لطالما كانت مدينة اليوسفية ولادة لموهوبين تفوقوا، وأبدعوا في مختلف الحقول، الثقافية الفنية من شعر، مسرح، موسيقى، تشكيل، وما إلى ذلك، فأضحوا روادا تعدى إشعاع أعمالهم الحدود الجغرافية المحلية، ليصل صداها إلى مختلف ربوع الوطن، وخلقت انطباعا طيبا لدى العديد من المتابعين، بعد ما سنحت لهم فرصة حضور مناسبات عرضها، بل وكانت في أحيان كثيرة، سببا في معرفتهم بوجود مدينة في المملكة المغربية تدعى اليوسفية، هذا النشاط والحركية الثقافية شهدا ركودا كبيرا، خاصة بعدما بدء المبدعون يبحثون عن جهات تتبنى مشاريعهم الفنية خارج المدينة، في ظل التجاهل، وعدم الإهتمام الذي تواجه به محليا، إذ أصبحنا نسمع بين الفينة والأخرى، عن أسماء من أبناء المدينة، سطع نجمها هنا وهناك، بعدما وجدت أخيرا من يعترف، ويعرف بها ويظهر طاقاتها المكنونة، في هذا الإطار، وكمثال حي عن ضعف المساهمة المؤسساتية في اثراء الحقل الثقافي للمدينة، نجد تجربة جمعية نغم للموسيقى العربية الفتية، التي وفي ظل محدودية الامكانيات، حاولت البحث عن من يدعم مبادرتها الثقافية، في اطار المتاح والممكن، المتمثلة في تلقين دروس الموسيقى، والغناء للمهتمين من عموم ساكنة المدينة، حيث إنها بعد بداية متعثرة في دور الشباب، نظرا لوسائل العمل المتواضعة، ارتأت التوجه إلى المندوبية الإقليمية للتعاون الوطني، التي تتوفر على فضاء مناسب وتجهيزات موسيقة مهمة لم تستغل منذ انطلاق عملها، لعقد شراكة معها، لتبدأ فعليا التداريب الموسيقية للجمعية بالمؤسسة، لفترة لم تتجاوز الأسبوع، لتعلم إدارة هذه الأخيرة الجمعية حصرا، بضرورة وقف نشاطها دون باقي الأوراش والأنشطة، ذات الإهتمامات الأخرى كالحلاقة، الطبخ، الإعلاميات وغيرها داخلها، لأسباب تتعلق بإعادة تنظيم هذه الأوراش، والأنشطة حيث يمكن أن تباشر الجمعية نشاطها بعد ذلك. لكن للأسف ومنذ تاريخ توقف نشاط الجمعية في المؤسسسة، الذي تجاوز السنة إلى هذه الساعة والقاعة المخصصة للموسيقى بتجهيزاتها المختلفة مغلقة في وجهها وفي وجه غيرها. فهل إلى هذا الحد أصبح الفن والفنانون، يحتلون مكانة هامشية ضمن اهتمامات المؤسسات القادرة على احتضان مبادراتهم؟ أم يمكن القول بصحة مثل " مطرب الحي لا يطرب " ؟.
شلل الحياة الثقافية في مدينة اليوسفية ... نقص في المواهب أم غياب لحاضنة مؤسساتية
ذ.فؤاد غفران
الثلاثاء 23 أغسطس/أوت 2016
لطالما كانت مدينة اليوسفية ولادة لموهوبين تفوقوا، وأبدعوا في مختلف الحقول، الثقافية الفنية من شعر، مسرح، موسيقى، تشكيل، وما إلى ذلك، فأضحوا روادا تعدى إشعاع أعمالهم الحدود الجغرافية المحلية، ليصل صداها إلى مختلف ربوع الوطن، وخلقت انطباعا طيبا لدى العديد من المتابعين، بعد ما سنحت لهم فرصة حضور مناسبات عرضها، بل وكانت في أحيان كثيرة، سببا في معرفتهم بوجود مدينة في المملكة المغربية تدعى اليوسفية، هذا النشاط والحركية الثقافية شهدا ركودا كبيرا، خاصة بعدما بدء المبدعون يبحثون عن جهات تتبنى مشاريعهم الفنية خارج المدينة، في ظل التجاهل، وعدم الإهتمام الذي تواجه به محليا، إذ أصبحنا نسمع بين الفينة والأخرى، عن أسماء من أبناء المدينة، سطع نجمها هنا وهناك، بعدما وجدت أخيرا من يعترف، ويعرف بها ويظهر طاقاتها المكنونة، في هذا الإطار، وكمثال حي عن ضعف المساهمة المؤسساتية في اثراء الحقل الثقافي للمدينة، نجد تجربة جمعية نغم للموسيقى العربية الفتية، التي وفي ظل محدودية الامكانيات، حاولت البحث عن من يدعم مبادرتها الثقافية، في اطار المتاح والممكن، المتمثلة في تلقين دروس الموسيقى، والغناء للمهتمين من عموم ساكنة المدينة، حيث إنها بعد بداية متعثرة في دور الشباب، نظرا لوسائل العمل المتواضعة، ارتأت التوجه إلى المندوبية الإقليمية للتعاون الوطني، التي تتوفر على فضاء مناسب وتجهيزات موسيقة مهمة لم تستغل منذ انطلاق عملها، لعقد شراكة معها، لتبدأ فعليا التداريب الموسيقية للجمعية بالمؤسسة، لفترة لم تتجاوز الأسبوع، لتعلم إدارة هذه الأخيرة الجمعية حصرا، بضرورة وقف نشاطها دون باقي الأوراش والأنشطة، ذات الإهتمامات الأخرى كالحلاقة، الطبخ، الإعلاميات وغيرها داخلها، لأسباب تتعلق بإعادة تنظيم هذه الأوراش، والأنشطة حيث يمكن أن تباشر الجمعية نشاطها بعد ذلك. لكن للأسف ومنذ تاريخ توقف نشاط الجمعية في المؤسسسة، الذي تجاوز السنة إلى هذه الساعة والقاعة المخصصة للموسيقى بتجهيزاتها المختلفة مغلقة في وجهها وفي وجه غيرها. فهل إلى هذا الحد أصبح الفن والفنانون، يحتلون مكانة هامشية ضمن اهتمامات المؤسسات القادرة على احتضان مبادراتهم؟ أم يمكن القول بصحة مثل " مطرب الحي لا يطرب " ؟.
أضف تعليقك
مقالات ذات صلة
{{#item}}
{{/item}}
{{/items}}