يزور وزير الفلاحة في حكومة أخنوش إقليم قلعة السراغنة يومه الاثنين 27 ماي 2024 من السنة الجارية. وتأتي زيارة السيد الوزير بعد فوات الأوان، أي بعد أن فقد الإقليم ثروته، التي هي روح اقتصاده و استقراره، ثروت أشجار الزيتون ،التي تحولت كلها إلى مجرد حطب قابل للاشتعال. جاءت زيارة الوزير بعد أن جفت الآبار و جفت السواقي و الوديان ، و بعد أن هاجرت الطيور الأوكار بحثا عن الماء، و بعد أن فقد الفلاح المتوسط و الصغير مورد عيشه من زيتون و من أغنام و أبقار، و بعد أن ساد البؤس في البلاد و أصبحت البادية أرضا قاحلة لا ينبت فيها إلا العوسج، و اتسعت رقعة الفقر . جاءت زيارة الوزير بعد أن أصيب الإقليم بالشلل النصفي و لم يعد قادرا على الحركة و لا على الاشتغال ، يزور الوزير الإقليم و هو خاوي الوفاض، لأنه لا يحمل معه جرعة ماء لإحياء الأرض بعد أن ماتت بفعل جفاف أصابها لمدة عقد من الزمان و بفعل تحويل مياهه إلى جهات أخرى و الحكومة غير مبالية بتبعات هذا الإجراء التعسفي الذي أصاب الفلاحين الصغار و المتوسطين بهذا الإقليم و كأنه لا ينتمي إلى هذا الوطن، أو كأنه كتب عليه أن يعيش القهر و الفقر و البؤس و الانتحارات و ركوب قوارب الموت و الشطط في استعمال السلطة و تناطح المصالح بين المنتخبين و السلطات المحلية وغياب السلطة الإقليمية عن تدبير المرحلة. فهل السيد الوزير بعلم بأن الإقليم ليس في حاجة إلى زيارة في إطار "البروباكاندا" التي يقوم بها وزراء الحكومة لتبرير فشلها في تدبير شؤون البلاد، الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و لتضليل الرأي العام حتى لا ينتفض ضدها بعد تناسل الزيادات في أسعار المواد الغذائية و في استمرار نار أسعار المحروقات وفي غاز البوطا، التي هي في ملكية رئيس الحكومة ؟ تأتي زيارة السيد الوزير و بعد الإجهاز على المكاسب الشعبية من العلاج المجاني و من الحماية الصحية و بعد ضرب المدرسة العمومية التي هي المآل الوحيد لأبناء الفقراء و الكادحين . تأتي زيارة وزير الفلاحة في حكومة أخنوش للإقليم في ظروف ينتعش فيه الفساد الإداري و المالي بكل المقاييس ، من تبديد و نهب للمال العام و من استغلال النفوذ و من السطو على الأراضي السلالية و على أراضي الجموع تحت ذريعة الاستثمار ، مثل انتشار المقالع الرملية على ضفاف الواد الأخضر و واد تساوت وما تسببه هذه المقالع من زلزال للمياه الجوفية و من اختلال في التوازن الإيكولوجي والبيئي، في غياب المراقبة والمحاسبة من طرف الجهات المسؤولة، المحلية و الإقليمية و الجهوية . تأتي زيارة الوزير و الإقليم يعرف تنامي معدل البطالة في وسط الشباب و الشابات، و يعرف غياب محاسبة المسؤولين على نهب صندوق الدعم للفلاحين في إطار عملية تنقية الأحجار و السقي بالتنقيط . فليعلم السيد الوزير بأن الإقليم و إن غابت عنه شمس الرباط فإن شمسه لا تزال ساطعة تتحدى الظروف الصعبة التى وضعتها فيه حكومة الأثرياء