لم تكن صبيحة يوم الثلاثاء 08 ماي 2012، كباقي صبيحات سير العمل داخل المستشفى الإقليمي بابن جرير، صبيحة ذابت فيها أكوام جليد الميول و الظروف و المصالح و السياق، اندمجت في جداول رقراقة صافية اللون و العذوبة، مشكلة فسيفساء تضامني يضم كل ألوان الطيف النقابية... تضامن و التحام خلناه انقرض و اضمحل، لكن لكل مقام مقال.
فالوقفة الاحتجاجية التضامنية للأطر الصحية، كانت رسالة واضحة المعالم و التقاسيم لمن يهمه الأمر و الذي على ما يبدو أنه يغط في سبات أهل الكهف، لا يؤمن إلا بالبيروقراطية الإدارية، و التي كانت للأسف عاملا مباشرا في اندثار أمم و حضارات برموزها و سدنتها، كما درسنا في علم التاريخ، و الحمد لله عايناها بأم أعيننا، بتهاوي عروش المستبدين، بداية ببنعلي و مبارك و نهاية غير موقوفة التنفيذ لباقي الجبابرة عند الأحمق القذافي، فما أدراك بالزبانية التي تأمر و تنهي من فوق بروج عالية ، و تحسب أنها تحسن صنعا دون وعي تام بأن بروجها شيدت بخرسانة و فولاذ مغشوشين.
و قفة احتجاجية، تضامنية .... لا تهم نوعيتها بقدر ما تهم دلالاتها و سيميائياتها و ظروفها و التي لا يمكن حجبه أشعتها بالغربال بأية حال، فالجميع يعرف المستشفى الإقليمي عز المعرفة، و ربما أكثر من منزله الذي يأويه، و يعرف تركيبته البشرية من البواب إلى كبير المسئولين، و كذلك لا تخفى ظروف العمل المزرية في مستشفى أسال الكثير من حبر الاعلاميين و تعالت فيه صيحات الهيئات الحقوقية و النقابية منذ سنوات، لكن على ما يبدو أن أقفال قلوب المسئولين صدئت و بات من شبه المستحيل فتحها بشكل سلس.
صراحة، لا يحس بمرارة الظلم إلا من ارتشف من كأسه، و استنشق أريجه، لكن الظلم ظلمات، ويبقى ظلم ذوي القربى أشد وقعا و مضاضة ، كيف لا؟ وهم اللذين تلقوا وردة كلها أهات و ذكريات، ريحانة جريحة كان الأحرى رعايتها و عنايتها بإخلاص لتحيى أفنانها و تسترجع عنفوانها و أريجها الفواح بعد فاجعة و نكبة 21 ابريل، التي اسلم فيها الروح لباريها سائق سيارة الإسعاف المرحوم النعيمي عبد المولى، في حين ظلت نسمات حياة الريحانة الأخت الممرضة فاطمة الزاهي تتناحر إياها و شبح الموت من أجل بزوغ فجر جديد باشراقة حياة جديدة، بالمركز الاستشفائي بمراكش، والذي كانت له طريقته الخاصة في الترحيب و الاعتناء بها على إيقاع سيمفونية الإهمال و معزوفة اللامبالاة و عدم الاكتراث...فتحية و ألف تحية للطاقم الطبي بمراكش على روح التعاون و حسن الكرم و الضيافة !!!!
حقيقة لو أن ما حصل للأخت الممرضة، حصل لمواطن عادي لكان أمر عادي، لأننا اكتسبنا مناعة ضد السيناريوهات التراجيدية المتكررة في مستشفياتنا بطريقة غير منقطعة، و التي في اغلبها ممارسات غير أخلاقية تنتقص من أدمية الإنسان و تعطي إشباعا نفسيا فياضا بأنه لا شيء جميل في هذه الحياة، ما دامت القلوب البيضاء الرقيقة قست و تصلبت أمام المناظر و الفواجع التي تكون داخلة في رحاها و شاهدة على مكابدتها...ومن لم يصدق فما عليه إلا أن يقوم بزيارة لأقرب مركز صحي و يفرك عينيه و يفتح أذنيه فسوف يرى العجب العجاب و يسمع حكايات ألف ليلة و ليلة...
ما نتمناه هو أن يتم الاهتمام الكامل و الرعاية التامة بالممرضة، خاصة أن زوج وأطفال ينتظرونها بشغف و حرقة و هم لازالوا محتاجين لعطفها و حنانها... والتي مهما كانت الظروف و الملابسات تبقى مواطنة تتمتع بجميع الحقوق و قيم المواطنة، و تستدعي منا الوقوف مع بعضنا البعض كل من موقعه .
و أملي أن يلتفت المندوب الإقليمي التفاتة الفرسان الأشاوس...للعائلة الصحية الذي يبقى أولا و أخيرا هو المسئول عنها و ندعوه لتنظيم و تأثيث بيته الداخلي و حل مجموعة من القضايا العالقة في المستشفى الإقليمي والمراكز الصحية و التي تفوح رائحتها من حين لأخر...و إذا كان السيد المندوب لا يدرك مكامن الخلل في المنظومة الصحية، فنحن بصدد إعداد تحقيق صحفي بكل مهنية و تجرد، حول الأوضاع و المرافق الصحية بالرحامنة و ستكون موثقة بالصوت و الصورة و حتما سنأخذ رأيه في العديد منها، فإن شاء أن يأخذه مرجعا بعد نشره فله ذلك.
