حكومة بام في الرحامنة..ستسقط


عبد الرحمان البصري
الخميس 24 نونبر 2011


"العظمة لله"..آخر ما كتب المفكر عبد الرحمان الكواكبي ضد الاستبداد.قتلوه مسموما بقهوة سادة، ولكن قتلته وجدوا من ضمن ما كتب ضد الاستبداد وهو مغتال شهيد مشروع كتاب عنوانه"العظمة لله" يتحدى فيه الاستبداد المستشري في سوريا بداية القرن العشرين، التي آن الأوان فيها الآن بعد عقود من القهر المتسلط على شعبها الأبي السقوط المدوي المنتظر لنظام شمولي مستبد. سوريا بعد عقود من موت أحد العظماء في تاريخ تحرير الشعوب،يتم فيها أسبوعيا تنظيم جمعات الأحرار والثوار ضد النظام الشمولي، نظام الاستبداد.. نظام بشار الأسد.


عبد الرحمان البصري
لا يسعنا في الرحامنة إلا أن نردد" العظمة لله ولا حول ولا قوة إلا بالله".هناك في المغرب حكومة رسمية، ولكن في منطقة منسية في المغرب، ثمة حكومة غير معلنة رسميا..إنها حكومة بام في الرحامنة.

رئيسها النائب الأول لرئيس مجلس بلدية ابن جرير.شخص نافذ يستمد قوته من ادعاء كونه مقربا من فؤاد عالي الهمة.رشح العديد لمناصب عليا رغم فسادهم،وأسقط آخرين رغم نزاهتهم وكفاءتهم.يهابه رجال السلطة والقضاء والأمن والاستخبارات والاستعلامات.لا يخفي كونه على علاقةبـ"الشريف"،في إشارة إلى فؤاد عالي الهمة،هذا الأخير الذي يرفض حتى ادعاء أنه على علاقة متميزة عن باقي المغاربة مع الملك محمد السادس.

حكومة بام في الرحامنة لها رئيس ووزراء وأتباع.وزيرها في السكنى هو رئيس اللجنة المكلفة بالتعمير في بلدية ابن جرير، والذي أقسم جهد أيمانه خلال اجتماع بمقر ذات الجماعة الحضرية خصص لمشروع الشطر الثاني من تجزئة موظفي البلديةنمتوعدا بعدم إخراج المشروع إلى حيز الوجود،ومشترطا لإنجازه استفادة أعضاء مجلس البلدية،ومقسما بأغلظ الأيمان بأن فؤاد عالي الهمة وزع إبان مرحلة تقلده رئاسة مجلس البلدية في بداية التسعينيات من القرن الماضي 17 بقعة أرضية على مستشارين زملاء له بنفس المجلس،ولما انتفض أحد المستشارين الجماعيين مفندا ما جاء على لسان هذا المستشار الفاسد وموجها سؤالا صريحا للنائب الأول لرئيس بلدية ابن جرير،على اعتبار بأنه كان موظفا بالبلدية خلال نفس الفترة:هل صحيح بأن فؤاد عالي الهمة وزع على مستشارين جماعيين بقعا أرضية بتجزئة الوردة كما يدعي المستشار الفاسد ،ومتحديا الحضور بأنه سيتصل بكتابة عالي الهمة للتحقق من صحة الخبر ومتوعدا رئيس لجنة التعمير بأنه لن يستفيد من أي بقعة أرضية خارج نطاق القانون،تدخل النائب الأول،رئيس حكومة بام في الرحامنة،بأنه سيعمل على تسوية الأمر.وفي الوقت الذي كان فيه العضو المنبري دفاعا عن سمعة و الذمة المالية والسياسية لفؤاد عالي الهمة،لم يكترث النائب الأول باحتجاجاته،وفضل بدل ذلك بأن يشجع المستشار الفاسد على مزيد من الابتزاز.

