لازال المستشفى الاقليمى بابن جرير يعيش واقعا مريرا ومخيب للآمال ولايكشف في صفحاته ولو عن بصيص امل صغيرة يتعلق باهدابها الضعفاء من المواطنين ، ولااحد اكثرت لأمره ، وكأن هذا المستشفي اصبح ملك خاص للسيدة المديرة وليس ملك للعامة من الناس ، والذي ابان الوضع الصحي في عهدها بهذا المستشفي على حقيقة مرة ومؤلمة ، ضعف في الموارد البشرية ، سوء التدبير والتسيير ، المحسوبية والزبونية كما يسجل غياب ابسط الشروط الضرورية بما في ذلك حتى سيارات الإسعاف إذ كثيرا ما يتسبب غيابها في وفيات ، حيث يتحول ذلك إلى إهمال طبي يزهق ارواح المواطنين خاصة عندما يتعلق الأمر بالنساء الحوامل وبالحالات المستعجلة .
وقد عرف المستشفى الاقليمى ليلة الجمعة 08/07/2016 غليان واستنكارواحتجاج جماهيرى من لدن سكان إحدى احياء المدينة ، هذا الاحتجاج الذي استنفر العديد من الفاعلين المدنيين بابن جريرو اعضاء من المعارضة بالمجلس الحضري بابن جرير جراء الإهمال واللامبالاة الذي تعرضا لهما شابان كانا ضحية حادثة مفجعة أودت بحياة احدهما بعد نقلهما في حالة خطيرة للمستشفى الاقليمى بابن جرير وظل الأخر يتجرع في الامه نتيجة الاهمال وعدم توفير سيارة الاسعاف لنقله الى مستشفى ابن طفيل بمراكش حينما تطلب الامر ذلك ، وقد اكد شهود عيان على ان الهالك لفظ انفاسه بعد ان تعذر اسعافه في الوقت المناسب .
وندد المحتجون بالمستشفى الاقليمى لما اعتبروه استهتارا وانعداما للمسؤولية من طرف العاملين هناك كما رفع المحتجون شعارات منددة بالوضع الصحى المزري بالمدينة ، ولولا تدخل رئيس الأمن الاقليمى مرفوقا بعناصر الشرطة والسلطات المحلية فور اشعارهما باحتجاج المواطنين واعتصامهم بالمستشفى المذكور الذي لايؤدى سوى الأدوار الوهمية التي تنم عن صغارة وانعدام المسؤولية لما تطور الأمر الى اكثر من هذا الاحتجاج .
فالمستشفى الاقليمى بابن جرير يعرف اختلالات كثيرة على عهد المديرة الحالية وتطرقنا إلى ذلك في أكثر من مناسبة بدون جدوى ، وخاصة ما أقدمت عليه مديرة المستشفى من اعتداء وتعسف في حق احد الفاعلين الجمعويين ، القضية التى أشعلت فتيل شرارة الاحتجاج والتنديد بتجاوزات مديرة المستشفى من لدن جمعيات وهيئات مدنية وسياسية وحقوقية منددة بالواقع الصحى بالمستشفى الاقليمى بابن جرير المخيب للآمال ،.
فلم كل هذا العبث الذي لازال مستمرا بهذا المستشفى ، لم كل هذه الأوضاع المنهارة بهذا المرفق العمومي التي تبعث الاسى في النفس وتزيدها حسرة غياب الضمير .