فتحية و ألف تحية للأطر الطبية المشاركة في الوقفة الاحتجاجية من ممرضين و ممرضات و أطباء و طبيبات و موظفين كل باسمه، و أتمنى أن نرى يوما مثل هذه الوقفة تضامنا مع مواطن بسيط.
فالوقفة الاحتجاجية التضامنية للأطر الصحية، كانت رسالة واضحة المعالم و التقاسيم لمن يهمه الأمر و الذي على ما يبدو أنه يغط في سبات أهل الكهف، لا يؤمن إلا بالبيروقراطية الإدارية، و التي كانت للأسف عاملا مباشرا في اندثار أمم و حضارات برموزها و سدنتها، كما درسنا في علم التاريخ، و الحمد لله عايناها بأم أعيننا، بتهاوي عروش المستبدين، بداية ببنعلي و مبارك و نهاية غير موقوفة التنفيذ لباقي الجبابرة عند الأحمق القذافي، فما أدراك بالزبانية التي تأمر و تنهي من فوق بروج عالية ، و تحسب أنها تحسن صنعا دون وعي تام بأن بروجها شيدت بخرسانة و فولاذ مغشوشين.
و قفة احتجاجية، تضامنية .... لا تهم نوعيتها بقدر ما تهم دلالاتها و سيميائياتها و ظروفها و التي لا يمكن حجبه أشعتها بالغربال بأية حال، فالجميع يعرف المستشفى الإقليمي عز المعرفة، و ربما أكثر من منزله الذي يأويه، و يعرف تركيبته البشرية من البواب إلى كبير المسئولين، و كذلك لا تخفى ظروف العمل المزرية في مستشفى أسال الكثير من حبر الاعلاميين و تعالت فيه صيحات الهيئات الحقوقية و النقابية منذ سنوات، لكن على ما يبدو أن أقفال قلوب المسئولين صدئت و بات من شبه المستحيل فتحها بشكل سلس.
صراحة، لا يحس بمرارة الظلم إلا من ارتشف من كأسه، و استنشق أريجه، لكن الظلم ظلمات، ويبقى ظلم ذوي القربى أشد وقعا و مضاضة ، كيف لا؟ وهم اللذين تلقوا وردة كلها أهات و ذكريات، ريحانة جريحة كان الأحرى رعايتها و عنايتها بإخلاص لتحيى أفنانها و تسترجع عنفوانها و أريجها الفواح بعد فاجعة و نكبة 21 ابريل، التي اسلم فيها الروح لباريها سائق سيارة الإسعاف المرحوم النعيمي عبد المولى، في حين ظلت نسمات حياة الريحانة الأخت الممرضة فاطمة الزاهي تتناحر إياها و شبح الموت من أجل بزوغ فجر جديد باشراقة حياة جديدة، بالمركز الاستشفائي بمراكش، والذي كانت له طريقته الخاصة في الترحيب و الاعتناء بها على إيقاع سيمفونية الإهمال و معزوفة اللامبالاة و عدم الاكتراث...فتحية و ألف تحية للطاقم الطبي بمراكش على روح التعاون و حسن الكرم و الضيافة !!!!
حقيقة لو أن ما حصل للأخت الممرضة، حصل لمواطن عادي لكان أمر عادي، لأننا اكتسبنا مناعة ضد السيناريوهات التراجيدية المتكررة في مستشفياتنا بطريقة غير منقطعة، و التي في اغلبها ممارسات غير أخلاقية تنتقص من أدمية الإنسان و تعطي إشباعا نفسيا فياضا بأنه لا شيء جميل في هذه الحياة، ما دامت القلوب البيضاء الرقيقة قست و تصلبت أمام المناظر و الفواجع التي تكون داخلة في رحاها و شاهدة على مكابدتها...ومن لم يصدق فما عليه إلا أن يقوم بزيارة لأقرب مركز صحي و يفرك عينيه و يفتح أذنيه فسوف يرى العجب العجاب و يسمع حكايات ألف ليلة و ليلة...
ما نتمناه هو أن يتم الاهتمام الكامل و الرعاية التامة بالممرضة، خاصة أن زوج وأطفال ينتظرونها بشغف و حرقة و هم لازالوا محتاجين لعطفها و حنانها... والتي مهما كانت الظروف و الملابسات تبقى مواطنة تتمتع بجميع الحقوق و قيم المواطنة، و تستدعي منا الوقوف مع بعضنا البعض كل من موقعه .
و أملي أن يلتفت المندوب الإقليمي التفاتة الفرسان الأشاوس...للعائلة الصحية الذي يبقى أولا و أخيرا هو المسئول عنها و ندعوه لتنظيم و تأثيث بيته الداخلي و حل مجموعة من القضايا العالقة في المستشفى الإقليمي والمراكز الصحية و التي تفوح رائحتها من حين لأخر...و إذا كان السيد المندوب لا يدرك مكامن الخلل في المنظومة الصحية، فنحن بصدد إعداد تحقيق صحفي بكل مهنية و تجرد، حول الأوضاع و المرافق الصحية بالرحامنة و ستكون موثقة بالصوت و الصورة و حتما سنأخذ رأيه في العديد منها، فإن شاء أن يأخذه مرجعا بعد نشره فله ذلك.
فتحية و ألف تحية للأطر الطبية المشاركة في الوقفة الاحتجاجية من ممرضين و ممرضات و أطباء و طبيبات و موظفين كل باسمه، و أتمنى أن نرى يوما مثل هذه الوقفة تضامنا مع مواطن بسيط.