ينبع العمل الإنساني النبيل من عمق التشبع بالمبادئ الإنسانية السامية و القيم المثالية النائية عن شوائب النزعات الفردانية و الجماعية و الميولات التدميرية البراكماتية، و الذي تتراءى كوامنه و دوافعه ناصعة، تتوهج من قلوب بيضاء و شفافة، لا مكان فيها لمخر إبرة من مستنقع الوسخ السياسي العفن...الذي يستشعر فيه صاحبه زفرات الراحة و الرضا، و ينعم ضميره بومضات الهناء و الطمأنينة دون وخز أو تأليب.
لكن على ما يبدو، أن معتنقي فلسفة العمل الخيري ــ اغتصابا ــ من الرهط اللئيم ، أودعوه غير مودعه و ألبسوه سوداوية بالية، و أطفئوا نوره الوهاج موغلين به أدغال اصطفافات و حربائية العمل السياسي، المفتقر للضوابط القيمية النبيلة .
لا نفتأ، نتابع نشاطا ذا مغزى خيري أو إنساني في عمقه الظاهري، حتى نلامس أنامل رقيقة تهوي من عالم المثل، و نكيل لأنفسنا وابلا من العتاب و اللوم على أحكامنا النمطية و المسبقة المنتقدة لعمقه الإنساني، و نستشعر انه ما زال الخير في البشرية مهما طغى شيطان شرورها، حتى تغطينا غمائم الحسرة و ألوية الازدراء و الكمد، من خلفياته و دوافعه المقيتة المتضرمة في أحشائها أوصال النفعية و السياسوية، حتى خلنا إننا نعيش في عصر الكهنوت و أزمنة صكوك الغفران، التي اختزلت العمل الخيري و الإنساني في الدير مستغلة سذاجة الساذجين و فقر الفقراء و المهمشين لغرض في نفس يعقوب، لا تروم منه إلا اكتناز السلطة الرمزية والفعلية في إن واحد.
ما أصبحنا نراه اليوم، ما هو، إلا قطرة في بحر لجي من استنساخ للعمل الخيري التطوعي بخلفيات سياسية أو نفعية بالمفهوم الميكيافيلي، و سلما للارتقاء في دواليب الدناءة السياسية التي تجيز المحظور والممنوع و تحرم الجائز و المباح.
عيب أن يلج النبلاء و الأشراف، و هم اهل العفة و النبل، بالعمل الخيري مولج الحزازات و الصراعات السياسية البغيضة، ليصير عملة متناقضة و مبادئها و تمثلاتها الصافية عن الكبت السياسي، و طريقا سيارا لملأ صناديق الاقتراع، و سبيلا معبدا لاستمالة الناخبين من الكادحين و المهمشين الذين تكفيهم قنينة زيت و علبة شاي رديء و كيس دقيق أسود، ليهتفوا هتافات النصر و التمكين، و تصدح ألسنتهم مرددة *هو ذا الذي نريد...هو ذا مخرجنا من سيف الفقر المسلط عل رقابنا...*، لكنهم لا يعوون أنهم سقطوا في شراك ثعلب ماكر و دخلوا قفص حرباء غجرية شعارها * سأنتفع على ظهر أمتي و أصبح من أصحاب البطون المليئة بالحرام *. و صدق فيهم الشاعر قولته:
إن أشرفهم و أنبلهم جرو
حفيد كلبة...تدلت...
أثدائها عناقيدا... تفجرت
منها ينابيع الخبث و الكبت
إنها حتما حملات شوهاء و أنشطة بتراء، حدأت فيها المجتمع المدني لخدمة استراتيجياتها المنبثقة سيناريوهاتها من الخمارات و نوادي الكبار، و التي للأسف انحرفت عن دورها الحيوي الذي نظرت له فلسفة الأنوار و التي يتبنون أفكارها رغم عدم وعيهم بفلسفتها في بعدها النظري و بالأحرى العملي، و تشويها عن أهدافها المنشودة حتى صارت تشبه مافيات ناتئة كالفطر في جميع الأحياء و الحارات، تسدي خدماتها، مقابل فتات و بقايا موائد اللئام التي تسمن و لا تغني من جوع، و دريهمات و دنانير زائلة بزوال أصحابها تسمى مجازا دعما، و هم يعلمون علم اليقين أنها من حقهم و قسمة بين الشعب، و تارة تزلفا للارستقراطية السياسية لنسج علاقات مشبوهة لقضاء مأرب خاصة. فهنيئا لارستقراطيتنا على كبتها و عنتريتها، فالتاريخ يسجل عليها بمداد الذل و الخزي و حتما سيواريها في مزبلته.
