لو كان عمر .. لضرب أعناقهم


محمد عصام
الأربعاء 2 شتنبر 2015









من معضلات هذا البلد المحبوب أنه يتوفر على ترسانة تشريعية غزيرة، قوامها مئات القوانين بحجم الجبال، بيد أنها جبال من فلين، تكفي ركلة متهور لزحزحتها عن مكانها .
‏ذلك أن مشكلة دولة الحق والقانون ليست في غياب القوانين الآمرة بل في كونها إما أن تصطدم بمن توكل إليهم مهملا تطبيقها، عملا بقولة " ما خلق القا نون إلا ليخرق" ، وإما بمن يتجاهلها ويعتم عليها ولا يظهرها إلا إذا كانت تخدم مصالحه، ومن هنا تبدا معضلة سن التوانين لتبقى حبرا على ورق.
إنها بلا ارتياب " قربلة قانونية " أقامت الحاضرة الوطنية ولم تقعد، وبدأ المضطهدون الفقراء يعزفون عن رفع الشكايات لعلمهم المسبق بمآلها، سيما إذا كان الطرف الثاني كريما راشيا يحرق النقود أينما حل وارتحل.
‏نعم إنهم الذين يهدرون المال العام، و ينهبون و يجعلانه في حسابيهم الخاص بواسطة ر السلطة و النفوذ والمناصب التي أسندت إليهم. والمرتشون في قطاع العدل أصحاب هذا الوباء الخطير الذي كم حطم من أمم وجعلها تتخبط في التخلف .. لو كان الخليفة الراشد الثاني عمر بين ظهرانينا لضرب أعناقهم وأعدمهم عن آخرهم لأن سرقة المال العام جريمة لا تغتفر، إنها مثل الارهاب أو أكثر منه خطرا، ونهب المال العام هو الذي يؤزم البلاد والشعب، والرشوة في صفوف قطاع العدل منطلق الإرهاب والجريمة بكل أنواعها، فانظر إلى الإرهابيين كيف زج بهم في غياهب الزنازن والسجون، ومنهم من أدين بالمؤبد و أخرون بالإعدام .. أما لصوص المال العام فلازالوا طلقاء سرحاء، واذا توبعوا قضائيا تكون متابعتهم عبارة عن مسرحية هزلية لتمويه الرأي العام الوطني والمجتمع المغربي وأخيرا يدخلون من الباب الأمامي و يخرجون من الباب المجهول. أما عدالة السماء فقد حكمت عليهم بقطع أيديهم ولو كانت فاطمة بنت محمد رسول الله الكريم، ليبتوا عبرة للآخرين ويبقى هذا اللص أو ذاك القاضي المرتشي طول حياته مشوها بين الناس، حيث يتساءل الناس لماذا يده مبثوره فيجيبهم العالمون به انه "سرق" يا لها من عدالة ربانية في حق المال العام وبيت مال المسلمين وعدلهم ‏المنشود.
‏وبالطبع مات الضمير عند أهل القضاء إلا من رحم الله وهم قلائل، وسواء ارادوا ذلك أم لم يريدوا ونصرون كل قادم يتقاضى إليهم، مثلهم في الحال والأحوال، ويقسون على كل مشهر بانحيازهم وعدم وفائهم لاستقلالية وظيفتهم وغير مقدر لقدسيتها .
‏والحق يقال، فالشر موجود والخير موجود، والظلم موجود والعدل موجود... وصراح النقيضين بكل مكان وعبر الحقب والأزمان وكل نفس بما كسبت رهينة، انظروا التاريخ ففيه العبر.









مقالات ذات صلة