المكتب البريدي ابن جرير المدينة لم يعد يحمل من الصفات سوى الاسم لكون الخدمات البريدية بهذا المكتب اصحبت لا تفي حاجيات المواطنين الزبناء ، فموظف وحيد للقيام بمهام أزيد من خمسة موظفين ، وكل زائر من الزبناء للمكتب البريدي المذكور عليه الانتظار أو يخضع لحصة الاسترخاء داخل هذه البناية التي تعاني النقص الكامل في الموارد البشرية لكون الموظف الوحيد بهذا المكتب البريدي لا يمكنه ان يسدي كل الخدمات للمواطنين الزبناء .
هذا فان قطاع البريد بمدينة ابن جرير بكشل خاص يعيش واقعا مريرا عنوانه البارز قلة الموارد البشرية حيث عاشت المدينة في السنوات الاخيرة نزيفا بشريا ، في حين يبقى الخصاص في العنصر البشري بشكل عام من ابرز المشاكل التي يتخبط فيها بريد المغرب بالرغم من الارقام والارباح الخيالية التي جنتها ادارة بريد المغرب بفضل تضحيات المستخدمين والاطر البريدية ،فان هذه النتائج لم تنعكس على المستوى المعيشي والاجتماعي لعموم المستخدمين العاملين بالقطب البريدي وفي مقدمتهم الموزعين البريديين هذه الفئة التي تكابد في صمت ، فالاجور هزيلة لا ترقى الى مستوى الخدمات والتضحيات التي يبدلونها امام غياب سياسة واضحة في تدبير الموارد البشرية من حيث الخصاص المهول في المهن وفي مقدمتها أعوان الشباك ناهيك عن سياسة الميز بين اجور مستخدمي بريد بنك واجور مستخدمي الانشطة البريدية .
فهل يعتبر هذا من بين المعايير الجديدة التي تبنتها ادارة بريد المغرب لفك حصار الضغوطات النفسية التي يتعرض لها المستخدمون بسبب المطالبة بتحقيق الاهداف في ظل انعدام الوسائل والتجهيزات والمعدات والنقص الحاد في العنصر البشري .