وعلاوة على الاهتمام البالغ الذي يوليه جلالة الملك محمد السادس للملفات الاجتماعية والحقل الديني وترسيخ الصرح الديمقراطي وبناء المغرب الحداثي وغيرها، بشكل لا يعرف الكلل ولا الملل، فان جلالته لم يأل جهدا في الاهتمام بقضايا السياسة الخارجية وعلى رأسها قضية فلسطين، وبناء المغرب العربي والشراكة مع اوربا، وتنمية القارة الافريقية وتحقيق استقرارها على جميع الاصعدة والمستويات ما يزرع الامل في نفوس الاشقاء الافارقة.
يتجسد الاحتفال بعيد العرش المجيد في تاريخ المغرب الحديث كذلك في تجديد البيعة المعهودة بين العرش والشعب، وفي الترابط بين القمة والقاعدة لبناء المغرب واعلاء شأنه بين الامم في كل المجالات، انه عيد الامل والاستمرارية والبيعة والنهضة الشاملة والإخلاص للشعار الخالد "الله..الوطن..الملك"، في نهضة متواصلة يقودها جلالة الملك محمد السادس في مجالات التنمية البشرية، والتقدم الاقتصادي والاجتماعي، والمواطنة الكريمة، بروح الوطنية الصادقة، والتلاحم الوثيق بين العرش والشعب، التي جبل عليها المغاربة عبر التاريخ.
وعيد العرش ليس عيدا وطنيا فقط بالمعنى الحديث، بل هو عيد لتجديد البيعة والعهد الشامل بأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، من حيث ان لهذه البيعة في المتبادل بين ملك البلاد وأفراد الامة.
ويدل هذا العيد المجيد العطر دلالة واضحة على الآصرة الدينية والرابطة الروحية، والوشيجة القوية التي تجمع بين العرش وشعبه الوفي في نطاق البيعة الشرعية، المتأصلة باستمرار، والمتجددة في كل مناسبة، دينية ووطنية، والتي تتمثل فيها الطاعة الواجبة لاولي الامر في الاسلام، كما امر بها الله سبحانه وتعالى في قوله جل علاه "يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم" وقوله سبحانه "واوفوا بالعهد، ان العهد كان مسؤولا".
وها هو المغرب اليوم، وارفا في ظلال العرش العلوي المجيد، الضامن لسيادة الامة ووحدتها، وبقيادة ملكه سادسة المحمدين، يخطو بثبات الى الامام، متسلقا مدارج الرقي والتقدم والازدهار، مواصلا نهضته الاصلاحية، عاقد العزم على مواصة مسيرة الكفاح والنضال من اجل تحقيق وحدته الترابية، وخوض معركة التنمية بكل اصرار وتفاؤل من اجل غد افضل.
ويتابع جلالة الملك محمد السادس مسيرة البناء والتشييد للمغرب الحديث بعزم وثبات، بما يبذله من جهود هادفة الى تحقيق اماني شعبه التواق الى نهضة واسعة، وتنمية شاملة وحياة رغيدة، وتطلعاته في تحقيق الكرامة الانسانية والسعادة الفاضلة، ويكرس جهوده، حفظه الله لمعالجة القضايا الوطنية والقومية الكبرى بعقلية علمية وفكر متنور ويجدد اسس ودعائم دولة الحق والقانون. وما فتئ جلالة الملك في كل مناسبة، ومنذ توليه العرش، يدعو ويحث رعاياه على مضاعفة الجهود في تجديد الرؤى والمناهج، وتمديد الآفاق بما يؤهل المغاربة، المتمسكين بالمقدسات، والمتعلقين بالثوابت، والملتزمين بالعهود، من ان يكونوا اقوى استعدادا للانخراط الفعال في مسيرة العصر والمساهمة الايجابية فيها، وكما قال جلالته "تحفزا من المكانة اللائقة بمجدك التالد، وحاضرك الطموح، ومستقبلك المشرق الواعد، ضمن اصالة راسخة متجددة وحداثة اصيلة".