الحياة الحزبية شأن عام يجب أن يهم كل شرائح المجتمع وخاصة الشباب الذي أصبح يتخذ اليوم من منطق الرفض للاهتمام بالحياة الحزبية والاهتمام بانخراطه في الاحزاب السياسية سلاحا له خلافا لما هو معمول به بالدول الديمقراطية ومن تم يكون الشباب قد علم بخبايا اللعبة السياسية في أوساط الساحة السياسية .
وإذا كانت الاحزاب السياسية هي مدارس للوطنية وأداة لتربية كل المغاربة على حسن المشاركة في تدبير الشأن العام فمن مصلحتها أن تعمل على تحرير نظمها العتيقة من الانغلاق على نفسها وفتح الوضع السياسي ، فشيء مؤسف جدا أن نجد أحزابا معلومة أصبحت علاقتها حتى مع المنتسبين إليها علاقات استغلال بمختلف أشكاله وحتى بعض الاحزاب التي أدت ضريبة موقف المعارضة والتي ذاق مناضلوها مرارة الملاحقات البوليسية فهي كذلك ركبت قوارب الموت السياسي نتيجة طبيعة الانتهازية للممارسين للعمل السياسي .
طبيعي أن يسحب المواطنون ثقتهم من هاته الاحزاب وأمام عدم إقبال أكثر من ثلثي الكتلة الناخبة ببلادنا على صناديق الاقتراع لم يعد هناك للاحزاب السياسية أي دور يذكر من حيث تأطير المواطنين أو السعي في توعية أبناء هذا الشعب وإدخالها علاقات اجتماعية وسياسية حديثة في المجتمع وسن سياسية روح المبادرة وتركها لجيل بكامله يشق طريق العزوف السياسي .
وإن هذا يعرقل البناء الديمقراطي السليم الشيء الذي يتطلب التأكيد للمساهمة الفعلية من أجل التعبئة الشعبية الشاملة والعمل على إعادة ترتيب هيئاتنا السياسية لبيوتها والتصالح مع الجماهير الشعبية وتنحو نحو القضايا الكبرى للبلاد للدخول ببلادنا الى مستقبل جديد في مستوى طموح أبنائه الذين يعانون من ممارسات الماضي .
ويبقى أن الدولة عليها كذلك مراجعة سياستها اتجاه الاحزاب السياسية التي تقوم فعلا بتنشيط الحياة السياسية وتأطير المواطنين وتنظيمهم .