حقائق بريس: في البداية دعنا نطرح تساؤلا جوهريا حول قراءتك لسمات الوضع المحلي في سطور
ياسير بلهيبة
ياسير : يمكن إجمالا تلخيص الوضع المحلي بشبيهه الوطني، هناك إصلاحات شكلية سطحية لا ترقى إلى متطلبات الشعب المغربي، في لحظته التاريخية، يفتقد لإرادة سياسية حقيقية في تغيير الأوضاع الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية للمواطن الذي أضناه الفقر والبطالة و القهر، وفساد المسؤولين، مع تغيير فوقي شكلي للأحزاب المخزنية وتناوبها في تدبير الأزمة السياسية التي تمر بها ابن جرير عموما.
حقائق بريس : انخرطم في حملة وطنية لإطلاق سراح معتقلي الجمعية و ح ش م ما تقييكم للمحاكمة و دوركم فيها؟
ياسير : المحاكمة كما عبرت عنها حركة 20 فبراير و الجمعية المغربية لحقوق الإنسان و الهيئات الداعمة و جمعية المعطلين، صورية، لأن التهم باطلة و الاعتقال خطا تكتيكي للمخزن، ساهم في إعادة يقظة الجماهير و انهيار الشعارات الإصلاحية حول الدستور الممنوح وحقوق الإنسان .. فما معنى أن تعتقل معطلا بتهم ملفقة مردود عليها..اعتقد أن المسؤولين كانوا أمام خيارين إما الاستجابة للوعود التي قدموها أو اختلاق عذر أو مبرر كالاعتقال، ويكفي أن نلاحظ أن المغاربة اليوم أصبح يزج بهم في السجون فقط لأنهم عاطلون فالتهمة في حقيقتها هي تهمة البطالة .. لكن أريد إن أقول للمسؤولين محليا ووطنيا، إن من يعتقد إن الجمعية يمكن زعزعتها باعتقالات طائشة يخطا التقدير، لأن جمعية المعطلين ظلت عصية على المخزن وقالت كلمتها بجرأة غداة المناظرة الوطنية للتشغيل مؤكدة فشل التدابير الامنية.
حقائق بريس : كيف؟
ياسير : مثلا تهمة التظاهر الغير المرخص: الكل يعلم إن الوقفات الاحتجاجية لا تحتاج إلى ترخيص وهو ما قضى به المجلس الأعلى، وأيضا تهمة حمل مواد خطرة، أولا لا توجد أدلة على استعمالهم لها ولا نية الإضرار بالآخرين ناهيك على أن المعتقلين انكرو هذه التهمة. ثم ما المقصود أساسا بالمواد الخطرة هل هي متفجرات أو مواد سامة او ...ألا تحمل اسما كيميائيا معروفا؟ ثم تهمة اهانة موظف، نود معرفة هدا الموظف وشكل الاهانة، هل هو القدف او السب؟ علما أن الكوميساريات في المغرب و المعتقلات و قوات التدخل السريع حينما يهاجمون المتظاهرين لا نسمع منهم إلا الكلام النابي الساقط ..ولمن يتغافل عن القاموس اللغوي عليه أن يرجع إلى أحداث افني ليس فقط على مستوى المفردات بل الأفعال المستعملة للمخزن.
حقائق بريس : هل للحركة أجندة تصعيدية، وهل لها ناطق رسمي؟
ياسير : لا، الحركة ناطقها الرسمي الوحيد هم البيانات والمنشورات التي تصدرها، ولا املك الإجابة عن برامجها فأنا مجرد ناشط فيها، ولكن يمكنني إن أؤكد أن مناضليها يدخرون برنامجا تصعيديا لن يتوقف إلا بإطلاق سراح المعتقلين بما في ذلك تدويل الاعتقال وتحويل مدينة الهمة إلى مركز للاحتجاج الوطني، قد يبدو للبعض أن هذا الكلام مجرد قرقعة بارود، لكن الدين عايشو 2004-2005-2006 يعلمون أن مناضلي الحركة لن يقبلوا بأقل من إطلاق سراح المعتقلين الأبرياء. بل إن البيان الأخير للحركة اقر ببرنامج سيعمل على تحويل محاكمة المعتقلين إلى محاكمة شعبية لرموز الفساد وخصوصا وان الذي يفصلنا على الانتخابات بضعة شهور.
حقائق بريس : راج مؤخرا على أن الحركة عاشت صراعات داخلية كادت تؤدي إلى الانشقاق. هل هذا صحيح؟
ياسير : نحن نؤمن بالصراع والاختلاف، والحركة كغيرها في المغرب تعرف تجادبات وتقاطبات، وذلك ليس عيبا بل قوة إضافية لتحديد الضوابط و المسار الصحيح، وكما تتبعتم فمع كل صراع للقوى و المشاركين في الحركة تزداد صلابة عود الحركة، ويمكنني أن اطمئن الجميع أن الحركة اليوم هي اقوي أكثر من قبل، ويبدو أن المخزن يقدم خدمات جليلة للحركة، فمع كل محاولة للتضييق على نشطاء الحركة او حلفائها يزداد تعاضد أفرادها وطاقمها ...
حقائف بريس : ألا تخافون من تبعات تحركاتكم في الحركة؟
الحركة تحبل بمناضلين وبشباب ليس من السهل هزيمتهم .. وكل خطأ يرتكبه المخزن في استهدافنا يزيدنا إصرارا على تحدي رموز الفساد ..فالمغرب يشهد كتابة جديدة للتاريخ وابن جرير ليست جزيرة معزولة وسنكتب هدا التاريخ ليس فقط بالاعتقال أو التضييق على الحريات بل بالدماء..