لم يخف كثير من الباميين بالرحامنة تدمرهم قبل الموعد الانتخابي من الاختيار الملغوم لوكيل لائحتهم بهذه الدائرة الانتخابية دون الإعلان عن الباقي، اختيار الوهم كما ينعثونه ظل يتمسك به "الوجه القديم" الزعيم الجهوي للحزب دون سواه، بالمقابل لم يخف البعض الآخر من هؤلاء امتعاضه من هذا الاختيار المسرحي حسب قولهم على اعتبار ان قائد سفينتهم يعلم بأن الطوفان آت للرحامنة، وبين الموقفين لابد من التذكير بأن هذه الخطوة تشكل استثناء عند البعض منهم وتحمل خصوصية، لا ندري هل نصفها بالمعلومة أم الملعونة؟ ولذلك يلاحظ المتتبعون ان صاحبنا يقوم باتصالات هنا وهناك في السر والعلن يستعطف كل من كان يتهمه بالفساد الانتخابي، يبحث له عن جلباب جديد، لكن هيهات، هيهات فلن يستطيع إقناع احد بركوب سفينة تغرق، فالناخبون ذاكرتهم قوية بالرحامنة رغم بساطتهم وطيبتهم التي يعتبرها البعض من الوافدين الجدد سداجة، وبعيدا عن كل حلم ولا توهم او توسم فالمؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين ولو لدغنا نفس الثعبان فإننا لسنا بمؤمنين.
الحديث عن كل هذا ليس مبالغة او لا علاقة له بما يجري على ارض الواقع في مطبخ حزب الجرار بالرحامنة على بعد اسابيع محدودة من قرب الانتخابات التشريعية، وحتى تتضح الصورة اكثر خاصة عند الاعلان بشكل رسمي عن باقي اعضاء اللائحة يوم القيامة...فإنه لا مجال الآن للتكهن عن سر نجاح او فشل الجرار في امتحانه العسير هذه المرة، ولا لمن يفضلون اغراقه حتى لا يسجل عن الزعيم الجهوي للحزب ان سفينته تغرق...
ويبقى ان ظروف لعبة انتخابية من هذا النوع لم تتوفر بعد في المغرب سوى عندنا بالرحامنة كون التربة خصبة، ولذلك سنرى دائما تراشقا بين الإخوة الاعداء قبل الموعد الانتخابي لحصاد بعض المقاعد بيليكي.