البحث في ثنايا هذا الزمان تجد بأن الأرض انقلبت على الإنسان ،لم تعد تعطيه ما يرضيه بدون مجهود ، فأصبح ماؤها غورا و جبالها تنذر بالشؤم و غاباتها تشتعل نارا، لا قدرة على إخمادها إلا بشق الأنفس. انقلاب الأرض على الإنسان أصله انقلاب الإنسان على نفسه، على أخلاقه و على وجدانه. فتحول إلى إنسان سادي يتلذذ بعذاب الآخرين ، بل بدمائهم و بدمار الطبيعة .
إن مناسبة هذا التقديم هو ما كشفت عنه عبقرية ما أصبح لدول من هواية القتل للإنسان و من دمار للطبيعة و للمنشآت التاريخية ، بل حتى المساجد و الكنائس و المعابد . و تحول المنتظم الدولي إلى متفرج على أطفال يقتلون و نساء يضعن حملهم من هلع القنابل والقصف الهمجي . لقد كشفت حرب كيان الاحتلال الصهيوني على مستوى همجية هذا الكيان و هو يقوم بإبادة جماعية مؤكدة للشعب الفلسطيني أمام أعين الأمم المتحدة ومجلس الأمن، هذه المنظمات التي سقط من قاموسها حق الشعوب في الاستقلال و في تقرير مصيرها بنفسها و في العيش الكريم. تحولت هذه المنظمات إلى آليات مساعدة لبعض الدول العظمى، ذات حق" الفيتو"، في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية و خلق الفتن بين الشعوب من أجل التجارة في الأسلحة الفتاكة و السباق لمن يحكم و يتحكم في العالم واستعباد الشعوب . ظلت ما تسمى بالدول العظمى تكذب على العالم بادعائها حماية حقوق الإنسان و البيئة ،إلا أن الحقيقة ليست كذلك، بل تقوم بإشعال نار السادية حتى ينتصر الساديون و يتلذذون بتعذيب الشعوب وقهرها و استعبادها. لم يعد لهذا العالم ضوابط و لا مبادئ إنسانية، و لم يعد يغري بالعيش فيه، لأنه تحول إلى نيران مشتعلة في الطبيعة و في البشر وأن الحرب على الفلسطينيين لمدة سنة وما يزيد لم تبدي دول "الفيتو" أية رغبة في إنهاء حرب الإبادة للشعب الفلسطيني ، وهي الدول التي تصنع الصراعات بين الشعوب و تتفرج عليها ، و هي التي جعلت من إسرائيل كيان تحدي للقوانين الدولية و كيان تمرد على الشرعية الأمنية. هذه الدول جعلت من أوكرانيا كيانا يحترق شعبها لمواجهة الدب الروسي حتى لا يكسب اي تفوق استراتيجي على أوروبا الغربية وأمريكا. فشعب أوكرانيا يعيش الدمار بفعل قوة الحرب مع روسيا و دول المحور الأمريكي، دول تزيد من تأجيج الحرب في المنطقة سعيا إلى تقزيم روسيا . و لن تتوقف الحرب هناك إلا بارادة الشعبين الروسي والأوكراني ، لأن من خططوا لها لم يكونوا يعتبرون عدد الأرواح البريئة التي تحصدها الحرب بقدر ما يخططون للأرباح الدموية من تجارة الأسلحة و من استغلال الأزمة لتنمية أرصدتهم البرصوية العالمية. و لن تتوقف هذه الحرب لأنها متعة مصاصين الدماء إلا بارادة الشعوب . وأما توقيف الحرب بغزة لم يكن بفعل الناتو و لا بفعل الأمم المتحدة ،و لكن بفعل صمود فصائل المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها حركة حماس و الشعب الفلسطيني قاطبة ، و بفعل النضالات الجماهيرية عبر العالم التي تجلت في المظاهرات العارمة عبر عواصم غالبية الدول الداعمة للكيان الصهيوني، ضدا على أنظمتها المتفرجة ومنها دول عربية و سلطة عباس.
