الفرنسيون على بعد أمتار قليلة من سباق الانتخابات بين ماكرون ولوبين


حقائق بريس /متابعة
الأحد 24 أبريل 2022




الفرنسيون على بعد أمتار قليلة من سباق الانتخابات بين ماكرون ولوبين

ألقى إيمانويل ماكرون ومارين لوبن، الجمعة، بثقلهما في معركة الساعات الأخيرة من حملة الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية للخيار بين مشروعين ونظرتين إلى العالم مختلفتين كل الاختلاف.


وفي ضوء آخر استطلاعات الرأي، فإن الرئيس المنتهية ولايته، الذي يرجح فوزه بنسبة تتراوح بين 55,5 و57,5 بالمائة، يحظى بفرص كبيرة لتجديد ولايته الرئاسية لخمس سنوات.

ويشيع هذا الأمر ارتياحا كبيرا في الأوساط، في فرنسا كما في الخارج، التي تخشى وصول اليمين المتطرف إلى السلطة في دولة عظمى عالمية، عضو دائم العضوية في مجلس الأمن الدولي وتمتلك السلاح النووي، بعد المشاهد الشعبوية التي حدثت مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وانتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة في 2016.

ودعا قادة ألمانيا وإسبانيا والبرتغال، الخميس، الناخبين الفرنسيين إلى اختيار، الأحد، “المرشح الديموقراطي” أمام منافسته، منددين بالروابط بين الشعبويين واليمين المتطرف الأوروبي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ويحاول الخصمان حشد ناخبي المرشح اليساري المتطرف جان لوك ميلانشون، الذي جاء في المركز الثالث في 10 أبريل خلف مارين لوبن بحوالي 22 بالمائة من الأصوات.

وبالتالي سيسعيان إلى تجنب المقاطعة التي ستحدد، حسب الخبراء، مصير الاقتراع خلال العطلة المدرسية.

ووفقًا لمارتيال فوكو، من مركز “سيفيبوف” لاستطلاعات الرأي، “كلما زادت نسبة المقاطعة كلما تقلص الفارق في نوايا التصويت”، مما يشكل “خطرا حقيقيا على إيمانويل ماكرون”.

وطغت الأزمة الصحية ثم الحرب في أوكرانيا إلى حد كبير على الحملة لتأثيرها على القدرة الشرائية، الشغل الشاغل للفرنسيين، بسبب تداعيات النزاع على أسعار الطاقة والغذاء.

ولجذب ناخبي ميلانشون، وعدت لوبن بحماية “الفئات الأكثر ضعفا”، في حين أجرى ماكرون تحولا إلى اليسار، واعدا بجعل الملف البيئي أولوية قصوى في سياسته.

دورة ثالثة في يونيو؟
قبل تجمع انتخابي أخير بعد ظهر الجمعة في فيجاك بدائرة لوت (وسط)، قال ماكرون، صباح الجمعة، لإذاعة “فرانس إنتر” إن لوبن تمكنت من “التقدم المقنع”، لكن “ركائز اليمين المتطرف” “لا تزال قائمة” في برنامجها.

لوبن التي زارت سوق إيتابل (شمال)، انتقدت مشروع الرئيس المنتهية ولايته لإصلاح رواتب التقاعد، الذي يريد رفع سن التقاعد القانونية الى 64 أو 65 عاما، بينما تفضل الإبقاء عليه بين 60 و62 عامًا، وأعلنت أن “الفرنسيين مع إيمانويل ماكرون سينالون المؤبد”.

وكشفت المناظرة التلفزيونية، مساء الأربعاء، بين المرشحين للدورة الثانية عن خلافاتهما العميقة بشأن أوروبا والاقتصاد والقدرة الشرائية والعلاقات مع روسيا ورواتب التقاعد أو الهجرة.

وبغض النظر عن الفائز، فإن الانتخابات التشريعية التي ستلي الانتخابات الرئاسية في يونيو، ستكون أشبه بـ”دورة ثالثة”.

وستواجه لوبن كما ماكرون صعوبة في تأمين أغلبية برلمانية.

وأظهر ميلانشون طموحه في أن يصبح رئيسًا للوزراء، وبالتالي يفرض تعايشا، مراهناً على تصويت كبير لصالح نواب حزبه “فرنسا المتمردة”.

في المقابل، قد تحسم دورة ثالثة أخرى في الشارع، على نموذج الاحتجاج الشعبي لـ “السترات الصفراء” في 2018-2019.

ويدعم ماكرون بشكل خاص مشروع إصلاح رواتب التقاعد الذي لا يحظى بشعبية في صفوف الرأي العام.

وإذا وصلت لوبن إلى قصر الإليزيه، فمن المحتمل أن يتغير المشهد كليا ابتداء من مساء الأحد، مع الدخول في المجهول في اليوم التالي.

مقالات ذات صلة