عندما يهيمن المال الفاسد على الانتخابات ويتحول الناخب إلى بضاعة وتكف الأحزاب عن كونها أحزابا وتتحول إلى دكاكين وتتوقف الانتخابات عن أن تكون كذلك وتصبح السياسة تجارة لكون عيوب كثيرة اعترت تجاربنا السابقة في هدا المجال بكل صورها والانطباعات الحاسمة في استياء المواطنين من التجارب الانتخابية السابقة التي مارس خلالها المفسدون الانتخابيون كل أنواع الممارسات التي تخل بشروط نزاهة هاته الانتخابات ولم يتم التعامل مع هؤلاء بشكل مسؤول وفق القوانين المعمول بها، فذاك اخطر أنواع الإجرام الانتخابي لان ذلك يكرس صورة عن وجود القوانين التميزية كما انه يعطي إشارة قوية لاستفحال خطر الفوضى والبلطجة وتنامي الممارسين للإفساد الانتخابيداخل بنية المجتمع وهذا ليس في صالح الديمقراطية خاصة أن بلادنا تطمح إلى تحقيق انتقال ديمقراطي حقيقي،ومن الطبيعي كذلكأن يفقد الناخب المغربي الأمل وتخيب ظنه مع كل هذا، فالوضعية السياسية ببلادنا لم تعد تحتمل المزيد من الانكسارات في المجال الديمقراطي وبلادنا تتهيأ لاستحقاقات تشريعية جديدة أصبحت وشيكة الموعد في ظل الدستور الجديد، فهل يمكن أن نقوم بانتخابات تشريعية حقيقية انطلاقا من الشعارات المرفوعة من قبل الجهات المسؤولة؟ وماذا نقول عن هيمنة الأعيان الفاسدين زمن إفلاس النخب الحزبية التي انحنت امام الرياح العاتية للمفسدين الذين تصدروا اللوائح الانتخابية؟
لقد كان خطاب صاحب الجلالة بمناسبة عيد العرش واضحا جلي المعالم لا يحتاج إلى كبير عناء لفك رموزه وفهم مضامينه، جاء ليخاطب كل الشرائح الاجتماعية بمختلف انتماءاتها، بمعنى أوضح خطاب يفهمه الأمي والمثقف، اذ حمل إشارات قوية ودلالات عميقة سيكون لها الاثر الفعلي في الانتخابات التشريعية المقبلة.