تأتيك أخبارهن في الجرائد، و تتناسل الأقاويل و العبارات حولهن، تلفُحهن الألسن بنار الشتم و اللعنات، و يخرج المتاجرين في الدين ويرميهن في غياهب جهنم، و يتلذذ السامرين بنشوة أجسادهن، و يخفي سواد الليل حُمرة أعينهن، وتطفي أنوار الملاهي بياضا مصطنعا على وجوههن، و تأبى الأيام أن تنصف جراحهن المُتقرحة من فرط بيع أجسادهن.
هــــن.. لا يظهرن سوى و خيوط الليل، تُعلن زيارتها لكوكب الأرض، ليلهن نهار. و نهارهن ليل، هكذا تغيرت عقارب الساعة عندهن. إسأل عنهن المواخير، و فتش في حروف الكلمات المتوارية خلف تلك الإبتسامة المصطنعة، يبحث عنهن صيادي اللذة لقضاء وقت ممتع، وهن يُعودن أنفسهن على الفرح، بينما الحياة لا تنفك تطعنهن من الخلف. هن مُومسات و عاهرات و بائعات جنس، إختلفت تسمياتهن من شخص لآخر، و من مكان لمكان، لكنهن إتحدن في تمثيل نفس الدور، و لعب أحداث "السيناريوا" ذاته.
تغريك عطورهن الفاخرة، و تستهويك نعومة بياض سيقانهن، و تسِيل لعابُك لعيونهن الملونة كفراشة طائرة. تبحث عنها لوقت فراغك لتُسليك، فلا تسألها عن السبب بقدر ما تسرع لتدفع الثمن. ثمن مــــــاذا.. ثمن معاناة تجرها في الخلف؟ أم سعر لحظات مُغلفة بالشهوة بين فخديها.؟ أم هو ثمن تلك القبلة التي رسمتها على شفتيك وأنت في حالة سكر؟ أو ربما تلك الورقة الزرقاء هي تضميد لزرقة أيامها؟ . و مهما كان الثمن، فالجرح أكبر، و المعاناة لا تختفي سوى بزوال نشوة كأس "الخمرة" التي تقاسمتها معك لتؤنس ليلك الأسود.
هــــن.. صنف من النساء، لا نتحدث عنهن إلا عندما نستحضر السهرات الماجنة، و لا تأتي ألسنتنا على ذكرهن سوى و نحن نحاول دفع الآثام عنا و نُلصقها فيهن، و لا نجتمع في سمر و هن موضع الحديث إلا و رغبة إفتراس أجسادهن حاضرة في مخيلتنا. نعاملهن كفاتورة علينا دفع ثمنها بعد الإنتهاء من الخدمة، نلغي أحاسيسهن و مشاعرهن و لا نشاهد سوى تلك الكتلة من اللحم المتدلية من صدرها، ندللهن كي يستجبن لكبث مرضي متجدر في ذكورة مقيتة لمجتمع مريض.
لا أحد سأل يوما نفسه: ما الذي يدفع إمرأة لبيع جسدها.؟ لتضميد جراح بؤسها مقابل إحياء أفراح آخر؟ لتلبية شهوة مريضة على حساب جروحها الداخلية؟؟؟ كلهن يلزمن الصمت، ليس خوفا بل لأنهن يعرفن أن لا أحد يستمع لألسنتهن، بقدر ما يصبو لنيل ما بين أرجلهن. وراء كل واحدة قصة تشيب لها الركبان، و تتحطم أمام تكاثرها الجبال، لا ثغُرك ضحكاتهن فدواخلهن تبكي، و كثيرات يبُحن لك بحقيقتهن ما إن يأخد الخمر مجراه في شرايينهن فتستمع لها محاولا أن تستوعب أن صاحبة تلك الضحكة المُجلجلة هي من تحمل كل هذا...
سهل أن تحكم عليهن، و أن تعثر على حبل مشنقة قريب تلفه حول أعناق هؤلاء. لكن هيهات أن تحركك الإنسانية إتجاه هذا النوع من البشر. نوع نسُبه في العلن و نأوي له في السر، و لو بحثت في تجاويف صدر إحداهن ستعثر على رواية تنتهي فصولها بما هي عليه اليوم. سهل أن تُبرز رجولتك على كائن لم يختر أن يبيع المتعة، وهو يداري نقمة على حالته. سهل أن تنال غريزتك و تضع ورقاتك المالية الملطخة بعرق الكادحين في حقيبتها....
