بسم الله الرحمن الرحيموالصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
السيد رئيس الحكومة
السيد نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية
السيدات والسادة وزراء الشباب والرياضة العرب وممثلي البلدان العربية الشقيقة
السيدات والسادة الوزراء
السيدات والسادة السفراء
السيدات والسادة رؤساء وممثلي جهات المملكة
السيدات والسادة ممثلو القطاعات الحكومية
السيدات والسادة ممثلو الجمعيات والمنظمات الشبابيةالجهوية
السادة ممثلووسائل الإعلام
معشر الشباب
حضرات السيدات والسادة
أود بداية أن أعبر عن سعادتي بتواجدي معكم اليوم في هذا الحفل الشبابي المتميز والمخصص لإطلاقفعاليات "الرباط عاصمة للشباب العربي لسنة 2016" التي يحتضنها المغربتحت شعار "من أجل شباب متعايش ومبدع".
إن اختياركم للمملكة المغربية بلدكم الثاني، لاحتضان التظاهرات الفنية والثقافية والرياضية التي تمت برمجتها، والرباط مكان لعقد الدورة الثانية لهذه الفعاليات،وتبني شعارها، ينم عن عمق التفكير والرؤى الاستراتيجية لدى وزراء الشباب والرياضة العرب،لجعل الطاقات الشبابية العربية في خدمة التعايش والسلم والإبداع والتسامح، وهي فرصة للشباب العربيلتبادل الخبرات والأفكار وإذكاء روح الأخوة والصداقة العربيةعلى أرضالتعايش والتسامح والتلاقح الثقافي، المملكة المغربية.
وبهذه المناسبة لابد من تقديم الشكر الجزيل للسادة الوزراء العرب، الذين شرفونا بحضورهم الشخصي لافتتاح هذه الفعاليات، مبرزين بذلك الأهمية التي يولونهالهذه المبادرات، وداعمين للمجهودات التي يقوم بها المغرب في مجال التنمية الشبابية.
وأخص بالذكر السيد نايف صالح عبد القادر البكري وزير الشباب والرياضة اليمني، والسيد عوض حسين محمود وزير الشباب والرياضة الليبي، والسيد هشام بن محمد الجودروزير الشباب والرياضة البحريني.
شكرا جزيلا معالي الوزير هشام بن محمد الجودر على حضوركم بالرغم من التزامات سابقة كنت أعلم بها، والشكر الجزيل للشقيقة البحرين على استضافتها النسخة الأولى من هذه الفعاليات العربية، وهنيئا على النجاح الذي عرفته دورة المنامة.
أيها الحضور الكريم
إن المملكة المغربية فخورة باحتضان الفعاليات التي نحن بصددها، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، الذي ما فتئ يولي أهمية كبرى لقضايا الشباب،ويذكر دومابضرورة توسيع وتعميم مشاركة الشباب في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية والبيئية للبلاد، وضرورة التعامل مع الشباب كطاقة فاعلة وكمدخل للتغيير وبوابة للمستقبل.
وتفاعلا مع التوجيهات الملكية السامية، جاء دستور المملكة لسنة 2011 كتتويج للإصلاحات المهيكلة التي عرفها المغرب في كل المجالات،بما فيها الشباب الرياضة، نتج عنها بلورة استراتيجية للرياضة التي كرسها دستور 2011 للمملكةكحق للشباب وللمواطن؛ (الفصول 26 و31)، كما أقر بإنشاء مؤسسة «المجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي»؛ (الفصول 33 و170)،وهو مشروع القانون الذي أصبح جاهزا وسيعرض قريبا على المجلس الحكومي للمصادقة.
كما أن البرنامج الحكومي لسنة 2012، وضع الشباب في صلب انشغالاته وأكد على ضرورة تبني استراتيجية تتقاطع فيها كل مبادرات المتدخلين وتتجاوز الاعتبارات القطاعية وترسخ مقاربة شمولية لتنسيق ودعم جهود جميع الأطراف المتدخلة في القضايا التي تهم الشباب وفق مقاربة تشاركية، يساهم فيها جميع الفاعلين السياسيين والجمعويين العاملين في مجال الشباب.
وبما أن الشأن الشبابي يكتسي طابعا أفقيا يجعله في صلب كل السياسات العمومية، عملت الوزارة،في إطار مقاربة تشاركية،على بلورة استراتيجية مندمجة للشباب، تلامس الجوانب المرتبطة بزيادة الفرص الاقتصادية للشباب وإنعاش تشغيلهم والولوج إلى الخدمات الأساسية وتقليص الفوارق الجغرافية، وتعزيز المشاركة في صنع القرار واحترام حقوق الإنسان، وكذا تقوية الأجهزة المؤسساتية للتواصل والإعلام والتقييم والحكامة.
أيها الحضور الكريم،
إن التحولات العميقة التي يعرفها العالم العربي اليوم من جراء الانفتاح المتواصل على محيطه الداخلي والخارجي ومن خلال التنمية المتصاعدة لاستعمال المواقع الإلكترونية من طرف الشباب، تقتضي أن تأخذ البرامج الموجهة للشباب مكانتها الاعتبارية الهامة، وأن تشمل كل الأنشطة الشبابيةوالرعاية والتوجيه الأمثل،لكونها تشكل الفرصة الحقيقية التي يتم بموجبها تأطير الشباب وتكوينه وتزويده بكل المعارف التي تمكنه من الاندماج السوسيو- اقتصادي،ورفع التحديات المختلفة التي تواجهه،من خلالوضع سياسة عمومية متينة مبنية على إشراك المسؤولين العموميين والخواص، والمانحين الدوليين، وفعاليات المجتمع المدني، وتنظيم مشاورات على نطاق واسع مع الشباب.
