عصابات رحمانية..كراكيز آخر زمن؟؟


عدنان ملوك
الأربعاء 14 شتنبر 2011


منذ بداية صيف 2011 عرف إقليم الرحامنة و بالأخص مدينة ابن جرير موجة مهجنة لعصابات المراهقين وأصحاب الاختصاص في قطع الطرقات و الإدمان على جميع أنواع المهلوسات و المخدرات، حيث باتت هذه الفئة يتكتلون في تجمعات شبه "مفيويزية" متوفرة على أسلحة بيضاء من شفرة الحلاق إلى سكين الجزار المحترف إلى سيوف علي ابن أبي طالب، متعنتون بالقوة المفبركة، يجعلون من الساكنة هدف لإفراز مكبوتاتهم و تسخير سلاحهم في ندب أجساد بريئة و تكسير أبواب المنازل و تحطيم سيارات المارة.


هذه العصابات أصبحت سائدة في مختلف أحياء المدينة، و أصبحوا يتفاخرون بالقوة و الجبروت و من يقوم بأكبر عدد من الجرائم بدون السقوط في يد العدالة، مع العلم أن متزعمو هذه الفرق من الشرذمة الرحمانية ما هم إلا مراهقون لا يتعدى سنهم 22 خريفا ، منهم من قضى نحبه في الدراسة و منهم من ينتظر . فكيف يا ترى ستصلح الرسالة التعليمية سلوك الإعوجاج الذين تعلموه من الشارع، مسؤولية صعبة على المؤسسات التعليمية و الأسرية أمام تربية الأزقة والشوارع ، مع العلم أن من رشح نفسه ليكون فردا من العصابات المذكورة ، من أصول معروفة على الساحة الاجرامية في البلاد، بمجرد ذكر اسمه و اسم عائلته ينتابك شعور بالتقزز و الحسرة على عائلات لا زالت تربي أبنائها على الإجرام و حب الممنوعات، في عصر كثرت فيه و سائل الترفيه و الثقافة و التربية الاجتماعية بأقل الأثمان. و يظل هاربا و متسللا عن أنظار العدالة ، مفتخرا أمام زملاءه بفنون النينجا التي لم يتعلمها إلا في لقطات الرسوم متحركة، مشيدين له بالبطل و الشهم جاعلون منه ضرغام الحي .

فحسب علمي لما حضرت احد أعمالهم الإجرامية صدفة لما كنت أقوم بأحدى أنشطتي التجارية ، أنهم يقومون بأغبى مواقف الإجرام في العالم، فما بالكم بعصابة تتكنى "بعصابة الموت" يقودهم مراهق من عائلة "الكوفال" يقطعون الطريق في منتصف الليل على شاب في مقتبل العمر نازعين منه هاتفه الخلوي و مصروفه اليومي و سلاسله "الجالوقية "، و لما فر هذا الأخير من قبضة الأيادي الغادرة، داخلا بذلك باب منزلهم للاحتماء من موت محقق، تجرأت "عصابة الكوفال" هذه المتكونة من حوالي 13 شخصا هزيلي الأجسام مرتدين أنصاف الملابس، في مشهد الثوار المصريين ، باللحاق بالشاب الوسيم إلى عقر داره، طالبين منه الهبوط لندب جسده بأسلحتهم المسمومة، فلم يعد يكفيهم فقط إخلاء الجيوب و ترك الضحية بسلام، لكن أصبح من الضروري لديهم أن يستعملوا سلاحهم "العيشوري"، و لا يمكن إرجاعه إلى غمده دون تلطيخه بالدماء.

فلما رفض الشاب النزول و المواجهة ساروا بالضرب و تكسير أبواب المنزل و الأبواب المجاورة و تحطيم كل السيارات المتواجدة عن قرب مسرح الجريمة، خالقين مشهدا من الذعر ما كان، و هلع كبير لأطفال المدارس الساكنون بالقرب، صارخين بأعلى الأصوات و بأقبح كلمات السباب و الشتم للساكنة أجمعين، مهددون إن كان أي شجاع يستطيع مواجهتهم، حتى أصبح احد شوارع الحي الجديد حينها مثل درعة و بني الوليد.

ففي تقديري فهذه الثورات العصابية و كراكيز آخر زمن يجب ردعها في أقرب وقت و إدخالها زنازين التربية الإصلاحية، و يجب رد الاعتبار للساكنة لا سيما و أننا في بداية الموسم الدراسي الجديد و أن أبنائنا سيرجعون متأخرين إلى منازلهم بحلول التوقيت الشتوي ، زيادة على أننا مقبلين على الانتخابات التشريعية، فبعد تكون عصابات الأحياء، يمكن في المستقبل القريب تشكيل عصابات الأحزاب السياسية و يختلط الحابل بالنابل و تكون هذه البلاد حينها في انفلات أمني خطير، فادعو من هذا المنبر كل الأطر الفاعلة في المجتمع، الحيلولة للقضاء على هذه الظاهرة لأنها ستشكل عقبة خطيرة في تقدم و ازدهار هذه البلدة الطيبة .


مقالات ذات صلة