بعد الكثير من المحاولات البائسة التي لم تؤتي أكلها لظروف لم يعرفها عمال السميسي ريجي ومعها كانوا سيرتاحون من المجهول الذي باتوا ضحيته ، فبعد نضالاتهم المستمرة والتي حجبت معها هذه الحركة عين الشمس من دون نتيجة ، كانت اليوم الطريق الوطنية مسرحا لمسيرة العبور الأكبر في تاريخ الرحامنة مند معركة سيدي بوعثمان ، فلماذا دولة مراكش جاءت في السياق ؟ نحن لا نضع الكلمات من قبيل الاستعارة ولو اردنا ذلك لفعلناه ، فبعد ان اصدر السميسيون بلاغهم كنا ننتظر هل فعلا يمكن التوجه الى والي جهة مراكش بعدما باتت قضيتهم محليا مثار سخرية العامة والخاصة؟ وبعدما احتفل معهم عامل الاقليم وشرب معهم "حاجة ساعة" او شربات الفرح واخد هديتهم عربونا على ان ساعة العمل وساعة الزحف قد ادنت لربها وحقت ، تم تبين بعد ذلك ان مصير ابناء ابن جرير هو الماء والشطابة الى قاع البحر ، مهين بالنسبة لي كمواطن ان تتملص السلطات الاقليمية من وعدها ولا املك سوى ان اشعر بنعي نفسي وانا حي ارزق، لانه ليس سهلا ان لا تفي السلطة ويجب التسطير على السلطة خلافة الله على ارضه ، انها الوعد الصادق بالمفهوم الديني الرجعي الذي لا يخلف وعده كالساعة عند الله ويوم الحساب المضروب للناس عنه في القرآن ، يجب البحث بالنهاية عن شعور اهالي واسر المطرودين السميسون الذين ضحوا بسنوات في خدمة قطاع حيوي ،ويكون مقابل ذلك الطرد الهمجي بتلك الطريقة دون مراعاة انهم احق بالعمل لكونهم ابناء المنطقة ولكون الحق معهم اولا ولكونهم مواطنون، والدولة تتحمل وفق ادبيات الحقوق والحريات الرباعي المعظم :الصحة التعليم السكن والشغل ، هل نكون مواطنين بالهروات المسلطة على الرقاب وبالسجون والمعتقلات والوعد والوعيد وبجند الله تحاصر الناس على مشارف سيدي بوعثمان ؟ لم يكن يخص المشهد سوى الخيل والبغال والحميروبوحمارة المخلوع وشلة من قرقابة عصر الحماية الفرنسية على المغرب والتي فعلتها الاخطاء ، ضربت قوة من العسكر والدرك واصبح شباب ريجي ممنوعين من العبور الى دولة مراكش، اصبحت هناك حدود واقعية على الارض وبالقوة ، والواقع اننا نحن العرب نستطيع انشاء مناطق عازلة اكثر من الاوروبيين ، اصبحت مراكش بعيدة ويخص السميسيون جواز سفر ، لم اعرف تلك الفصائل الاخرى من العسكرالتي حضرت لاني مدني لا اجيد اصناف العداب من القوات التي تعددت في هذا البلد لمحاصرة الناس الابرياء ، في مقابل ان يشترى الرغيف وان توفر الوظيفة تشترى اسلحة الرفس وتهشيم الاسنان وقطع الاضلع من الهروات التي لم ابصرها قط وارجو الله ان ينير لنا طريق البر حتى لا نكون ضحيتها، وهنا يطرح السؤال : اين هي حرية التجول؟ وحرية التعبير؟ وحرية النفير ؟ كان السميسيون يقصدون والي الجهة بعدما لم يعد يهمهم العامل ولا العمالة، لانها بناية بالنسبة لهم ليست" أد المقام" كما يقول المصريون ، في الواقع ينظر اليوم الى السلطة في البلد كله بكونها لا مسؤولة، وأعني ان الكثير من الامور لم تجد الحل في هذا البلد وبالتالي فمهوم السيادة في القانون الدولي لم يعد يعني المجموعة البشرية والاقاليم بل يتعداها الى ضمان الحقوق واحترام الواجبات ، وما خروج الحركات الاحتجاجية وظهور حركة 20 فبراير الا تعبير عن فداحة الوضع ، ارهقت انفس السميسيون الذين قطعوا ثلاثين كيلومترا مشيا على الاقدام وحوصروا بالقوة ورجال الاستعلامات والمقدمين والشيوخ المدفوعين من غير علم الى اتباع سادتهم الى الخلاء ، وشباب ظل يقطع المسير بين خسارة يازمن و التهديد ثارة من موظف بالعمالة ، الذي اشبعهم سبا وشتما وسخر كل الامكانيات لفعل ذلك ، واقسم بيمينه انهم لن يصلوا ولو ان مسألة اليمين غير جائزة من موظف هو بالنهاية بطانة على رزقه الذي تأكله علامة استفهام ؟؟ لان اليمين الموجبة فيها قول بين الفقهاء يتعدى حدود تأديتها ، لا اريد ان اكون عرابا للاسلام بالمعنى ، بل لم يتوانى هذا الموظف الكبير في تهديد مدير جريدة حقائق جهوية ابريك عبودي بان تكسر كاميرا هذا الاخير والعبارة بالحرف كما شهد عليها السميسيون هي : هرسوا لمو لابراي " كيف يمكن تمييز الغث والسمين في المعادلة؟ وهل يجوز بأسلوب دولة الدستور الجديد والحكومة والانتخابات وفصل السلطة وحال التنافي هذا الاسلوب ومن رمز سلطة ؟ ، عموما وعودة الى اصحاب الحق الذين يكتب التاريخ غالبا عن سيرهم لانه لا سلطة ولا مال لديهم ، فقد غادر السميسون عائدين بعد يوم مضن من الجوع والعرق وجفاف الابدان والمرض والشقيقة والكثير مما قد يكون شعر به رجالات المخزن الذين قضوا يوما واحدا في العراء ، ليتستألوا بينهم عن سر عيش شعوب تقضي كل زمنها وعمرها بالعراء ؟ والحقيقة انه كان يجب ان تخرج كل يوم مثل هذه الحركات حتى يشعر من يمارسون القهر على المستضعفين بكيف الوصول الى الدرهم ؟ عاد السميمسون من حيث انطلقوا بعد ان اختير من يمثلهم لدى والي الجهة الذي وعهدهم بأنه سيكون قرابة اسبوع بمدينة ابن جرير، وهو نفس الوعد الذي ضرب لهم من على مقربة منهم لمرات ،وفي انتظار ان يفشل والي الجهة هو الاخر وينطبق عليه قول الفرعون الى سحرته عندما خاطبهم : وانه لكبيركم ...فلاقطعن ايديكم من خلاف " الاية. السميسون يظهر ان مناعتهم تقوت وزادهم من المعرفة النضالية قد اخد يستجيب ، وحضور رموز محلية من المركز المغربي لحقوق الانسان والجمعية المغربية وقوى نقابية عمالية واعلامية قد اعطاها نبرة بان المستقبل لا يحيد فيه اثنان اما الاشتغال او الموت على الطرقات ، يكتنف حالتهم ما يجب ان تسارع دوائر القرار العليا الى ايجاد الحل له قبل ان تدوب بكارة عدرية هؤلاء الشباب والجواب واضح انداك.