الهلفوت


صبري يوسف
السبت 19 نونبر 2011



نتذكر أن السينما المصرية في فيلم الهلفوت مع عادل إمام أمتعتنا فرجة ، والهلفوت في واقع الحال عبارة يمكن اشتقاقها من الصعلوك والمتشرد والمارق والصايع والضايع .عرت الإنتخابات البرلمانية المغربية في نسختها الجديدة مع دستور الحريف أن الشعب في تجلياته مجرد هلفوت لا تعنيه الإنتخابات ولا يعنيه المرشحون والبرامج ولا أيا كان ، ما يعنيه هو الدرهم وقنينات الخمر والتحرش بالعاهرات والمومسات والمطلقات والأرامل وكل الأصناف البشرية الوسخة والعفنة. يؤسف حقيقة التجمهر أمام المقرات بغية تحصيل 100 درهم أو 200 درهم نظير توزيع الملصقات والمنشورات وطز كما قال القدافي في المرشح وعيون المرشح وبرنامجه وأصله وفصله .

كم أنت حقيرة أيتها الانتخابات في مغرب يعتبر نفسه جديدا وهو بالجدة بعيد . كم يحز في القلب منظر اللصوص والقوادين والشادين والمتخلفين والجهلة إلى جانب مرشحين مبتسمين على الأوراق وعلى الملصقات وقلوبهم ضيق وحرج وحسد وحقد على الأنعام من البشر التي تخدمهم بالدرهم .

غاب العقل والمنطق وحلت ردت الجهالة والعصور الظلامية والويل والقبح الذي لا يبقي ولا يدر ، يتشيطن الآدمي حتى يصبح أقرب إلى الحلوف الذي تحدث عنه الشعراء في مجاهل الغابات والأغاني التي تغنت بها الشيخات " فين وحشك يالغابة أهو أهو" لا يغار الحلوف عادة عن أهله وزوجه لذلك حرم القرآن أكل لحمه وشحمه ، وتلكموا أحاديث الانتخابات: يشتغل الإخوة والأم مجتمعون والأب وابن العم ومنهم من يحلف بالله جهد إيمانه، والإيمان غليظة و لاينتنه الناس إليها زد عليها إظهار فروض الطاعة والإحترام والبوس على الرأس للرجال نصيب وللنساء العجائز نصيب مع أن اغلبهن لا يملكن بطاقات التصويت أو بطاقات وطنية كذلك ناهيك عن الاشتراك في الطعام وأداء القسم ، والعيب أن القسم يؤديه أغلب الشعب ومع ذلك لم تفلح الإدارة من السلب والنهب ، ويحك يامغرب ويحك من الأيام القادمة ومن زمنك وتاريخك والشعب مضروب بالجهالة والفداحة والتيه.

دستور وفقه وانتخابات وأجراس تقرع والشعب كالأبله الحقير وكالهلفوت، تيتم وأخذ يبحث في التراب عن الأسباب، والانتخابات أصبحت في مغرب اليوم سببا وجيها لطلب الرزق . فلتبحث الدولة للناس عن الانتخابات كل يوم وكل شهر وكل عام حتى لا يشعر الناس بالملل ويندحر الأمل.

مقالات ذات صلة