرلمان للاحتجاج على الحرب على اليمن ومشاركة القوات الجوية المغربية فيها، واستعملت قوة مفرطة لتفريق المتظاهرين الذين استجابوا لدعوة الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب وهي ائتلاف يضم 28 هيئة مغربية.
وأكد شهود عيان أن السلطات باشرت قمع المتظاهرين بمجرد وصول عدد منهم إلى الساحة المقابلة لمقر البرلمان، ولم تعمد حتى إلى اتباع مسطرة فض التجمعات مما يشير إلى ’’أنها دولة قمعية ولا مجال فيها لأي قانون، وولأنهم يعلمون أنهم ينتهكون الحق في التظاهر‘‘ حسب تصريح أدلت به محجوبة كريم عضو اللجنة الإدارية للجمعية المغربية لحقوق الإنسان.
وحسب ما عاينت ملفات تادلة فقد طالت الإصابات مختلف أنحاء أجساد المشاركين في الوقفة الاحتجاجية، حيث توزعت الإصابات بين الرأس واليد والرجل، فيما نقلت سيارة الإسعاف عددا من المصابين إلى المستشفى لتلقي الاسعافات والقيام بالفحوصات الضرورية.
وحسب لائحة أولية توصلنا بها، فمن بين المصابين محمد النوحي رئيس الهيئة المغربية لحقوق الإنسان، وعبد الحميد أمين الرئيس السابق للجمعية المغربية لحقوق الإنسان وأحمد الهايج الرئيس الحالي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إضافة إلى ربيعة البوزيدي والدريدي مولاي بوبكر ورشيد البكوري والحسين بوسحابي وأمين القبابي، ومعاذ الجحري، والطيب مضماض ونعيم عبد العالي، وفاطمة الزهراء حداوي وأيوب كروم وسهى مضماض وأمين الشباري وعبد السلام بلفحيل، ومحمد الغفري وعادل اليوسفي وعبد اللطيف حماموشي.
ولم تترك القوات العمومية أي مجال للمتظاهرين للتجمع أو حتى إسعاف رفاقهم، وفرضت تطويقا شاملا على محيط البرلمان وساحة البريد وأمام محطة القطار، فيما لازالت المطاردات متواصلة لحد الساعة حسب مصادرنا من عين المكان، فيما أكدت ذات المصادر وجود اعتقالات في صفوف المشاركين دون أن نتمكن من حصر عددها.
وأكدت نفس المصادر أن عناصر الشرطة اعتقلت عبد الله لفناتسة القيادي في الاتحاد المغربي للشغل -التوجه الديمقراطي بعد أزيد من ساعة على تفريق المحتجين، إضافة إلى الناشط عبد الحكيم صيكوك، وآخرين لم نتمكن من معرفة عددهم وأسمائهم، فيما نفذت القوات المساعدة وقوات التدخل السريع انتشارا في المكان وفرضت ما يشبه حظر تجول من ساحة البريد إلى محطة القطار.
يذكر أن المغرب يشارك في الغارات على اليمن بعدد من الطائرات التي تقصف مواقع الحوثيين في اليمن، وهي المشاركة التي تعرف معارضة شديدة من النشطاء وجدلا واسعا على مواقع التاصل الاجتماعي.