إننا اليوم في عالم تتسارع فيه الأحداث، وتتصارع فيه الأفكار، وتتضارب فيه المصالح والأجندات، بقدر ما تتسارع فيه إيقاعات التحولات الاقتصادية والتكنولوجيات الحديثة، كما تزداد فيه معالم التهديدات والصراعات الهوياتية، الشيء الذي يستوجب منا جميعا، حكومات ومنظمات غير حكومية وفعاليات شبابية وإعلامية، العمل سويا بغية تنسيق الجهود وتضافر الطاقات والإمكانيات لبلورة رؤى ومشاريع جديدة لضمان موقع أفضل لشباب الأمة العربية ولأجيالها الصاعدة، في عالم لا مكانة فيه لدول ولشعوب تهمش شبابها ولا تستثمر فيه كثروات لامادية.
فنحن نعيش اليوم في عالم غير متوازنيعاني فيهالشباب من عدة تحديات ، الأمر الذي أصبح يفرض على المجتمعات والدول صياغة تعاقد اجتماعي جديد معفئات الشباب، مرتكزاته التشارك والحكامة، وربط المسؤولية بالمحاسبةووضع استراتيجيات وطنية مندمجة للشباب، وتوسيع مساهمتهم في تدبير الشأن العام.وهو مجهود يأتي في سياق العمل على الرفع من مستوى هذا الدور المحوري للشباب، وأيضا دورهم المهم في إبداء آرائهم في المواضيع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تهم حاضرهم وترهن مستقبلهم.
واسمحوا لي بهذه المناسبة أن أشيد بالمجهودات التي قام بها معالي وزير الإعلام ووزير الدولة للشباب بدولة الكويت الشقيقة،والرئيس السابق لمجلس وزراء الشباب والرياضةالعرب، الشيخسلمان صباح السالم الحمود الصباح، من خلال إيجاد مشروع الدليل الإرشادي للسياسة العربية للشباب والرياضة، بمثابة أرضية لوضع استراتيجية للشباب العربي.والشكر الموصول كذلكلمعالي وزير الشباب والرياضة لدولة البحرينالذي تقدمبمبادرة واعدة تهم تطبيق الهواتف الذكية للبرامج الشبابية العربية.
أيها الحضور الكريم
إن فعاليات "الرباط عاصمة الشباب العربي لسنة 2016"، تحتوي على مجموعة من الأنشطة والتظاهرات والمهرجانات الشبابية على المستوى الوطني، ستشمل جل جهات المملكة، مصحوبة ببرامج وأنشطة موازية وموضوعاتية، تؤطرها شخصيات وازنة في مجالات تخصصها الفني والثقافي والعلمي والاقتصادي والاجتماعي والرياضي والاعلامي وكذا البيئي، علما أن المغرب سيحتضن COP 22 في نونبر 2016.
ويتمحور البرنامج الرئيسي لهذه الفعاليات حول ما يلي :
• حفل الافتتاح،اليوم 20ماي 2016؛
• الملتقى العربي حول الإدماج الاقتصادي للشباب بموازاة مع فعاليات حفل الافتتاح؛
• التريتلون الدولي، ماي 2016؛
• المهرجان العربي لمسرح الشباب، ماي 2016؛
• المهرجان العربي لموسيقى الشباب، يوليوز 2016؛
• المهرجان العربي للألعاب التقليدية، يوليوز 2016؛
• اللقاء الدولي للشباب، غشت 2016؛
• الملتقى العربي للفنانين التشكيليين الشباب، شتنبر 2016؛
• الملتقى العربي حول منظمات المجتمع المدني والتنمية المستدامة، نونبر 2016.
على مستوى آخر وتفعيلا لقرار توصية مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، الداعي إلى إطلاق حملات تنبذ العنف والتطرف والغلو على مستوى كل البلدان العربية، سيتم إطلاق حملة "لا للعنف، لا للتطرف، لا للإرهاب" بالمغرب، بعد الجلسة الافتتاحية لهذه الفعاليات. وهنا لابد من الإشارة إلى تراكمات ومميزات المملكة المغربية في ترسيخ قيم التعايش والوسطية والاعتدال والانفتاح على القيم الكونية،في تلاحم وتنوع مقومات هويتها الوطنية، الموحدة بانصهار كل مكوناتها، العربية-الإسلامية، والأمازيغية والصحراوية والحسانية، والغنية بروافدها.
ونتمنى صادقين أن تساهم هذه الحملة الشبابية العربية المنددة للعنف والتطرف والإرهاب في تحذير الشباب من مخاطر هذه الآفات التي يمكن أن تكون لها آثار سلبية على الكثير من المجتمعات. ومن هنا تتضح ضرورة الاهتمام بتعليم شبابنا وتأمينه وتحصينه وحمايته من الانزلاقات والمغريات ومخاطر الاستقطاب عبر الأنترنيت ووسائل التواصل الاجتماعي والانجراف وراء الأفكار المتطرفة التي يتم ترويجها.
كما يجب العمل على بلورة برامج وأنشطة ومشاريع مؤثرة إيجابا على سلوكيات وقيم ومبادئ الشباب، وبناء وتجهيز منشآت شبابية ورياضية تكفل استقبال وتأطير وتربية الشباب على قيم التسامح والانفتاح والمواطنة.
وختاما، أتمنى لفعالياتنا النجاح والتوفيق وأشكركم مجددا،ضيوفنا الأعزاء من البلدان العربية الشقيقة، على مبادرة تنظيم هذا المنتدى الشبابي الهادف بالمملكة المغربية.
وفقنا الله جميعا لما فيه الخير للشباب العربي، وألهمنا سبل الرشاد لخدمة هذا الشبابالتواق إلى تحقيق أسس تقدمه ورقيه الاجتماعي والاقتصادي.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
Partager