بالرغم من الفشل الذريع بمذاقه المر الذي أصبح يخيم على المجلس الحضري لابن جرير المدينة الفوسفاطية التعيسة التي تبكي شبابها العاطل عن العمل بدموع لا تنمهر، على خلفية العدمية التي تكبله وتلغي دوره في تدبير وتسيير مؤسسة دستورية بفعل الصراعات السياسية والمصلحية، وضيق الأفق وانحباس التفكير للاغلبية المفبركة، فإن المجلس المذكور لم تنفعه حصيلة أعماله الهزيلة لمدة ستة أشهر من عمر ولايته الحالية في إقناع الساكنة بما آلت إليه وضعيته المتازمة وما تعيشه جل أحياء المدينة الذكية ومرافقها من تهميش وإقصاء اجتماعي، مدينة لم تخرج من دائرة الإهمال، مشاكل كثيرة تتخبط فيها، لا يعني أنها المشاكل الوحيدة التي هي في حاجة إلى حل، بل المدينة أصبحت في حاجة ماسة إلى عملية جراحية ومحاسبة المسؤولين الذين جعلوا منها بقرة حلوبا حطمت معالمها، وملفات كثيرة تهم الساكنة لازالت تراوح مكانها، وسقوط برمجة الفائض المحقق من ميزانية 2021 والوضع الحالي للمجلس الذي يعيش فوق فوهة بركان، رغم الهالة التي حاول أعضاء من مكتب المجلس نشرها وتسويقها خارج أرض الوطن كون مدينة ابن جرير عرفت قفزة نوعية في مجالات التنمية بالتطبيل والتهليل، ضدا على الاختلالات الناتجة عن سوء التسيير والتدبير التشاركي لمعالجة القضايا والمشاكل المستفحلة التي تتخبط فيها ساكنة المدينة التي وحدها تجعل من أنشطة مكتب المجلس بكينيا أو غيرها غير ذي جدوى باعتبارهم يشتغلون منعزلين عما يجري ويدور بالمدينة ،وأي تجربة هاته قد يعرف بها أحد نواب الرئيسة مدينة ابن جرير العضو في الشبكة الأفريقية للمدن الذكية بكينيا خلال ندوة "التحول الرقمي الذكي للجماعات المحلية "وهذا التسويق الذكي يبقى محاولة يائسة لتقييد وارتهان الساكنة والمتتبعين إلى وجهة نظر واحدة وإلغاء وجهات النظر الأخرى التي تنادي بالتغيير والاهتمام بمشاكل المواطنين، وليس في ماقلناه أي تحامل على أفراد "بعثة مجلسنا "إلى الخارج ،ولكن فيه بعض الحقيقة عن الظروف الجميلة لمقامهم هناك ب"كينيا"بجانب الرأس الرئيسي للسلطة الإقليمية حسب الأخبار التي تتناقلها باستمرار "وكالات الأخبار المحلية "ويكفي أن يرفعوا رؤوسهم عاليا اعتزازا بفترة الاستجمام الرائعة التي نعموا خلالها بما لذ وماطاب من الأكل والشرب والنزهة، ولعل هؤلاء سيعودون لأرض الوطن وفي ذاكرتهم صور جميلة سيذكرها التاريخ، وحتى لايمكننا القول بأن مجلسنا قد وصل درجة التفوق والنجاح بالرغم من تقديمه حصيلة الرحلة، فالفشل الذريع يظل يخيم عليه في الوقت الذي يتحدث فيه المتتبعون بقوة عن تسيير الشأن العام المحلي بالمدينة الذي يعرف العديد من السلوكات التي كانت سببا في ماالت إليه وضعية المجلس ومن بينها الاستنزاف المستمر للمال العام، فيمكن لنا القول بأن ساكنة المدينة الذكية في حاجة ماسة إلى إعادة بناء منظومة مستشاريها الأخلاقية والقيمية وحماية المجلس من توغل أصحاب المصالح وضبط كل حركة مشبوهة تمس بمصالح السكان، فالمدينة في حاجة إلى من يندد بأوضاعها المزرية وتهميشها المتواصل على كافة المستويات، حالها مؤسف للغاية، وضع غير طبيعي وبكل المقاييس، وضع اقتصادي واجتماعي بنيوي متردي قابل للانفجار في أي وقت، مدينة تعمها الفوضى في جميع المجالات تعيش تدهورا ملموسا وتعاني إهمالا على جميع الأصعدة ،أسواق عشوائية وعربات مجرورة، مشاكل كثيرة تتخبط فيها المدينة التي أصبحت أكثر نتاجا للنفايات بحكم ارتفاع عدد سكانها في السنوات الأخيرة، المزابل تحاصر السكان في كل مكان وضعف الإنارة العمومية، وتعرف العديد من المظاهر السلبية من تفشي ظاهرة البطالة والتشرد واستفحال ظاهرة المخدرات خصوصا في أوساط الشباب، كل ما نراه بهذه المدينة لا يبشر بخير ،مشاكل كثيرة، التهميش بكل اصنافه، ضعف البنية التحتية، النفايات والازبال المتراكمة، غياب مرافق حيوية، قطاع الصحة مريض بالمدينة فهو لا يخرج عن السياق العام لوضع شامل ومكتسح لمختلف ربوع الوطن العليل، يمثل أبرز مؤشر على ضراوة منطق الإقصاء والتهميش الذي تعاني منه المدينة على غرار باقي المدن الفوسفاطية وفي زمن ترفع فيه شعارات التنمية البشرية نجد عشرات الآلاف من ساكنة المدينة محرومة من أبسط الخدمات الصحية الضرورية ولا مجال للحديث عن الرعاية الصحية ولا عن طب التخصصات، أما في الجانب الترفيهي والتثقيفي فلا جديد في الساحة سوى الملل والفراغ، فالمدينة تعاني من سكتة ثقافية وترفيهية قتلة، طاقة كبيرة وقوة فاعلة من الشباب عاطلة عن العمل بالرغم من المدينة فوسفاطية، لكنها تهمشت واقصيت فانحرفت وذخلت عالم الانحراف بكل أشكاله وتعاطت المخدرات وحبوب الهلوسة وأصبحت تشكل معضلة خطيرة قد تؤدي إلى مالا تحمد عقباه، ومدينة ابن جرير هي أيضا مدينة المشردين وأطفال الشوارع والمتسولين، والأمر لم يعد يقتصر على الأحياء الهامشية وإنما طال جل أحياء المدينة ومركزها بالخصوص، والظاهرة في تزايد مستمر في ظل غياب حلول ناجعة من طرف المسؤولين وعلى رأسهم المجلس الحضري ،حيث لم يعد بإمكان بعض مستشاريه المنتمين لتحالف الأغلبية والغاضبين منهم الثائرين على الوضع الحالي بالمجلس الصمت، ومن المستشارين من ودع هذا التحالف بدون رجعة حفاظا على دم الوجه ووفاء لميثاق الشرف مع ناخبيه