هي تفاصيل صغيرة من حياة بنات الليل. نُسبن لسواده لأنهن اخترنه لكي يخفي القليل من معاناتهن، أو ربما ليُداري دموع الألم، و هن يُجامعن آخر في منتصف الليل. أو كما قالها المغني الشعبي الداودي: " حكمت عليها الظروف، ترضي الخواطر و تبقى هي بل خاطر".
هــــن.. لا يظهرن سوى و خيوط الليل، تُعلن زيارتها لكوكب الأرض، ليلهن نهار. و نهارهن ليل، هكذا تغيرت عقارب الساعة عندهن. إسأل عنهن المواخير، و فتش في حروف الكلمات المتوارية خلف تلك الإبتسامة المصطنعة، يبحث عنهن صيادي اللذة لقضاء وقت ممتع، وهن يُعودن أنفسهن على الفرح، بينما الحياة لا تنفك تطعنهن من الخلف. هن مُومسات و عاهرات و بائعات جنس، إختلفت تسمياتهن من شخص لآخر، و من مكان لمكان، لكنهن إتحدن في تمثيل نفس الدور، و لعب أحداث "السيناريوا" ذاته.
تغريك عطورهن الفاخرة، و تستهويك نعومة بياض سيقانهن، و تسِيل لعابُك لعيونهن الملونة كفراشة طائرة. تبحث عنها لوقت فراغك لتُسليك، فلا تسألها عن السبب بقدر ما تسرع لتدفع الثمن. ثمن مــــــاذا.. ثمن معاناة تجرها في الخلف؟ أم سعر لحظات مُغلفة بالشهوة بين فخديها.؟ أم هو ثمن تلك القبلة التي رسمتها على شفتيك وأنت في حالة سكر؟ أو ربما تلك الورقة الزرقاء هي تضميد لزرقة أيامها؟ . و مهما كان الثمن، فالجرح أكبر، و المعاناة لا تختفي سوى بزوال نشوة كأس "الخمرة" التي تقاسمتها معك لتؤنس ليلك الأسود.
هــــن.. صنف من النساء، لا نتحدث عنهن إلا عندما نستحضر السهرات الماجنة، و لا تأتي ألسنتنا على ذكرهن سوى و نحن نحاول دفع الآثام عنا و نُلصقها فيهن، و لا نجتمع في سمر و هن موضع الحديث إلا و رغبة إفتراس أجسادهن حاضرة في مخيلتنا. نعاملهن كفاتورة علينا دفع ثمنها بعد الإنتهاء من الخدمة، نلغي أحاسيسهن و مشاعرهن و لا نشاهد سوى تلك الكتلة من اللحم المتدلية من صدرها، ندللهن كي يستجبن لكبث مرضي متجدر في ذكورة مقيتة لمجتمع مريض.
لا أحد سأل يوما نفسه: ما الذي يدفع إمرأة لبيع جسدها.؟ لتضميد جراح بؤسها مقابل إحياء أفراح آخر؟ لتلبية شهوة مريضة على حساب جروحها الداخلية؟؟؟ كلهن يلزمن الصمت، ليس خوفا بل لأنهن يعرفن أن لا أحد يستمع لألسنتهن، بقدر ما يصبو لنيل ما بين أرجلهن. وراء كل واحدة قصة تشيب لها الركبان، و تتحطم أمام تكاثرها الجبال، لا ثغُرك ضحكاتهن فدواخلهن تبكي، و كثيرات يبُحن لك بحقيقتهن ما إن يأخد الخمر مجراه في شرايينهن فتستمع لها محاولا أن تستوعب أن صاحبة تلك الضحكة المُجلجلة هي من تحمل كل هذا...
سهل أن تحكم عليهن، و أن تعثر على حبل مشنقة قريب تلفه حول أعناق هؤلاء. لكن هيهات أن تحركك الإنسانية إتجاه هذا النوع من البشر. نوع نسُبه في العلن و نأوي له في السر، و لو بحثت في تجاويف صدر إحداهن ستعثر على رواية تنتهي فصولها بما هي عليه اليوم. سهل أن تُبرز رجولتك على كائن لم يختر أن يبيع المتعة، وهو يداري نقمة على حالته. سهل أن تنال غريزتك و تضع ورقاتك المالية الملطخة بعرق الكادحين في حقيبتها....
هي تفاصيل صغيرة من حياة بنات الليل. نُسبن لسواده لأنهن اخترنه لكي يخفي القليل من معاناتهن، أو ربما ليُداري دموع الألم، و هن يُجامعن آخر في منتصف الليل. أو كما قالها المغني الشعبي الداودي: " حكمت عليها الظروف، ترضي الخواطر و تبقى هي بل خاطر".