على الرغم من أن كل التحركات التكفيرية التي سبقت نسختها المغربية آلت الى الفشل، فإن تنفيذ عدوانها هذه المرة جاء بعد مراجعة لمسار إنهيار الظلامية لتضليل الرأي العام المغربي، و لتكون "المادة التكفيرية الجديدة" محور إهتمام إعلامي و سياسي لإلهاء الناس عن الأزمة الإجتماعية و الإقتصادية التي تتخبط فيها البلاد.
و لأنها تشكل حالة على عتبة الجريمة، إنتابت "المدرسة التكفيرية" ببلادنا، نوبات هياج شديد مجنون، بعدما ضايقتها دينامية الحركة السياسية و المدنية التي ما فتئت تطالب بمغرب آخر ممكن.
و من فرط حماقتها (المدرسة التكفيرية)، تحشر اليوم فمها في أماكن ضيقة سيصعب عليها الخروج منها لطول لسانها..
ومن فرط حماقتها كذلك، تريد أن توقف الحلم، و الصباحات المنتظرة. تريد أن توقف الزمن الآتي..زمن الحرية الفردية و الجماعية و المساواة في الإٍرث و العيش الكريم.
ليست المرة الأولى التي يخرج فيها الرعب من مسقط رأسه، فجرائمه الأولى صدرت في عز بناء المغرب الجديد. و هاهو " أبو النعيم" يقلد من سبقه. لذلك سقط في فخ التقليد الأعمى، بدل أن ينفتح على الكون اللانهائي.. ليغدي غرائزه إن كانت له غرائز.
نقول ل"المدرسة التكفيرية" إن الوعي التاريخي لا ينتظر أحدا، لإنه ينبت من خصوبة الصراع و التناظر و التناقض بين مختلف التيارات الفكرية و الإجتماعية، و لا يبحث عن الإعالة و الوكالة. كما أن المغرب عبر تاريخه، إخترقه الوعي السياسي الذي أخذ مقومات وجوده من الفكر الإنساني، و من أدبيات الفكر الملحمي، و من الإطلاع على التجارب العالمية التي كانت تدعو الى التحرر و الحرية و الإنعتاق..و كل هذا التراث الإنساني كان يجد في إنتظاره – على الدوام - عشاقه، و هم مجموعة كبيرة من أبناء الفقراء و المعوزين، الذين قرؤوه و حفظوه في بيوتهم على ضوء الشموع.
و اليوم، هذه القضايا تجد كذالك من يناصرها على الدوام، و ليس "أبو النعيم" أو غيره من سيغر وجه التاريخ اللامتناهي..و يوقف الحب للوطن و للناس.
لا شيء يوقف زحفنا.. نقولها علانية!
بلادنا تفور بغضب يمزق كل من جاء متحايلا، ليسرق النصر من شباب و نساء العقد الجديد من النضال التحرري، الربيعي و الديمقراطي..و في يده مصابيح مطفأة.. ليشبع بركلاته المحتجين و يوقظ النيام من أحلامهم و يفصل العشاق عن عشقهم.. ويجرم ممارسة الحب على أذواق القناديل.
وبيننا، و في أوساطنا، جيل جديد من الشباب، لا يؤمن بالممنوعات و المحرمات.. يملك سلطة النقد و القرار.. يؤمن بالفكر و التفكير و العمل. يصنع أمجاده بكل حرية.. و أحيانا، نيابة عن المجتمع و مؤسساته التقليدية و سلطة العقاب و إقرار الأحكام و رسم الحدود بين المقبول و غير المقبول.
من البديهي أن " أبو النعيم" و أمثاله يوجدون في الواقع الإجتماعي، لكن بصورة غير متداخلة و مترابطة فيما بينها. و بهذا، و عند التمحيص في الفعل/التهديد و الترهيب و التكفير، يمكن القول أن أحسن وسيلة للرد هي طرد الثقافة الغيبية المتخلفة، لتحل محلها ثقافة تقوم على حقائق موضوعية أكثر تقدما و أكثر جدة.
لقد قيض لبلادنا أن تأخذ بثقافة التسامح و الحوار المعبر عن طموحاتها و تطلعاتها و هويتها السياسية و الإنسانية، ثقافة شعب يعمل منذ عقود من الزمن بدأب على الخلاص من الخنق و الهدم و الكراهية و العنف بكل أشكاله.
لكن يجب أن لا يغيب عن أذهاننا أن قتلة عمر بنجلون و أيت الجيد محمد بنعيسى و المعطي بوملي لازالوا أحياء بيننا، يترصدون روح كفاحية الشعب من أجل مثل عليا و مبادئ القيم الكونية، و مستمرون في حقدهم و كرههم لكل أنصار الدولة المدنية.
