الصحافة هي احدى أسس نهضة وتقدم الامم ، وما يعيشه العالم اليوم من حداثة وتقدم وديمقراطية الفضل فيه لتضحيات صحفيين أشاوس ضحوا بالغالي والنفيس من اجل اعلاء كلمة الحق وفضح الفساد والمفسدين ، والصحافة مدرسة تخرج منها كبار ساسة العالم ونالوا المجد بفضل هذه المهنة النبيلة ، كل هذه الصفات جعلت منها شوكة في حلق المفسدين تقض مضجعهم وتقلق راحتهم ، الشيء الذي جعل اعداء الديمقراطية تكن عداء ابديا لهذه المهنة وتلصق بها النقائض والرذائل في محاولة لتبخيس قيمتها ، هذه المهنة المزعجة الفاضحة باطلاق العنان لاستنساخ أشباه صحفيين والاساءة لسلطة رابعة ومهنة كلها متاعب ، وما تشهده بلادنا من فوضى اعلامية عارمة لخير دليل على ما تعرفه هذه المهنة من هجمة شرسة لجهات ترفض التغيير وضد المصلحة العليا للبلاد ، وللاسف الشديد الصحافة ببلادنا ظلت المهنة الوحيدة التي يمكن ان تحصل عليها دون ان تتوقر على تكوين اكاديمي وبدون ان يكون لك مستوى دراسي معين ،فالشرط الوحيد ان تتوفر على " جبهة عريضة " و " سنطيحة " لتصبح اعلاميا ، لقد آن الاوان لتتحمل الجهات الحكومية الوصية على القطاع مسؤوليتها خاصة بعد تقنين هذا المجال الحيوي الهام بعد المصادقة على قانون الصحافة الجديد من طرف الحكومة وقانون الصحفي المهني ، وهذا سيعيد للصحافة هيبتها وقيمتها التي ارادت جهات ان " تمرغها " في الارض .
ملف كبير حان الوقت ليفتح بوثائقه وتفاصيله وشهاداته المسجلة والمصورة وقصصه المثيرة والخطيرة ، وعمليات الابتزاز الموثقة ، والامثلة على ذلك كثيرة وهي واضحة للعيان ولا تخفى على النبهاء من القراء والمتابعين الذين لا يختلط عليهم اللون الابيض باللون الاسود ، فالصحافة مرآة المجتمع ، ومهنة شريفة ، نبيلة محترمة وجب علينا جميعا حمايتها والمحافظة عليها من عبث العابثين .