ان الخصائص القي تميزت بها ثورة الملك والشعب التي انطلقت في 20 غشت 1953 تحتم على المفكرين المغاربة استغلال كل الفرص من أجل تحسيس الأجيال الصاعدة بمغزى هذا الحدث العظيم في تاريخ المغرب المعاصر. ومن خلال جرد شامل وكامل لكل الثورات التي عرفتها دول في العالم الثالث والمقارنة بينها وبين ثورة 20 غشت، فان هذه الأخيرة تمثل قمة القمم لأنها عرفت مشاركة شعب بأكمله إلى جانب ملك عظيم زهد في عرشه بكل امتيازاته ليبقى إلى جانب شعبه وهذه الخاصية لم توجد في الثورات الأخرى، وهذه المقارنة تجعلنا نرتب 20 غشت في قمة الثورات لأنها اعتمدت فقط على مصداقية مطالبها وعدالة قضيتها من غير أن تكون وراءها أية قوة أخرى عكس الجانب الأخر الذي كانت وراءه قوات ومصالح معروفة أنذالك.
ثم إن الدارس لتاريخ المغرب الدبلوماسي منذ قيام الدولة المغربية يقف عند حدثين هامين وبارزين يؤكدان حكمة هذا البلد والتزامه بمبادئ السلم والحرية والتسامح كان أولهما في عهد الدولة السعدية عندما قام أيام عبد المالك، وأحمد المنصور خلاف بين المغرب والبرتغال فعرض عبد المالك على المملكة البرتغالية الاحتكام إلى العدالة لتجنب الصدام بين الدولتين، والحدث الثاني عرفته الحقبة الهامة التي عاشها المغرب ما بين 1930 و 1955، اذ طلب جلالة المغفور له محمد الخامس من الرئيس الفرنسي فانسوه أوريول في رسالة تاريخية في فبراير 1953 الاحتكام في قضية المغرب إلى العدالة. ومن ثم ينبغي أن نولي كل الاهتمام لهذه الرسالة والتي ينبغي أن تكون من ضمن المواد التي تدرس للأجيال في المغرب، ذلك أنها تبرز وتبرهن على أن جلالة المغفور له محمد الخامس كان رجل في منتهى التحضر لأنه لم يهدد بالسلاح أو بالقوة بل طالب باللجوء إلى العدالة. ثم أن الوثائق التي تتوفر عليها وزارة الخارجية الفرنسية والأمم المتحدة تؤكد استغراب الرأي العام الدولي لهذا السلوك ورفضه لهذه الممارسات، ومن بين الوثائق التي تتوفر كذلك الأمم المتحدة صور عدة من بينها صورة علال بن عبد الله وهو يهاجم صنيعة الاستعمار بن عرفة بكل ما يرمز إليه إسقاط بن عرفة من جواده والإطاحة بمظلة من رفض لنفي سلطان المغرب.
ومن اللحظات المتميزة التي تلت هذه الفترة، لحظة إعلان جلالة المغفور له محمد الخامس في 18 نونبر 1955 عن الاستقلال في خطاب وصف أنذالك بـ "المفاجأة الملكية" في الوقت الذي كانت فيه بعض الجهات الفرنسية تروج لمفهوم "الترابط" كحل للازمة مع المغرب عوضا عن الاستقلال، وبمناسبة حدث تدشين ساحة محمد الخامس بباريس ركز الرئيس الفرنسي جاك سيراك على إبراز الحكمة والتبصر اللذين تحلى بهما جلالة المغفور له محمد الخامس في التعامل مع كل القضايا التي طرحت في تلك المرحلة حيث قال إن شخصية جلالة المغفور له محمد الخامس تميزت بالكرامة والذكاء والتبصر وكانت القيم الروحية والأخلاقية والوطنية تشكل جوهر هذه الشخصية، وتظل الأهمية السياسية والتاريخية تلك الفقرة التي أبرزها خطاب الرئيس الفرنسي حين قال أمام جلالة الملك محمد الخامس "في 20 غشت 1953 سمحت الملك الشرعي لبلد صديق ... وما لبثت السلطات الفرنسية أن قدرت الخسائر السياسية والبشرية التي تسببت فيها سلبية اتمة وخطأ قاتل، وكان أن جعلت الظرفية الناجمة عن ذلك عودة السلطات أمرا لا مفر منه".
ثم إن الدارس لتاريخ المغرب الدبلوماسي منذ قيام الدولة المغربية يقف عند حدثين هامين وبارزين يؤكدان حكمة هذا البلد والتزامه بمبادئ السلم والحرية والتسامح كان أولهما في عهد الدولة السعدية عندما قام أيام عبد المالك، وأحمد المنصور خلاف بين المغرب والبرتغال فعرض عبد المالك على المملكة البرتغالية الاحتكام إلى العدالة لتجنب الصدام بين الدولتين، والحدث الثاني عرفته الحقبة الهامة التي عاشها المغرب ما بين 1930 و 1955، اذ طلب جلالة المغفور له محمد الخامس من الرئيس الفرنسي فانسوه أوريول في رسالة تاريخية في فبراير 1953 الاحتكام في قضية المغرب إلى العدالة. ومن ثم ينبغي أن نولي كل الاهتمام لهذه الرسالة والتي ينبغي أن تكون من ضمن المواد التي تدرس للأجيال في المغرب، ذلك أنها تبرز وتبرهن على أن جلالة المغفور له محمد الخامس كان رجل في منتهى التحضر لأنه لم يهدد بالسلاح أو بالقوة بل طالب باللجوء إلى العدالة. ثم أن الوثائق التي تتوفر عليها وزارة الخارجية الفرنسية والأمم المتحدة تؤكد استغراب الرأي العام الدولي لهذا السلوك ورفضه لهذه الممارسات، ومن بين الوثائق التي تتوفر كذلك الأمم المتحدة صور عدة من بينها صورة علال بن عبد الله وهو يهاجم صنيعة الاستعمار بن عرفة بكل ما يرمز إليه إسقاط بن عرفة من جواده والإطاحة بمظلة من رفض لنفي سلطان المغرب.
ومن اللحظات المتميزة التي تلت هذه الفترة، لحظة إعلان جلالة المغفور له محمد الخامس في 18 نونبر 1955 عن الاستقلال في خطاب وصف أنذالك بـ "المفاجأة الملكية" في الوقت الذي كانت فيه بعض الجهات الفرنسية تروج لمفهوم "الترابط" كحل للازمة مع المغرب عوضا عن الاستقلال، وبمناسبة حدث تدشين ساحة محمد الخامس بباريس ركز الرئيس الفرنسي جاك سيراك على إبراز الحكمة والتبصر اللذين تحلى بهما جلالة المغفور له محمد الخامس في التعامل مع كل القضايا التي طرحت في تلك المرحلة حيث قال إن شخصية جلالة المغفور له محمد الخامس تميزت بالكرامة والذكاء والتبصر وكانت القيم الروحية والأخلاقية والوطنية تشكل جوهر هذه الشخصية، وتظل الأهمية السياسية والتاريخية تلك الفقرة التي أبرزها خطاب الرئيس الفرنسي حين قال أمام جلالة الملك محمد الخامس "في 20 غشت 1953 سمحت الملك الشرعي لبلد صديق ... وما لبثت السلطات الفرنسية أن قدرت الخسائر السياسية والبشرية التي تسببت فيها سلبية اتمة وخطأ قاتل، وكان أن جعلت الظرفية الناجمة عن ذلك عودة السلطات أمرا لا مفر منه".