نحن على صواب، كلما قلنا أن السمات و المؤثرات الخاصة ببلادنا، لن تعفينا من مواصلة النضال ضد الإرهاب بكل أشكاله. لقد دخلنا زمننا من بابه الواسع، و بدون رجعة مهما يكن.. فليس هناك من يستطيع تحطيم أحلامنا بالتكفير و الترهيب و السب و القذف. الحس الشعبي العام حائلا كبيرا يطرد "أبو النعيم" و أمثاله من جنة المغرب و يمنع الإرتداد عن الدين الشعبيي السليم من الرجعية و الإستبداد.
نعم، لقد تأثرت بلادنا بالتطورات الدولية، و بات لزاما عليها التعامل معها بمسؤولية و بنضج، لضمان الطمأنينة و الحماية و السلم. و هو ما يتطلب دعما إضافيا و هاما للدينامية الديمقراطية و توطيدها في كل المواقع.
لقد أوجد الفكر الظلامي، و ما فاض منه لأنصاره، قدرة لدى تلامذته على تجهيز طاقاتهم لإسكات أصوات الأحرار و إفتعال المعارك الجانبية في محاولة لإغلاق باب المستقبل بالضبة و المفتاح.
و من حسن الحظ، أن الواقع يزودنا بوسائل الإيضاح أكثر من الصور و الرسوم التي يقدمها لنا كل يوم عميد الحزب الحاكم من اللغو اللغوي إلى التهكم على المغاربة و إحتقار النساء و إهانة الشباب و الكذب على الفاعلين الإجتماعيين. و هو ما يشجع " أبو النعيم" و" إخوانه " على الإرهاب.
فنحن لسنا للبيع.. و لم يعد لنا ما نخسره إلا أبناؤنا و وطننا.. وفي سبيلهم كل شئ يهون..!
نحن مستعدون للدفاع عن القيم التي أعطى المغاربة من أجلها جلدهم، في زمن كان "أبو النعيم" و "إخوانه" مخبرين في جحورهم، يقتاتون من المقابر و على موائد الأموات طمعا في الفتات و روضات الجنات.
لا شك أنه من المستحيل أن تمنع أحدا من أن يقول رأيه. فبدءا بسقراط الذي رغم إعتماده على الحوار من وحي الخاطر، نال عقابه من الكهنة، مرور بجاليليو غاليلي، الفزيائي الشهير، الذي أدين و حكم عليه بتهمة المس بما جاء في الإنجيل؛ و الحلاج، هذا الحكيم الذي عاش للمحبة و الوفاء، و الإخلاص، و الأخلاق العالية، هو الآخر صلبوه و قطعوا جسده إربا إربا؛ وصولا الى السهروردي/ "السهروردي المقتول"، الذي قتل بتهمة الكفر و الخروج عن الدين.. و اللائحة طويلة تشمل المهدي عامل و فرج فودة و غيرهم...
ختاما، نقولها علانية نحن المنتصرون.. و رغم حرب الطوائف ضد الأمل.. تستمر الحياة..!
و لأنها تشكل حالة على عتبة الجريمة، إنتابت "المدرسة التكفيرية" ببلادنا، نوبات هياج شديد مجنون، بعدما ضايقتها دينامية الحركة السياسية و المدنية التي ما فتئت تطالب بمغرب آخر ممكن.
و من فرط حماقتها (المدرسة التكفيرية)، تحشر اليوم فمها في أماكن ضيقة سيصعب عليها الخروج منها لطول لسانها..
ومن فرط حماقتها كذلك، تريد أن توقف الحلم، و الصباحات المنتظرة. تريد أن توقف الزمن الآتي..زمن الحرية الفردية و الجماعية و المساواة في الإٍرث و العيش الكريم.
ليست المرة الأولى التي يخرج فيها الرعب من مسقط رأسه، فجرائمه الأولى صدرت في عز بناء المغرب الجديد. و هاهو " أبو النعيم" يقلد من سبقه. لذلك سقط في فخ التقليد الأعمى، بدل أن ينفتح على الكون اللانهائي.. ليغدي غرائزه إن كانت له غرائز.
نقول ل"المدرسة التكفيرية" إن الوعي التاريخي لا ينتظر أحدا، لإنه ينبت من خصوبة الصراع و التناظر و التناقض بين مختلف التيارات الفكرية و الإجتماعية، و لا يبحث عن الإعالة و الوكالة. كما أن المغرب عبر تاريخه، إخترقه الوعي السياسي الذي أخذ مقومات وجوده من الفكر الإنساني، و من أدبيات الفكر الملحمي، و من الإطلاع على التجارب العالمية التي كانت تدعو الى التحرر و الحرية و الإنعتاق..و كل هذا التراث الإنساني كان يجد في إنتظاره – على الدوام - عشاقه، و هم مجموعة كبيرة من أبناء الفقراء و المعوزين، الذين قرؤوه و حفظوه في بيوتهم على ضوء الشموع.
و اليوم، هذه القضايا تجد كذالك من يناصرها على الدوام، و ليس "أبو النعيم" أو غيره من سيغر وجه التاريخ اللامتناهي..و يوقف الحب للوطن و للناس.
لا شيء يوقف زحفنا.. نقولها علانية!
