كلمة المدير الجهوي لوزارة الاتصال ، خلال المنتدي الدولي للصحافة والاعلام بابن جرير.


حقائق بريس
السبت 20 فبراير 2016







انطلقت اشغال المنتدي الدولي للصحافة والاعلام بابن جريربالجلسة الافتتاحية صباح اليوم السبت 20 فبراير 2016 وتدخل خلالها المدير الجهوي لوزارة الاتصال بكلمة جاء فيها مايلي:
وبعد اود في بداية هذه الكلمة التي اتلوها على مسامعكم باسم وزارة وزارة الاتصال في افتتاح هذا المنتدى الهام أن أتوجه إلى المشرفين على تنظيم هذا الحدث المتميز بمدينة ابن جرير بخالص التحية والتقدير والامتنان على الدعوة الكريمة التي وجهت للوزارة في شخص وزيرها السيد مصطفى الخلفي الذي كلفني أن أبلغكم اعتذاره لعدم تمكنه من الحضور الفعلي لأشغال هذا المنتدى لأسباب قاهرة.
اربد أن أتوجه كذلك بالشكر الخالص لجميع أعضاء جمعية "الصحافة والإعلام الالكتروني بإقليم الرحامنة" وكذا جميع أعضاء "رابطة الإعلاميين الدوليين المغاربة والدبلوماسية الموازية" على المجهودات التي بذلوها منذ أشهر ليتحقق الهدف وهو جمع شمل هذه الثلة من الخبراء والأساتذة الجامعيين والمختصين ونساء ورجال الإعلام من داخل المغرب وخارجه.
شكر موصول كذلك للسلطات المحلية بمدينة ابن جرير وفي مقدمتها السيد عامل صاحب الجلالة على إقليم الرحامنة على الدعم المعنوي والمادي لهاته المبادرة الطيبة التي نرجو من العلي القدير ان تكون فرصة للنقاش الهادئ والعميق حول قضية تشغل بال الرأي العام في جميع أنحاء العالم.
كما أود أن أرحب بجميع المشاركين الأجانب الذين تحملوا مشاق السفر والتنقل لمدينة بن جرير لتشريفنا بحضورهم ومشاركتهم الفعالة لاغناء أشغال هذا المنتدى.

أيها الحضور الكريم لابد من التنويه بنجاعة وحسن اختيار اللجنة المنظمة لموضوع "الإعلام شريك أساسي في محاربة الإرهاب" نظرا للدور الكبير والحيوي للإعلام بجميع أشكاله وأصنافه في حياة الشعوب والأفراد. وكذا لراهنية موضوع الإرهاب في مختلف تجلياته الحالية وتداعياته النفسية والاجتماعية والاقتصادية والسياسة على الأمن والاستقرار العالميين.
لقد أصبح الإرهاب هاجس جميع دول العالم متقدمة كانت أو في طريق النمو أو نامية وأنتج أوضاعا جديدة في العلاقات الدولية وخلق ارتباكا كبيرا في سياسات جميع الدول وفرض على العالم انتهاج سياسات وتدابير احترازية قلصت بشكل كبير من هامش الحريات الفردية والجماعية التي كانت إلى وقت قريب من مقدسات الحياة اليومية التي لا يمكن لأي مواطن أن يتنازل عنها او يفرط فيها. يحضرني هنا ما عاشته وتعيشه فرنسا بعد أحداث باريس الأخيرة وما تلاها من اجرءات وتدابير وسن قوانين نغصت على الفرنسيين معيشهم اليومي وخلقت شرخا داخل المجتمع الفرنسي بين مؤيد لتلك التدابير ومعارض شرس لها. وقس على هذا الوضع في العديد من دول العالم .... لقد ولد الإرهاب والفكر الإرهابي أوضاعا عالمية جديدة وفرض تحديات كبيرة على الجميع في سبل القضاء عليه.
أيها الحضور الكريم
ان السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو كيف استطاع الفكر الإرهابي والعمليات الإرهابية بالرغم من أشكالها البشعة والحادة والعنيفة والصادمة وغير المألوفة أن تجد لها مكانا وحيزا هامين في فضائنا الإعلامي بجميع أشكاله سواء أكان سمعيا بصريا أو ورقيا تقليديا أو على مستوى إعلامنا الالكتروني. لعل بعضا من الجواب يوجد في المنظومة الحديثة لتواصلنا التي تطورت بشكل كبير بفضل الطفرة النوعية والضخمة التي طالت وسائل الإعلام والاتصال الناجمة عن الثورة التكنولوجية وما افرزه ذلك من تدفق هائل ومسترسل للمعلومات والأخبار التي تجتاحنا اجتياحا.
السيدات والسادة
لقد اجمع العديد من الخبراء والمختصين في مجال الإعلام والتواصل أن الإرهاب والفكر الإرهابي لا يمكن أن يعيشا وينتعشا بدون واجهة إعلامية دعائية وبدون ما يعرف بمواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية الإخبارية التي استغلت من طرف المجموعات الإرهابية لتنفيذ نشاطاتهم الإجرامية وتجنيد فئات عريضة من الشباب والمراهقين وحتى النساء وإطلاق الإشاعة والصور والفيديوهات الحقيقية والمفبركة والحرب النفسية لترهيب الناس وزعزعة الأمن والاستقرار في دولهم وصولا لتنفيذ مخططاتهم الإرهابية المتطرفة في جميع أنحاء العالم. ولعل ما يبرز ضخامة استغلال المجموعات الإرهابية للفضاء الأزرق خاصة مواقع التواصل الاجتماعي ما ورد في بيانات معهد بروكينغز حول دعاية داعش على وسائل التواصل الاجتماعي، إن "ما لا يقل عن 45 ألف حساب على تويتر روّج لدعاية داعش خلال خريف 2014 فقط".

