عندما انتهت ايام عرس جمعية أنفاس لتنمية منطقة الرحامنة تمخض جبل الثقافة والتنمية لينجب مولودا جديدا يحمل من الأسماء " روافد للثقافة بالرحامنة " ، وهذا أعاد الى الادهان مسار جمعية أنفاس الذي تحول من طابعه الجمعوي التنموي المحض إلى مسار سياسي تقمصه جل اطر هذه الجمعية التي تم تهريب جمعها التأسيسي الى "مقهى أشكيد" بجماعة سيدى عبد الله ، وتلك كانت إساءة إلى أهداف الجمعية التي ظل شعارها تنمية منطقة الرحامنة ، والتنمية الفعلية تتطلب أنفاس طويلة ومجهودات وطاقات فكرية وليست التنمية هى الركوب من الخلف على أنشطتها واستغلالها لأهداف انتخابوية وسياسية .
وتماشيا مع نفس النهج في مجال الثقافة و خارج مدينة ابن جرير ايضا بادر المؤسسون لروافد ثقافة الرحامنة وجلهم من طينة سياسية واحدة ، متنكرين لجمعية إقلاع الثقافية بابن جرير التي بزغ إشعاعها في الماضي بالقلب النابض لهذه المنطقة يوم كان العمل الثقافي له رمزيته ومصداقيته ، يوم كان لايتخده احد من فعاليات العمل الثقافي الجاد لتلك الفترة مطية لتحقيق أهداف ذاتية وانتخابوية تحت مسمى العمل الثقافي .
فمدينة ابن جرير اليوم في زحم الجمعيات التي اغلبها يحمل الاسم فقط وفي غياب برامج ثقافية هادفة ومركبها الثقافي الذي شرع في بنائه في غياب رؤية مستقبلية لمشروع ثقافي متكامل ، فإننا مع كل هذا لا نستغرب من ملامستنا من ثقافة الاستهلاك والتعليب التي تجعل من مثقفهم عضوا مستهلكا لأية ثقافة دون ان ينتج او يبدع في هذا المجال بلباس فضفاض ظاهره ثقافي وباطنه سياسي ..ولله في خلقه شؤون ...