4) وإعلان دائرة الرحامنة الانتخابية منطقة لترشح القطب المخزني الرئيسي: الأستاذ فؤاد عالي الهمة، بعد استقالته مباشرة من مهمة وزير منتدب لدى وزارة الداخلية، وبعد البهرجة الإعلامية التي ساهمت فيها جميع وسائل الإعلام المرئية، والمسموعة، والمقروءة، بمساهمة الإعلاميين المخزنيين، والممخزنين على السواء، حول منطقة الرحامنة إلى قبلة للمهرولين في اتجاه الانبطاح أمام القطب المخزني الرئيسي، من أجل نيل رضاه، الذي يعتبر من رضى المؤسسة المخزنية، الممثلة للطبقة الحاكمة، ليجدوا لهم موقعا إلى جانب القطب المخزني الرئيسي، الذي يضمن صيرورتهم جزءا لا يتجزأ من الطبقة الحاكمة، ومن أجل إعطاء الشرعية لمضاعفة استغلالهم المادي، والمعنوي، للجماهير الشعبية الكادحة، إلى درجة أنها تستنزف عن طريق قوتها اليومي، لصالح تلك الطبقة، كما يتضح ذالك من خلال الرفع اليومي لأسعار المواد الاستهلاكية. فالمهرولون الكثر في اتجاه الانبطاح أمام القطب المخزني، والوافدون من كل حدب، وصوب، ليسو محكومين إلا بنيل، أو مضاعفة نصيبهم من الكعكة التي ليست إلا المغرب، وإلا الخيرات المغربية، التي تحملت، ولا زالت تتحمل المزيد من النهب، والتهريب، والاستنزاف، وغيره من الممارسات التي لا تعطي أية قيمة للإنسان المغربي، الذي أريد له أن يكون مصابا بالتضبيع تجاه ما يجرى، حتى يتحول إلى مجرد ببغاء يردد ما يقوله رواد الانبطاح من المبشرين بالجنة التي تتحول في يوم ما إلى جحيم يحترق فيه الكادحون بالاستغلال الممارس عليهم ماديا، ومعنويا.
وقد تبين أن أولئك المهرولين في اتجاه ممارسة الانبطاح أمام القطب المخزني، يمارسون كل أشكال الذل، والهوان، على الجماهير الشعبية الكادحة المضبعة، في مقابل ما يحظون به من امتيازات إلى درجة الاستوزار، حتى يستمروا في جعل الانبطاح ممارسة يومية، ومسلكية عضوية، في شخصية الإنسان المغربي، الذي لم يعد يجد من يهتم بمعاناته التي توارت إلى الخلف، وعلى جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية.
فالهرولة، إذن، في اتجاه الانبطاح من خارج منطقة الرحامنة، والى منطقة الرحامنة، صارت مصدرا للتمتع بمجموعة من الامتيازات التي لا حدود لها، وستصير تلك الامتيازات مدعاة للعبور إلى الحزب المخزني، الذي يتم الإعداد للتأسيس لقيامه من بين مجموع الأحزاب المهترئة، والمريضة، التي لا يمكن أن تقوم إلا بالدعم المخزني، الذي يتغاضى عن الممارسات المشينة، والمنحطة، التي يقوم بها المنتمون إلى تلك الأحزاب، في مختلف المحطات الانتخابية، ومن خلال تسييرهم لمختلف المؤسسات الجماعية، أو من خلال تواجدهم في المؤسسة البرلمانية.
فلا ديمقراطية، ولا شعبية طبيعية الممارسة المخزنية، ستتحول، بفعل فاعل، إلى ديمقراطية، وشعبية تلك الممارسة، التي لا تزيد أوضاع الجماهير الشعبية الكادحة، إلا تأزيما بفعل الآلة الإعلامية المخزنية، وبفعل ما يروج له المهرولون المحليون، والوافدون على السواء، من أجل الانبطاح، لتصير القاعدة هي التضليل المخزني، الذي يمر عبره تعميق الاستغلال إلى الجماهير المغربية، وفي طليعتها جماهير منطقة الرحامنة، التي صارت تتوهم أن عهد الاستغلال الإقطاعي، والرأسمالي، والرأسمالي التبعي، قد ولى، وإلى غير رجعة، وأن الأستاذ فؤاد عالي الهمة، قد جلب إلى منطقة الرحامنة، وإلى المغرب، الحرية، والديمقراطية، والاشتراكية، وأن الدولة المخزنية قد تحولت، على يده، إلى دولة الحق، والقانون، وأن الدستور المغربي، قد تحول من دستور مخزني ممنوح، إلى دستور ديمقراطي، يكرس سيادة الشعب على نفسه، أو هكذا يروج المهرولون في اتجاه الانبطاح أمام القطب المخزني، الذي صار معبودا من دون الله تعالى.