أيها الحضور الكريم إنها تحديات كبيرة مطروحة على الجميع من اجل وضع استراتيجيات ومخططات واضحة وعملية من اجل أن يتحمل الجميع-كل من الزاوية التي تهمه-مسؤولية الحد من هذه الآفة التي تقض مضجع الجميع. ولعل الإعلام بجميع أشكاله ووسائل الاتصال الحديثة تتحمل كذلك مسؤولية جسيمة في التصدي ومحاربة الإرهاب والفكر الإرهابي من خلال كشف أساليبه وتقنياته في استدراج فئات عريضة من شبابنا وفي صياغة رأي عام مضاد للإرهاب وفي نشر ثقافة التسامح والوسطية والاعتدال في المجتمع. إنها تحديات حقيقية لوسائل إعلامنا خاصة فيما يتعلق بالمواد الإعلامية التي تبثها التنظيمات الإرهابية وما يطرحه ذلك من ضرورة فتح نقاش مجتمعي واسع وهادئ لتحديد مفاهيم جديدة للخصوصية في ظل التطورات الهائلة في وسائل الإعلام الاجتماعي ما يطرحه ذلك من تحديات على مستوى التغطيات الإخبارية للإرهاب والتعليقات المرافقه لها يجب أن تكون محترفة وتتجنب الترويج له حتى لا تساهم في تجنيد الشباب لتبني الفكر الإرهابي والانخراط في التنظيمات الإرهابية عبر العالم.
أيها الحضور الكريم
ما دمنا في هذه البلدة العزيزة من مغربنا الحبيب لا بد من الإشارة للإجراءات والمجهودات التي تبذلها بلادنا في التصدي للإرهاب والفكر الإرهابي سواء داخل التراب الوطني أو على المستوى الخارجي.
لقد تم إرساء منظومة قانونية وأمنية متكاملة بهدف ضمان امن واستقرار المغرب من خلال العديد من المستويات
- المستوى القانوني عن طريق إصلاح المنظومة القانونية من خلال تجريم التحريض على العنف او التشجيع على الالتحاق بالتنظيمات الارهابية الذي مكن المغرب من احباط وتجنب العديد من العمليات الارهابية.
- المستوى الديني انخراط جميع الفاعلين في المجال الديني من وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية والمجلس الاعلى العلمي و الرابطة المحمدية للعلماء ودار الحديث الحسنية والمجتمع المدني الدعوي في بلورة خطاب ديني معتدل موجه للجميع
- اعتماد العديد من المقتضيات الجديدة سواء في قانون الصحافة والنشر والقانون الجنائي لسد الفراغ المتعلق بالتجريم المرتبط بالتحريض او بث خطابات متطرفة او التمييز العنصري.
- المتابعات القضائية تحركت العديد من المتابعات القضائية للوقوف في وجه التطرف والعنصرية والإقصاء
- المبادرة التي تبنتها رابطة علماء المغرب في موضوع الجهاد من خلال الفتوى الجريئة التي تحدد المعنى الحقيقي للجهاد.


وفي الاخير وحتى لا أطيل عليكم وأمكن زملائي من حيزهم الزمني لإلقاء مداخلاتهم فإنني أجدد تشكراتي وامتناني للجهات المنظمة وكذا لجميع الجهات التي قدمت دعمها لإنجاح فعاليات هذا المنتدى. ولنا موعد في مختلف الورشات المبرمجة لتعميق النقاش حول مختلف النقط المرتبطة بهذا الموضوع الهام.

أتمنى لكم كامل النجاح والتوفيق.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


مقالات ذات صلة