بلادنا تفور بغضب يمزق كل من جاء متحايلا، ليسرق النصر من شباب و نساء العقد الجديد من النضال التحرري، الربيعي و الديمقراطي..و في يده مصابيح مطفأة.. ليشبع بركلاته المحتجين و يوقظ النيام من أحلامهم و يفصل العشاق عن عشقهم.. ويجرم ممارسة الحب على أذواق القناديل.
وبيننا، و في أوساطنا، جيل جديد من الشباب، لا يؤمن بالممنوعات و المحرمات.. يملك سلطة النقد و القرار.. يؤمن بالفكر و التفكير و العمل. يصنع أمجاده بكل حرية.. و أحيانا، نيابة عن المجتمع و مؤسساته التقليدية و سلطة العقاب و إقرار الأحكام و رسم الحدود بين المقبول و غير المقبول.
من البديهي أن " أبو النعيم" و أمثاله يوجدون في الواقع الإجتماعي، لكن بصورة غير متداخلة و مترابطة فيما بينها. و بهذا، و عند التمحيص في الفعل/التهديد و الترهيب و التكفير، يمكن القول أن أحسن وسيلة للرد هي طرد الثقافة الغيبية المتخلفة، لتحل محلها ثقافة تقوم على حقائق موضوعية أكثر تقدما و أكثر جدة.
لقد قيض لبلادنا أن تأخذ بثقافة التسامح و الحوار المعبر عن طموحاتها و تطلعاتها و هويتها السياسية و الإنسانية، ثقافة شعب يعمل منذ عقود من الزمن بدأب على الخلاص من الخنق و الهدم و الكراهية و العنف بكل أشكاله.
لكن يجب أن لا يغيب عن أذهاننا أن قتلة عمر بنجلون و أيت الجيد محمد بنعيسى و المعطي بوملي لازالوا أحياء بيننا، يترصدون روح كفاحية الشعب من أجل مثل عليا و مبادئ القيم الكونية، و مستمرون في حقدهم و كرههم لكل أنصار الدولة المدنية.
نحن على صواب، كلما قلنا أن السمات و المؤثرات الخاصة ببلادنا، لن تعفينا من مواصلة النضال ضد الإرهاب بكل أشكاله. لقد دخلنا زمننا من بابه الواسع، و بدون رجعة مهما يكن.. فليس هناك من يستطيع تحطيم أحلامنا بالتكفير و الترهيب و السب و القذف. الحس الشعبي العام حائلا كبيرا يطرد "أبو النعيم" و أمثاله من جنة المغرب و يمنع الإرتداد عن الدين الشعبيي السليم من الرجعية و الإستبداد.
نعم، لقد تأثرت بلادنا بالتطورات الدولية، و بات لزاما عليها التعامل معها بمسؤولية و بنضج، لضمان الطمأنينة و الحماية و السلم. و هو ما يتطلب دعما إضافيا و هاما للدينامية الديمقراطية و توطيدها في كل المواقع.
لقد أوجد الفكر الظلامي، و ما فاض منه لأنصاره، قدرة لدى تلامذته على تجهيز طاقاتهم لإسكات أصوات الأحرار و إفتعال المعارك الجانبية في محاولة لإغلاق باب المستقبل بالضبة و المفتاح.
و من حسن الحظ، أن الواقع يزودنا بوسائل الإيضاح أكثر من الصور و الرسوم التي يقدمها لنا كل يوم عميد الحزب الحاكم من اللغو اللغوي إلى التهكم على المغاربة و إحتقار النساء و إهانة الشباب و الكذب على الفاعلين الإجتماعيين. و هو ما يشجع " أبو النعيم" و" إخوانه " على الإرهاب.
فنحن لسنا للبيع.. و لم يعد لنا ما نخسره إلا أبناؤنا و وطننا.. وفي سبيلهم كل شئ يهون..!
نحن مستعدون للدفاع عن القيم التي أعطى المغاربة من أجلها جلدهم، في زمن كان "أبو النعيم" و "إخوانه" مخبرين في جحورهم، يقتاتون من المقابر و على موائد الأموات طمعا في الفتات و روضات الجنات.
لا شك أنه من المستحيل أن تمنع أحدا من أن يقول رأيه. فبدءا بسقراط الذي رغم إعتماده على الحوار من وحي الخاطر، نال عقابه من الكهنة، مرور بجاليليو غاليلي، الفزيائي الشهير، الذي أدين و حكم عليه بتهمة المس بما جاء في الإنجيل؛ و الحلاج، هذا الحكيم الذي عاش للمحبة و الوفاء، و الإخلاص، و الأخلاق العالية، هو الآخر صلبوه و قطعوا جسده إربا إربا؛ وصولا الى السهروردي/ "السهروردي المقتول"، الذي قتل بتهمة الكفر و الخروج عن الدين.. و اللائحة طويلة تشمل المهدي عامل و فرج فودة و غيرهم...
ختاما، نقولها علانية نحن المنتصرون.. و رغم حرب الطوائف ضد الأمل.. تستمر الحياة..!