ونحن نتوجه إلى هذه القلعة الحصينة والتي تدخل في سيادة إحدى الإمبراطوريات لدائرة الرحامنة الكبرى، كنا نستحضر السيطرة المطلقة للباكوري عليها وهيمنة هذا الأخير على تدبير شؤون جماعتها .كنا نعلم علم اليقين أن العلاقة السائدة بين آل الباكوري ورعاع المنطقة هي علاقة عضوية بين الشيخ و المريد التي تحكمها التبعية والطاعة العمياء القائمة بين الأسياد والعبيد...كنا نتمثل أن كل هذا الردح من الزمن الطويل الذي سيطر فيه "لحصان" واجتاح فيه "الليمون " جزء كبير من منطقة الرحامنة ، إلى حين كبوةعلى حين غرة وكان المتسبب في هذه السقطة التاريخية ، تراكتور الهمة الذي أتى على الأخضر واليابس فأباد الخنجر الغادر وطرد كل أسراب "الحمام" التي كان يملا هذيلها سماء الرحامنة ..كما كنا نتصور المزاوجة بين التمثيلية البرلمانية والجماعية قادرة على تحويل أدغال "رأس العين " إلى مروج خضراء وأن الإمبراطور الذي حكم بالسياط والكرباج قادر على التحدي وتحقيق كل الأحلام لجحافل البروليتاريين"المهمشين" من ساكنة ظلت تئن تحت وطأة الإقصاء والمصادرة.
غير الغبرة والعجاج يطير..
ونحن نزحف رويدا على أرض مضمخة بدماء النضال السياسي للباكوري ومن معه ،استبد بنا التفكير وظلت عقولنا شاردة حول هذا القدر الذي بات يلازم ساكنة رأس العين ، قدر الفقر المدقع في كل وسائل الحياة..في سبيل العيش الكريم وفي الحد الأدنى من البنيات التحتية الأساسية،وما ينطبق على العديد من جماعات إقليم الرحامنة تختصره الصورة القاتمة التي تعيش عليها رأس العين،جماعة غارقة في وحل أبجديات التسيير الابتدائي للشأن المحلي ،فكل مؤشرات التنمية تدل على مجاعة معرفية بكل المدلولات و المفاهيم المدبجة في قاموس المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومخطط المغرب الأخضر والاختصاصات الثقيلة وسلسلة الصلاحيات الموكولة إلى رئيس الجماعة في الميثاق الجماعي.فبدأت تتناسل الاسئلة كالفطر:ما هو الوعي الحاصل لدى هذا البرلماني ورئيس الجماعة و وعضو الجهة ليطور مساحة شاسعة على الحدود الفاصلة لمراكش؟ وهل يمتلك تصورا استراتيجيا للقضاء على كل المشاكل المزمنة التي تتخبط فيها "رأس العين "؟ ومتى ستتخلص هذه المنطقة من براثن الفقر في الحدود الدنيا للكرامة والمواطنة؟؟
ميزانية الجماعة بين سندات الحكامة الجيدة ومطرقة العشوائية
وتتحدث مصادر مطلعة بالمجلس القروي لرأس العين عن وجود اختلالات في تسيير مالية الجماعة المحكومة بالروح المزاجية للرئيس والتي جعل منها بقرة حلوب تعيش تجليات الاحتضار والنفوق التدبيري ،فشتان بين مظاهر البذخ والترف الماثلة على المحيط الرئاسي والحاشية، وبين صور البؤس وعلامات التخلف البادية على وجوه مقمحة شاحبة حفرتها تجاعيد السنون أوحى صرف اعتمادات الميزانية تتجه رأسا نحو شراء سيارة للجماعة من أجل التوظيف الشخصي والاستعمالات الطائشة للمقربين وزبناء سوق النخاسة الانتخابية كما تستنزف أبواب الميزانية في نفقات وهمية على مشاريع لا أثر لها على أرض الواقع.صفقات تبرم في جنح الظلام والتي تزكيها أغلبية مخدومة على المقاس خلال دوارات الحساب الإداري.وقراءة مجهرية وتشخيصية لواقع "رأس العين" نتصفح بياض في كل شيء وفراغا قاتلا في مستويات التنمية البشرية التي ما زالت مشدودة بعقلية متحجرة إلى الوراء والى أسفل سافلين..