5) وحتى يكتسب المهرولون المحليون، والوافدون في اتجاه الانبطاح أمام القطب المخزني: الأستاذ فؤاد عالي الهمة شرعيتهم، فإنهم يتحولون إلى مجرد أبواق للتمجيد، والتهليل إلى درجة التأليه للائحة التراكتور، التي يبدوا وكيلها كل شيء بيده الحل والعقد، وبيده الأمر، والنهي، وبيده تحقيق المعجزات، ليرتفع بذلك، في نظر المهرولين في اتجاه الانبطاح،إلى مستوى وصفه بما يوصف به الله تعالى "إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون"، ليتحول من البشرية إلى تجسيد الله، وهو ما لا يقبله الأستاذ فؤاد عالي الهمة، نفسه، باعتباره قطبا مخزنيا فقط، ليس إلا.
ونظرا لحرص المهرولين المنبطحين: المحليين، والوافدين على خدمة مصالحهم الطبقية: الاقتصادية، والإجتماعية، والثقافية، والسياسية، فإنهم استماتوا في حملة التراكتور الانتخابية، من أجل تحويل الضلال والبهتان المخزنيين، إلى واقع موهوم، بفعل قوة التضليل، وبفعل قوة البهرجة الإعلامية، وبفعل قوة المال المرصود للحملة الانتخابية للتراكتور، وبفعل الاحتواء المخزني المكشوف للحملة الانتخابية وبفعل استغلال النفوذ الذي اكتسبه الأستاذ فؤاد عالي الهمة وهو على رأس وزارة الداخلية، وكصديق للملك، وبفعل وقوف الأجهزة المخزنية: الإدارية، والجماعية، معه.
فالوهم بمجيء الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، على يد وكيل لائحة التراكتور، ترسخ في الأذهان، وفي المسلكيات، وفي الممارسة الفردية، والجماعية، خلال حملة التراكتور، ليغطي على باقي البرامج الحزبية الواعدة، فعلا، بالنضال المرير، من أجل تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية.
والواقع أن الأستاذ فؤاد عالي الهمة، ليس إلا قطبا مخزنيا بامتياز، يعتبره المهرولون المنبطحون مجرد قنطرة للعبور في اتجاه إقامة مشاريع رأسمالية، تمكنهم من مضاعفة ثرواتهم في منطقة الرحامنة، وعلى مستوى التراب الوطني، عن طريق تعميق استغلال المغاربة حتى العظم، لا فرق في ذلك بين شغيل رحماني، أو غير رحماني، ولا شيء غير ذل.، وإلا فإن الأستاذ فؤاد عالي الهمة، إذا أراد أن يحقق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، كما يدعي ذلك المهرولون المنبطحون أمام القطب المخزني الأستاذ فؤاد عالي الهمة، فان الأستاذ فؤاد عالي الهمة سوف يتنكر للمخزن، وللطبقة الاجتماعية الرأسمالية التبعية التي ينتمي إليها، وسيحول الأجهزة الإدارية، والجماعية المخزنية، من أجهزة في خدمة المؤسسة المخزنية، وفي خدمة الطبقة الحاكمة، إلى أجهزة في خدمة مصالح الشعب المغربي، وطليعته الطبقة العاملة. ونحن نعرف أن الأستاذ فؤاد عالي الهمة أكثر وفاء للمؤسسة المخزنية من المؤسسة نفسها، أو في خدمة للطبقة الحاكمة، ولسائر المستغلين للجماهير الشعبية الكادحة، ولا يستطيع ان يكون غير ذلك. وإلا فإن الموقف منه سيتغير، والمهرولون المنبطحون أنفسهم، سيتوقفون عن الهرولة، والانبطاح، لأنهم سوف لا يجدون ما ينتهزون. وما يمكن أن يقوم به الأستاذ فؤاد عالي الهمة، سوف لا يزيغ عن ما تريده المؤسسة المخزنية، وما تسعى إلى تحقيقه الطبقة الحاكمة، وفي منطقة عانت أجيالها المتعاقبة من كافة أشكال الحرمان المادي، والمعنوي، وعلى مدى عقود الاحتلال الأجنبي، وعقود الاستقلال السياسي للمغرب، وسوف لا يخرج عن نمط ديمقراطية الاستهلاك المحلي، والخارجي، حتى يكون منسجما مع قطيبته المخزنية، ومع المؤسسة المخزنية، ومع الطبقة الرأسمالية التبعية، التي ينتمي إليها. أما المهرولون المنبطحون، فإنهم إذا لم يكونوا من الطبقة الحاكمة، أو من المستفيدين من الاستغلال، فإنهم سوف يتساقطون، كما تتساقط أوراق الخريف، التي تعبث بها الرياح، وتدوسها الأقدام، ويبقى المستقبل للمناضلين الأوفياء للشعب المغربي.