عرفت مدينة قلعة السراغنة توسعا عمرانيا غير مسبوق في العقدين الأخيرين، بالإضافة إلى الانفجار الديمغرافي (93.927 نسمة حسب إحصاء 2024 ) لعدة عوامل اجتماعية واقتصادية، وهو ما جعلها تحتاج إلى اهتمام أكثر من طرف المسؤولين عن الشأن المحلي من سلطات ومنتخبين ، لأنها ظلت ولا تزال منفتحة على الجميع و لأنها تحتضن الغريب و تكافح من أجل الوجود. لكن هناك من يسعى إلى تحويلها الى مدينة بدون روح وبدون جذور تاريخية و ثقافية و يتركونها تعيش النسيان من المشاريع الواعدة ذات طابع اقتصادي واجتماعي وحضاري في نفس الوقت ، و ذات طابع علمي ( جامعة)، يتركونها تعيش الإهمال حتى من أبسط معالم الحضارة و التمدن ، و خير مثل على ذلك هو حرمان أحياءها و دروبها و شوارعها و أزقتها و ساحاتها من أبسط حق، الذي هو حق في الإسم المكتوب. فهي المدينة الوحيدة في المغرب التي يتيه فيها الزائر بين أحياء مجهولة الإسم و هي الوحيدة التي يحتاج الغريب إلى من يرشده بالإشارات فقط و ليس بواسطة أسماء مبتوتة في بداية كل شارع و في وسطه و في نهايته، بل هناك أحياء لا يعرفها السكان إلا عبر التواصل الشفوي ، نذكر منها: الريحان ،الهدى ،النور 1 والنور 2 وعواطف 1 وعواطف 2 و القدس و النخلة 1 و النخلة 2 إلخ… و يعاني أصحاب النقل الصنف الصغير من إيصال الزبناء لهذه الأحياء حيث يظلون يبحثون عن العناوين باستعمال حدسهم فقط أو الاعتماد على علامات أصبحت مرشدا لهم ليس إلا . و يضاف إلى هذه الآفة عملية التشوير علامات المرور التي تعرف نقصا في عدد من الأحياء و تحتاج إلى مراجعة في عدد من الشوارع بعد تزايد نسبة المرور بها، إذ أصبحت تسجل حوادث يومية (مدار الزرادي) ، منطقة إمليل ، شارع الإمام مالك و شارع الجيش الملكي . إنه من علامات التمدن هو مستوى التشوير و المرور و مستوى تنظيم عناوين مكونات المدينة من حيث أسماء الأزقة و الشوارع و الساحات و طريقة تثبيتها حتى تكون واضحة للعيان ، خاصة في عالم يعرف التطور الإلكتروني المتزايد والتطور المعلوماتي و التواصل الرقمي . إن مدينة قلعة السراغنة أصبحت في حاجة إلى من يزرع فيها روح الحضارة و التقدم و ليس معالم الترييف والتخلف والفوضى في التسيير و التدبير. إنها مسؤولية تظل على عاتق المسؤولين الحكوميين و المنتخبين.
البدالي صافي الدين
البدالي صافي الدين