ما زالت مدينة الحسيمة مشتعلة بنيران الغضب من مقتل الشاب محسن فكري، الذي يتعاطى قيد حياته مهنة بيع السمك بالجملة؛ فبعد المسيرات الحاشدة التي جابت المدينة ونواحيها أمس الأحد، أكبرها تلك التي شيعت جثمان "شهيد الحسيمة"، خرج المئات من التلاميذ منذ صباح اليوم الاثنين للاحتجاج والمطالبة بمعاقبة الجناة.
وانطلقت مسيرات عفوية ومتفرقة خرجت من مختلف المؤسسات التعليمية، الثانوية الإعدادية والثانوية التأهيلية، قبل أن تلتقي تلك التحركات في ساحة محمد السادس، بعدما مرت على المحكمة الابتدائية ومقر الشرطة الإقليمية، حيث لم تسلم من محاولات استفزاز بشعارات حادة تطالب بالكشف عن المسؤول وراء مقتل محسن فكري.
سكينة، وهي تلميذة، قالت لهسبريس إن حضورها في الحشد الاحتجاجي يعبر عن تضامن الطلبة والتلاميذ مع الراحل محسن فكري، "يجب أن نكون يدا واحدة متساندين من أجل معرفة الحقيقة، وبالوحدة سنحقق مطالبنا التي لا تتحقق في السابق".
أما أنس، فقال إن "الوقفة تبعث رسالة مفادها أن أبناء الريف لا يتخلون عن حقوقهم بل يناضلون من أجلها"، مضيفا: "على الملك أن يتدخل لكشف الحقيقة لأنه المسؤول عن المغاربة، ولا بد لهذه الحقيقة أن تنكشف ولو بعد حين"، يورد التلميذ في تصريحه لهسبريس.
وكعادة المسيرات التي عرفتها الحسيمة، رفعت الأعلام الأمازيغية في احتجاجات التلاميذ، فيما صدحت حناجر المحتجين، ممن غلب عليهم ضعف التنسيق والتنظيم، بشعارات "هذا الريف وحنا ناسو.. والمخزن يجمع راسو" و"الشعب يريد قتلة الشهيد".