مشاكل جمة وبالجملة:غيض من فيض
نظرة خاطفة ومسح بانورامي لجغرافيا المنطقة، يلفتك الانتباه إلى الحرمان الذي تعيشه دواوير اولاد خليفة ولحفايا واولاد الكرن وشعبة الجوش واولاد بلحاج وسيدي عبد الرحمان والدوار المحادي لضيعة الزمراني...حرمان من جل المرافق الحيوية ومن المرافق الضرورية والتي تنقرض من الأجندة السياسية لرئيس الجماعة وتغيب عن جداول أعمال المجلس وليس لها موطأ قدم في مساحة المبالاة و الاهتمام بالرأسمال البشري.
إن المجلس الجماعي لرأس العين لا تهمه الآهات النابعة من رحم مجتمع آس محاصر بالاكراهات الطبيعية والجدارات العازلة عن التنمية البشرية .ما زالت تخال نفسك وأنت تطوي المسافات عبر مسالك وعرة كأنك في"تورابورا"، وكما أنك في "قندهار" وأنت ترى بأم عينيك مشهدا معماريا مهترئا وشائخا ببنيات هشة ومورفولوجيا متناثرة.العشوائية تعبر عن نفسها في الكثير من بؤر الفساد والتي لن تختزلها تحبيرات قلم، فهي ناطقة وشاهدة عن انفلاتات هيستيرية في التدبير الإداري الذي يشهد ظاهرة الموظفين الاشباح وغياب الهيكلة التنظيمية الزاخرة بالاطر والكفاءات ، كما هي راصدة للاختلالات التدبيرية في الميزانية لعل أبرز عناوينها الإعتمادات التي تفوق مئات الملايين السنتيمات منها ما خصص لتجهيز الطرقات وكانت النتيجة مخيبة للآمال الشبقية والحميمية مع بعض فصول الميزانية للمقتنيات تعري تبذيرا سافرا ونهبا مكشوفا للمال العام.
ما يشبه الخلاصات:
إن جماعة "رأس العين " ليست إلا صورة مصغرة لمغرب تنخره الهشاشة وليست إلا انعكاسا شرطيا لبنيات سياسية وتنظيمات حزبية تعشش فيها الطفيليات والكائنات الانتخابية والتي حولت المؤسسات الجماعية إلى مجرد إقطاعيات تعمق الفوارق الطبقية وتضع البلاد والعباد في المأزقية المطلقة وعلى أعتاب عنق الزجاجة.وكم يترقب ساكنة رأس العين زيارة المسؤول الأول عن الإقليم قصد الاطلاع عن كتب عن انعطافات التسيير وانعراجات التدبير، وعن قصة "فرعون" الألفية الثالثة الذي يعيش في الأبراج العاجية المشيدة وعن حياة بدائية لجم غفير من أبناء الشعب الفقير.
غير الغبرة والعجاج يطير..
ونحن نزحف رويدا على أرض مضمخة بدماء النضال السياسي للباكوري ومن معه ،استبد بنا التفكير وظلت عقولنا شاردة حول هذا القدر الذي بات يلازم ساكنة رأس العين ، قدر الفقر المدقع في كل وسائل الحياة..في سبيل العيش الكريم وفي الحد الأدنى من البنيات التحتية الأساسية،وما ينطبق على العديد من جماعات إقليم الرحامنة تختصره الصورة القاتمة التي تعيش عليها رأس العين،جماعة غارقة في وحل أبجديات التسيير الابتدائي للشأن المحلي ،فكل مؤشرات التنمية تدل على مجاعة معرفية بكل المدلولات و المفاهيم المدبجة في قاموس المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومخطط المغرب الأخضر والاختصاصات الثقيلة وسلسلة الصلاحيات الموكولة إلى رئيس الجماعة في الميثاق الجماعي.فبدأت تتناسل الاسئلة كالفطر:ما هو الوعي الحاصل لدى هذا البرلماني ورئيس الجماعة و وعضو الجهة ليطور مساحة شاسعة على الحدود الفاصلة لمراكش؟ وهل يمتلك تصورا استراتيجيا للقضاء على كل المشاكل المزمنة التي تتخبط فيها "رأس العين "؟ ومتى ستتخلص هذه المنطقة من براثن الفقر في الحدود الدنيا للكرامة والمواطنة؟؟
