الملك العمومي هو ملك للمواطنين الذين يستعملونه وقت الحاجة اليه حسب ما يتناسب مع طبيعته لتقديم خدمة معينة الى المواطن صاحب تلك الحاجة، وبناء عليه يكون الملك العام ملكا اجتماعيا كالرصيف والشارع والمدرسة...الخ، وغير ذلك مما له علاقة بتقديم الخدمات العامة، وعلى هذا الاساس فان الملك العام هو الذي لا يمكن التصرف فيه او تفويته الا بموجب قانون والا فانه سيتحول الى ملك خاص، ونظرا لغياب الوعي بضرورة احترام الملك العام فان هذا الملك يتعرض للسطو من قبل الخواص الذين يضيفونه الى أملاكهم الخاصة او يقيمون عليه منشات خاصة بدون وجه حق وأمام أنظار السلطات المحلية والمجالس المنتخبة ودون اعتبار لأصحاب المصلحة في الحفاظ على الملك العمومي.
ويقال ان هيبة الدولة تبدا من الرصيف، فالرصيف له حرمة تحول دون ان يتطاول احد عليه بالاستغلال او الاحتلال، الا ان انتهاك حرمة قارعة الطريق جرى به العمل بمدينة ابن جرير خاصة من طرف اصحاب المقاهي التي تبدع في احتلال الارصفة سواء برخصة او بدونها، وحتى من يمتلكون رخصا لاستغلال جزء من الرصيف اغلبهم لا يحترمون المساحات المخصصة لهم وهو ما يضيع على الجماعة الحضرية الملايين من السنتيمات سواء تعلق الامر بإتاوات الاستغلال او دعائر المخالفات.
وفي مدينة ابن جرير بات الرصيف يضيق على الراجلين اصحاب الحق الاصلي في استغلاله، خاصة على طول كل من شارع محمد الخامس والمسيرة الخضراء والامير مولاي عبد الله بالحي الجديد والذي تحول من مرفق لخدمة عموم المواطنين الى خدمة مشاريع خاصة دون وجه حق، وقد صار ارباب المقاهي يتحينون الفرص لاحتلال الارصفة العمومية وتحويلها الى فضاء تابع للمقهى بغرض توسيع المجال الاستراتيجي لتجارتهم ومضاعفة ارباحهم على حساب الملك العمومي، ولا يكفي ارباب المقاهي بوضع الطاولات والكراسي فقط بل نجد بعض تلك المقاهي تلجا الى تنصيب ستائر بلاستيكية اشبه بخيم عصرية ليتحول الرصيف الى ملحقة للمقهى.
واكثر من ذلك لا يجد "الفراشة" في هذه المدينة غضاضة في التطاول على الطريق نفسه، فعلى طول شارع الامير مولاي عبد الله بالحي الجديد وبمحاداة المركب التجاري البلدي تبدو مدينة المستقبل محتلة بكل المقاييس، فاكوام السلع المختلفة للباعة المتجولين رصت بوسط وعلى كل جنبات هذا الشارع من صوب، يسود ذلك فوضى الباعة المتجولين غير بعيد عن دوريات السلطة، وجدير بالاشارة الى ان عدد من هؤلاء الباعة قاموا بتفريخ معدات لتجارة الرصيف دون ان تتدخل السلطات للوقوف على هول الفضيحة بالرغم من الشعارات التي تتبجح بها في اكثر من مناسبة بكونها حازمة للتصدي لاحتلال الملك العمومي ومحاربة الباعة الجائلين بشكل عشوائي لان الواقع يفد ذلك.
ولمواجهة الظاهرة التي تفشت بقوة باتخاد خطوات جريئة يستحسنها المواطنون ليس لنا الان الى ان ندعوا الله ان يحفظ هذه المدينة ون نخرج من سلبيتنا للوقوف ولو بالقوة في وجه هؤلاء المحتلين للشارع العام والذين يزحفون على الارصفة امام صمت السلطات المحلية والمنتخبة.