إن الشعوب ظلت ولا تزال قادرة على حماية نفسها من عالم يقوده الساديون. و إن إرادة الشعوب هي القادرة على أن تتصالح مع الأرض باصلاحها و سقيها ماءا لا دماء.
البدالي صافي الدين
إن مناسبة هذا التقديم هو ما كشفت عنه عبقرية ما أصبح لدول من هواية القتل للإنسان و من دمار للطبيعة و للمنشآت التاريخية ، بل حتى المساجد و الكنائس و المعابد . و تحول المنتظم الدولي إلى متفرج على أطفال يقتلون و نساء يضعن حملهم من هلع القنابل والقصف الهمجي . لقد كشفت حرب كيان الاحتلال الصهيوني على مستوى همجية هذا الكيان و هو يقوم بإبادة جماعية مؤكدة للشعب الفلسطيني أمام أعين الأمم المتحدة ومجلس الأمن، هذه المنظمات التي سقط من قاموسها حق الشعوب في الاستقلال و في تقرير مصيرها بنفسها و في العيش الكريم. تحولت هذه المنظمات إلى آليات مساعدة لبعض الدول العظمى، ذات حق" الفيتو"، في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية و خلق الفتن بين الشعوب من أجل التجارة في الأسلحة الفتاكة و السباق لمن يحكم و يتحكم في العالم واستعباد الشعوب . ظلت ما تسمى بالدول العظمى تكذب على العالم بادعائها حماية حقوق الإنسان و البيئة ،إلا أن الحقيقة ليست كذلك، بل تقوم بإشعال نار السادية حتى ينتصر الساديون و يتلذذون بتعذيب الشعوب وقهرها و استعبادها. لم يعد لهذا العالم ضوابط و لا مبادئ إنسانية، و لم يعد يغري بالعيش فيه، لأنه تحول إلى نيران مشتعلة في الطبيعة و في البشر وأن الحرب على الفلسطينيين لمدة سنة وما يزيد لم تبدي دول "الفيتو" أية رغبة في إنهاء حرب الإبادة للشعب الفلسطيني ، وهي الدول التي تصنع الصراعات بين الشعوب و تتفرج عليها ، و هي التي جعلت من إسرائيل كيان تحدي للقوانين الدولية و كيان تمرد على الشرعية الأمنية. هذه الدول جعلت من أوكرانيا كيانا يحترق شعبها لمواجهة الدب الروسي حتى لا يكسب اي تفوق استراتيجي على أوروبا الغربية وأمريكا. فشعب أوكرانيا يعيش الدمار بفعل قوة الحرب مع روسيا و دول المحور الأمريكي، دول تزيد من تأجيج الحرب في المنطقة سعيا إلى تقزيم روسيا . و لن تتوقف الحرب هناك إلا بارادة الشعبين الروسي والأوكراني ، لأن من خططوا لها لم يكونوا يعتبرون عدد الأرواح البريئة التي تحصدها الحرب بقدر ما يخططون للأرباح الدموية من تجارة الأسلحة و من استغلال الأزمة لتنمية أرصدتهم البرصوية العالمية. و لن تتوقف هذه الحرب لأنها متعة مصاصين الدماء إلا بارادة الشعوب . وأما توقيف الحرب بغزة لم يكن بفعل الناتو و لا بفعل الأمم المتحدة ،و لكن بفعل صمود فصائل المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها حركة حماس و الشعب الفلسطيني قاطبة ، و بفعل النضالات الجماهيرية عبر العالم التي تجلت في المظاهرات العارمة عبر عواصم غالبية الدول الداعمة للكيان الصهيوني، ضدا على أنظمتها المتفرجة ومنها دول عربية و سلطة عباس.
إن الشعوب ظلت ولا تزال قادرة على حماية نفسها من عالم يقوده الساديون. و إن إرادة الشعوب هي القادرة على أن تتصالح مع الأرض باصلاحها و سقيها ماءا لا دماء.
البدالي صافي الدين