ميزانية الجماعة بين سندات الحكامة الجيدة ومطرقة العشوائية
وتتحدث مصادر مطلعة بالمجلس القروي لرأس العين عن وجود اختلالات في تسيير مالية الجماعة المحكومة بالروح المزاجية للرئيس والتي جعل منها بقرة حلوب تعيش تجليات الاحتضار والنفوق التدبيري ،فشتان بين مظاهر البذخ والترف الماثلة على المحيط الرئاسي والحاشية، وبين صور البؤس وعلامات التخلف البادية على وجوه مقمحة شاحبة حفرتها تجاعيد السنون أوحى صرف اعتمادات الميزانية تتجه رأسا نحو شراء سيارة للجماعة من أجل التوظيف الشخصي والاستعمالات الطائشة للمقربين وزبناء سوق النخاسة الانتخابية كما تستنزف أبواب الميزانية في نفقات وهمية على مشاريع لا أثر لها على أرض الواقع.صفقات تبرم في جنح الظلام والتي تزكيها أغلبية مخدومة على المقاس خلال دوارات الحساب الإداري.وقراءة مجهرية وتشخيصية لواقع "رأس العين" نتصفح بياض في كل شيء وفراغا قاتلا في مستويات التنمية البشرية التي ما زالت مشدودة بعقلية متحجرة إلى الوراء والى أسفل سافلين..
مشاكل جمة وبالجملة:غيض من فيض
نظرة خاطفة ومسح بانورامي لجغرافيا المنطقة، يلفتك الانتباه إلى الحرمان الذي تعيشه دواوير اولاد خليفة ولحفايا واولاد الكرن وشعبة الجوش واولاد بلحاج وسيدي عبد الرحمان والدوار المحادي لضيعة الزمراني...حرمان من جل المرافق الحيوية ومن المرافق الضرورية والتي تنقرض من الأجندة السياسية لرئيس الجماعة وتغيب عن جداول أعمال المجلس وليس لها موطأ قدم في مساحة المبالاة و الاهتمام بالرأسمال البشري.
إن المجلس الجماعي لرأس العين لا تهمه الآهات النابعة من رحم مجتمع آس محاصر بالاكراهات الطبيعية والجدارات العازلة عن التنمية البشرية .ما زالت تخال نفسك وأنت تطوي المسافات عبر مسالك وعرة كأنك في"تورابورا"، وكما أنك في "قندهار" وأنت ترى بأم عينيك مشهدا معماريا مهترئا وشائخا ببنيات هشة ومورفولوجيا متناثرة.العشوائية تعبر عن نفسها في الكثير من بؤر الفساد والتي لن تختزلها تحبيرات قلم، فهي ناطقة وشاهدة عن انفلاتات هيستيرية في التدبير الإداري الذي يشهد ظاهرة الموظفين الاشباح وغياب الهيكلة التنظيمية الزاخرة بالاطر والكفاءات ، كما هي راصدة للاختلالات التدبيرية في الميزانية لعل أبرز عناوينها الإعتمادات التي تفوق مئات الملايين السنتيمات منها ما خصص لتجهيز الطرقات وكانت النتيجة مخيبة للآمال الشبقية والحميمية مع بعض فصول الميزانية للمقتنيات تعري تبذيرا سافرا ونهبا مكشوفا للمال العام.
ما يشبه الخلاصات:
إن جماعة "رأس العين " ليست إلا صورة مصغرة لمغرب تنخره الهشاشة وليست إلا انعكاسا شرطيا لبنيات سياسية وتنظيمات حزبية تعشش فيها الطفيليات والكائنات الانتخابية والتي حولت المؤسسات الجماعية إلى مجرد إقطاعيات تعمق الفوارق الطبقية وتضع البلاد والعباد في المأزقية المطلقة وعلى أعتاب عنق الزجاجة.وكم يترقب ساكنة رأس العين زيارة المسؤول الأول عن الإقليم قصد الاطلاع عن كتب عن انعطافات التسيير وانعراجات التدبير، وعن قصة "فرعون" الألفية الثالثة الذي يعيش في الأبراج العاجية المشيدة وعن حياة بدائية لجم غفير من أبناء الشعب الفقير.