انفلات امني واستفحال ظاهرة الإجرام بابن جرير


حقائق بريس
السبت 25 أغسطس/أوت 2012



تعرف مدينة ابن جرير تدهورا امنيا خطيرا في المدة الأخيرة من جراء تزايد حالات الاعتداء واعتراض سبيل المارة في واضحة النهار، ناهيك عن آفة المخدرات التي انتشرت بجل أحياء المدينة حتى أصبحت عبارة عن سوق حرة لا يطالها القانون ولا تتعقبها الأجهزة الأمنية، وبذلك يصبح الرعب والتسيب والسرقة هي سيد الميدان، وهكذا تترك المدينة لتعيش حالات التهميش والإقصاء حتى في الميدان الأخلاقي والأمني ليصبح معها الانفلات الأمني بالمدينة ظاهرة خطيرة لجل أحياء المدينة حيث سجلت في المدة الأخيرة الكثير من الاعتداءات على المواطنين والسرقات التي يتم بعضها باستعمال الأسلحة البيضاء وفي واضحة النهار بعيدا عن آية مراقبة أمنية وعلى مرأى ومسمع من المواطنين الذين لا حولة ولا قوة لهم وهم يعانون غياب ابسط مظاهر ووجود سلطة أمنية تحميهم، ولم يسلم من هذا حتى المسافرين الذين يمرون عبر مركز ابن جرير من سلبهم أموالهم وحاجياتهم من سياراتهم، حالة السيدة التي سلبت منها حقيبتها بكل محتوياتها من سيارتها بعد توقفها بشارع محمد الخامس التي تحتوي على مبالغ مالية هامة مساء يوم الجمعة 24 غشت 2012، وحالات أخرى كالسطو على عيادة طبيب بمركز ابن جرير والأمثلة كثيرة... ورغم الشكايات العديدة التي ترد على المسؤولين بالجهاز الأمني بالمدينة بهذا الشأن، إلى أن الحملات الباهتة التي يقودها احد المسؤولين الأمنيين بالمدينة بالخصوص لم تعد تقود إلى الوصول إلى أفراد هذه العصابات الإجرامية التي تنشر الرعب بكل أحياء المدينة والمتخصصة في ممارسة اللصوصية بالعنف، ودون التمكن من القبض على مروجي المخدرات المبحوث عنهم بالخصوص وخاصة الذين أصبحوا يتحكمون في تجارة المخدرات بالمدينة.

وأمام ظاهرة الانفلات الأمني بالمدينة وتكرار كل أشكال الممارسات الإجرامية بما فيها تنامي أفواج المنحرفين تظل السلطات الأمنية مكتوفة الأيدي لان مثل هذا الانفلات سيصعب تطويقه مع الأيام المقبلة.

فلماذا تترك الأوضاع على هذه الحالة من طرف المسؤولين؟ وماهي حصيلة تحركات الأمن في باب مكافحة الجريمة والمخدرات والسرقة مع استعمال العنف؟ بالموازاة مع ما تعيشه المدينة من حالات الترهيب والاحتقان... فان تدخلات الأمن تبقى شبه منعدمة.

وعن مسؤول امني بالمدينة... يتحدثون

ولا حديث بابن جرير إلا عن مسؤول امني من نوع خاص مازال يطغى ويمارس خروقات عديدة في مجال الشطط في استعمال السلطة حتى درجة الاعتداء على المعطلين حاملي الشهادات بالشارع العام، والأيام أكدت ساعاتها وثوانيها عن جدية المعطل في تعامله مع مطلبه الواحد والوحيد وهو التشغيل والعاجل كحق مشروع يكفله الدستور والمواثيق الدولية، كما أكدت عزيمة المعطل عن مغربيتهالمتجدرة وصلابة عوده وقوة الإيمان بتضحيته، فقد نظمت الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب فرع ابن جرير وقفة احتجاجية مساء يوم الاثنين 20 غشت 2012 بشارع محمد الخامس بمركز ابن جرير احتجاجا على حرمانها من الحق في الشغل وتنديدا بالأوضاع المزرية التي تعيشها فئة عريضة من الشباب الحامل للشهادات بهذه المدينة، إلا إن ثالوث القمع والحصار والمنع كان سيد الموقف، فما أن رفعت الشعارات الأولى للمعطلين حتى هبت قوة الأمن التي تمكنت من مطاردتهم وتفريقهم، غير إن المؤسف له هو الاهانة التي تعرض لها المعطلون من لدن المسؤول الأمني الذي استهدفهم بالسب والقذف لدرجة سب "الرب" هذا المسؤول الذي ما يزال متماديا في أساليبه المطبوعة بمظاهر التسيب والشطط في استعمال السلطة وترهيب المواطنين بطرق لا تعترف بالقانون، ولم تفت مصادرنا للإشارة إلى أخلاقيات هذا المسؤول الأمني المتسمة بالعربدة والليالي الحمراء، وقد اعتبر المتتبعون من فعاليات المجتمع المدني والحقوقي بالمدينة أن المقاربة الأمنية هي الخيار الوحيد والحل الناجع الذي تقدمه الحكومة في مثل هذه المناسبات داحضة بذلك كل إرادة حقيقية في التنمية البشرية وطي صفحة الماضي بعيدا عن الانكباب الحقيقي والموضوعي لإيجاد حلول ناجعة لبطالة حاملي الشهادات التي ما فتئت تتزايد يوما بعد يوم.




مقالات ذات صلة