تنازل بحجم المرارة


الانتفاضة
الثلاثاء 21 يونيو/جوان 2011


يتضح من القرار المفاجئ الذي اتخذه عبد العزيز البنين الممثل القانوني لشركة "ستي وان" بعد أن شرع باب المتابعة الجنائية في حق الشركة خاصة بعد عملية استفسار بعض المتورطين في هذا الملف وتضمينهم لائحة المفسدين من قبل الجهات المطالبة بمتابعة المفسدين المسؤولين عن هدر المال العام من صيغة الاحتجاجات التي عرفتها مدينة مراكش أخيرا والتي أشير فيها إلى أسماء بعض المتورطين في النازلة. فعلى خلفية تلك الاحتجاجات وجهت الداخلية استفسارا إلى بعض الأسماء الضالعة في عملية الإفساد، على خلفية الفضيحة المالية التي عرفها المجلس الجماعي السابق بمراكش بعد تغريمه في حكم استئنافي (2008) بعدة ملايير تعويضا للشركة العقارية التي يعتبر البنين ممثلا لها .


وقد أوضحت تفاصيل الصراع بين الشركة المطالبة والمجلس الجماعي للمدينة بأن الصراع من جهة إخفاء يتستر عن لعبة تبادل المصالح، ومن جهة أخرى في شكل مناكفة سياسية بين التصورين تضيع حقيقة الموضوع، وتبرز التأويلات والتأويلات المضادة، والاتهامات المكشوفة المتبادلة بين العمدة السابق وممثل الشركة عبر سيناريو مفضوح ومكشوف.

والموضوعية في تناول القضية تشترط ربط تفاعلاتها مع الشرط التاريخي الذي تمر منه باعتبارها جزء من المعيش اليومي للمراكشيين الذين تماهوا مع مطالب التغيير عبر جمعيات الدفاع عن المال العام، والمطالبة بمحاكمة الناهبين له، أضف إلى ذلك المشهد السياسي العام رهن ظروف التغيير بنفض الغبار على مجمل المشاكل العالقة، ومن ضمنها ملف عبد العزيز البنين الذي أزكمت رائحته الأنوف، وبدأ يعرف طريقه إلى التسوية سواء عن طريق العدالة أو عن طريق التحركات المكولسة اتقاء لما يمكن أن تفرزه الأحداث من أشياء قد تميط اللثام عن كثير من التجاوزات التي ستفضح قطعا الانتهازيين والمتكالبين على هدر المال العام.

وتظل المفاجأة الجديرة بالاهتمام تتمثل في تنازل عبد العزيز البنين عن مجمل الأموال التي قضت بها المحكمة لصالحه، ومن تم تتناسل الأسئلة عن مجمل الأموال، وفي حجم السخاء الحاتمي غير المرتقب والذي لايمكن أن يأتي جزافا أو لمجرد الرغبة في إكرام المراكشيين الذي عانوا الكثير في ظل المجالس السابقة، وجراء المؤامرة المثقوفة في إطار نهب المال العام.
الأكبد أن ثمة ضغوظ ظرفية متعددة الأوصال حتمت على عبد العزيز البنين اتخاذ هذا الموقف، وهو موقف يمكن إدخاله في خانة الإحتراز مما سيفجره المستقبل.

مقالات ذات صلة