حكومة بام في الرحامنة لها أيضا وجهاء.آخر الأعيان الملتحقين بها شخص تحوم حول مصدر ثروته ألف شبهة،ولكن رئيس حكومة بام اختار أن يواليه،كما والى قبل ذلك و تحالف مع رئيس جماعة الجعافرة القروية،الذي رتبه ثانيا في لائحة حزب الأصالة والمعاصرة،و المتابع حاليا أمام القضاء في أكثر من قضية فساد مالي،من بينها قضية إتلاف وتزوير مستند عمومي بسوء نية وبقصد الإضرار،وهي التهم المنصوص عليها وعلى عقوبتها في القانون الجنائي المغربي،و التي أحال قاضي التحقيق بابتدائية ابن جرير ملفها على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بمراكش منذ أكثر من خمس سنوات،دون أن تتحرك أيادي المتابعة القضائية ضد هذا الرئيس الفاسد،والذي يتابع أيضا في ملفات أخرى تتعلق بتجزئة القدس وبزجه بالمواطن البريء ميلود درويش في السجن بتواطؤ مع الأجهزة الأمنية بابن جرير لا لذنب سوى لأنه تجرأ على منافسته خلال الانتخابات الجماعية في سنة 2009.كل هذه الجرائم التي تورط فيها الرئيس المذكور لم تثن رئيس حكومة بام عن قراره بالتحالف مع هذا الرئيس الفاسد،لا بل أكثر من ذلك،فقد قرر أنه و في كل مرة اختار أن يروح عن نفسه هو وزمرة من تابعيه ومن المتحلقين حوله والمستفيدين من سندات طلباته أن يتنزه،هو الناس القدماء،في سد المسيرة في حضرة الرئيس الفاسد وبتمويل منه طبعا.ألم يتغن الفنان الراحل الحسين السلاوي بالنزايه مع الناس"القدام"؟

حكومة بام في الرحامنة لها أبواق و"حيّاحة"،وكل ذلك بتمويل من الجهات الرسمية.لها أيضا "دقايقية"ومقاولون تحت الطلب.لها مكاتب موالية في الجمعيات الرياضية.التمويل جاهز.ثمة مالية بلدية ابن جرير، وإن استعصى الأمر فالآمر بالصرف معروف، الصناديق السوداء طبعا.

حكومة بام في الرحامنة لم تكترث يوما برياح الربيع العربي،لم تبال بالحراك السياسي والاجتماعي الذي يشهده بلدنا. تدعي بأنها منزّلة من"الشريف"، وهو منها براء.

بعد الهزائم المتوالية التي مني بها رئيس حكومة بام في الرحامنة،وكان آخرها فشله في تبوؤ صدارة لائحة حزب الأصالة والمعاصرة بدائرة الرحامنة،لم يتبق له إلا إفساد الانتخابات التشريعية.خطاب الكذب جاهز. الأسطوانة المشروخة تكلف بها الزبانية..فؤاد عالي الهمة يريد أن يحصد المقاعد الثلاثة كما نالها خلال انتخابات 2007.هذه الأسطوانة الحزينة مردود عليها.عالي الهمة وللتاريخ وللشهادة اتصل هاتفيا منددا ومتبرئا من كل ما يقترفه نائبه الأول في بلدية ابن جرير ومتوعدا باتخاذ إجراءات في حقه.هذه هي الحقيقة،والعهدة على من اتصل بهما.

الفساد المستشري في بلدية ابن جرير طال أيضا،بقوة النفوذ المتعاظم لرئيس حكومة بام في الرحامنة، الانتخابات التشريعية.فبعد فشله في احتلال المرتبة الأولى في لائحة الحزب،اختار صاغرا التحالف مع رموز الفساد بالمنطقة،كما اختار أن ينخرط في حملة انتخابية أجمع معظم المتتبعين على أنها لا تمت بصلة لحملة لائحة الكرامة والمواطنة خلال الانتخابات التشريعية في شهر شتنبر من سنة 2007.حملة انتخابية قذرة تمولها صناديقه السوداء جيش فيها ذوي السوابق والأتباع.حملة لم يتجرأ فيها على تنظيم أي لقاء تواصلي أو مهرجان خطابي كما فعل فؤاد عالي الهمة في حملاته الانتخابية السابقة.السبب واضح وبسيط.حصيلته في البلدية تساوي صفرا.

في الختام، يحق لكل الغيورين على هذه المنطقة أن يتوجهوا بكل صدق ومحبة إلى عامل إقليم الرحامنة،فريد شوراق،والمشهود له بالنزاهة والكفاءة،بخطاب صادق لا لف فيه ولا دوران فحواه أنها الانتخابات التشريعية الأولى على عهده في الرحامنة،وأن يذكروه بأن النوايا الطيبة لا تكفي وحدها لتحقيق الإنجازات،وبأن"الطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الحسنة"،وكما يقول الإمام علي بن أبي طالب،كرم الله وجهه،"لا يجب بأن نكتفي بالدعاء بل يجب أن نضيف إليه شيئا من القطران"،ولأن الحماقة أعيت من يداويها،ولأن آخر الدواء الكي،فالمطلوب هو أن يتدخل عامل الإقليم بصرامة لوقف كل تجاوزات حكومة بام في الرحامنة.

كوثر بن حمو، احدى مناضلات البام إبان الحملة الانتخابية السابقة/ تصوير أ ف ب

مقالات ذات صلة