لكن على ما يبدو، أن معتنقي فلسفة العمل الخيري ــ اغتصابا ــ من الرهط اللئيم ، أودعوه غير مودعه و ألبسوه سوداوية بالية، و أطفئوا نوره الوهاج موغلين به أدغال اصطفافات و حربائية العمل السياسي، المفتقر للضوابط القيمية النبيلة .
لا نفتأ، نتابع نشاطا ذا مغزى خيري أو إنساني في عمقه الظاهري، حتى نلامس أنامل رقيقة تهوي من عالم المثل، و نكيل لأنفسنا وابلا من العتاب و اللوم على أحكامنا النمطية و المسبقة المنتقدة لعمقه الإنساني، و نستشعر انه ما زال الخير في البشرية مهما طغى شيطان شرورها، حتى تغطينا غمائم الحسرة و ألوية الازدراء و الكمد، من خلفياته و دوافعه المقيتة المتضرمة في أحشائها أوصال النفعية و السياسوية، حتى خلنا إننا نعيش في عصر الكهنوت و أزمنة صكوك الغفران، التي اختزلت العمل الخيري و الإنساني في الدير مستغلة سذاجة الساذجين و فقر الفقراء و المهمشين لغرض في نفس يعقوب، لا تروم منه إلا اكتناز السلطة الرمزية والفعلية في إن واحد.
ما أصبحنا نراه اليوم، ما هو، إلا قطرة في بحر لجي من استنساخ للعمل الخيري التطوعي بخلفيات سياسية أو نفعية بالمفهوم الميكيافيلي، و سلما للارتقاء في دواليب الدناءة السياسية التي تجيز المحظور والممنوع و تحرم الجائز و المباح.
عيب أن يلج النبلاء و الأشراف، و هم اهل العفة و النبل، بالعمل الخيري مولج الحزازات و الصراعات السياسية البغيضة، ليصير عملة متناقضة و مبادئها و تمثلاتها الصافية عن الكبت السياسي، و طريقا سيارا لملأ صناديق الاقتراع، و سبيلا معبدا لاستمالة الناخبين من الكادحين و المهمشين الذين تكفيهم قنينة زيت و علبة شاي رديء و كيس دقيق أسود، ليهتفوا هتافات النصر و التمكين، و تصدح ألسنتهم مرددة *هو ذا الذي نريد...هو ذا مخرجنا من سيف الفقر المسلط عل رقابنا...*، لكنهم لا يعوون أنهم سقطوا في شراك ثعلب ماكر و دخلوا قفص حرباء غجرية شعارها * سأنتفع على ظهر أمتي و أصبح من أصحاب البطون المليئة بالحرام *. و صدق فيهم الشاعر قولته:
إن أشرفهم و أنبلهم جرو
حفيد كلبة...تدلت...
أثدائها عناقيدا... تفجرت
منها ينابيع الخبث و الكبت
إنها حتما حملات شوهاء و أنشطة بتراء، حدأت فيها المجتمع المدني لخدمة استراتيجياتها المنبثقة سيناريوهاتها من الخمارات و نوادي الكبار، و التي للأسف انحرفت عن دورها الحيوي الذي نظرت له فلسفة الأنوار و التي يتبنون أفكارها رغم عدم وعيهم بفلسفتها في بعدها النظري و بالأحرى العملي، و تشويها عن أهدافها المنشودة حتى صارت تشبه مافيات ناتئة كالفطر في جميع الأحياء و الحارات، تسدي خدماتها، مقابل فتات و بقايا موائد اللئام التي تسمن و لا تغني من جوع، و دريهمات و دنانير زائلة بزوال أصحابها تسمى مجازا دعما، و هم يعلمون علم اليقين أنها من حقهم و قسمة بين الشعب، و تارة تزلفا للارستقراطية السياسية لنسج علاقات مشبوهة لقضاء مأرب خاصة. فهنيئا لارستقراطيتنا على كبتها و عنتريتها، فالتاريخ يسجل عليها بمداد الذل و الخزي و حتما سيواريها في مزبلته.