مرور 46 يوما على غياب بوتفليقة والغموض يلف مصيره الصحي والسياسي


طاهر هاني
الجمعة 14 يونيو/جوان 2013



يعيش الجزائريون على وقع التساؤلات والإشاعات بخصوص صحة الرئيس بوتفليقة الذي يغيب عن البلاد منذ 46 يوما بسبب جلطة دماغية "غير خطرة". وقد أدى استمرار غياب الرئيس إلى فتح النقاش حول المرحلة السياسية المقبلة مع تعدد السيناريوهات والاحتمالات.
لا يزال الغموض يلف مصير الرئيس الجزائري الصحي والسياسي رغم تصريحات كبار مسؤولي البلاد، وعلى رأسهم الوزير الأول عبد المالك سلال، الذي أعلن مرارا أن وضع بوتفليقة الصحي في تحسن مستمر وعودته إلى البلاد هي قضية أيام فقط.
لكن في الجزائر، أصبح تصديق أقوال وتطمينات المسؤولين من ضرب الخيال حسب مراسل فرانس 24 كمال زايت الذي أكد أن استمرار غياب الرئيس بوتفليقة فتح نقاشا حادا في الأوساط الحزبية والإعلامية بخصوص المرحلة المقبلة. وأشار كمال أن الجزائر تعيش أجواء انتخابات رئاسية مبكرة وأن كل الاحتمالات والسيناريوهات واردة.
مجلس تأسيس بقيادة ليامين زروال؟
ومن بين السيناريوهات تلك التي تحدث عنها محمد شفيق مصباح، وهو محلل سياسي وضابط سابق في المخابرات الجزائرية، والذي قال في حوار مع جريدة "ليبرتي" الصادرة بالفرنسية أن قادة المؤسسة العسكرية الكبار يفكرون في تنظيم انتخابات لاختيار مجلس تأسيسي على الطريقة التونسية، تشارك فيه جميع الأحزاب السياسية مع تعيين الرئيس السابق ليامين زروال رئيسا لهذا المجلس لمدة سنتين، أي حتى 2016 ثم الشروع في انتخابات تشريعية ورئاسية جديدة. وأضاف هذا الضابط أن عصر الانقلابات العسكرية في الجزائر مضى وأن الجيش مرغم على إيجاد حل سياسي سلمي.

أما السيناريو الثاني المتداول، فيتعلق بإجراء انتخابات رئاسية مفتوحة تشارك فيها وجوه سياسية معروفة مثل رؤساء الحكومة السابقين كأحمد أويحيى وعلي بن فليس وأحمد بن بيتور ومولود حمروش وعبد العزيز بلخادم، إضافة إلى الوزير الأول الحالي عبد المالك سلال.
"المؤسسة التشريعية ضحية هجمات"
ورغم التساؤلات والفراغ السياسي الذي تركه غياب بوتفليقة، إلا أن رئيس الجمعية الوطنية ولد خليفة استبعد فكرة تطبيق المادة 88 من الدستور الجزائري التي تقر بفراغ في السلطة والدخول في مرحلة انتقالية تستمر شهرين وانتخاب رئيس جديد للبلاد بعد ذلك.
وفي حوار مع جريدة "الخبر"، قال ولد خليفة "إن هذا المطلب ما هو إلا مطلب بعض الشخصيات والأحزاب السياسية ولا يلقى تجاوبا أو دعما من قبل الشارع، مؤكدا "أن المؤسسة التشريعية وقعت ضحية هجمات من الداخل والخارج"، دون أن يذكر مصدر هذه الهجمات ومن يقف وراءها.

لكن بعض الأحزاب السياسية لا تشاطر ولد خليفة رأيه مثل رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري الذي صرح أن الجميع بات الآن متفقا أنه لا يمكن للرئيس بوتفليقة أن يستمر في مهمة الرئاسة إلى ما بعد 2014 على الأقل. وأضاف أن الجميع أصبح اليوم يشعر بأن هناك جهة ما تستفرد وتحتكر صناعة المشهد السياسي ما بعد بوتفليقة، وهذا أمر غير مسموح به".
"غائب عن الوعي"؟
وإلى ذلك، كتبت مجلة "لوفالوراكتييل" الفرنسية في طبعتها الأخيرة أن الرئيس بوتفليقة غير قادر على قيادة البلاد وأن وضعه الصحي تدهور كثيرا. وأضافت المجلة أن بوتفليقة غائب عن الوعي، موضحة أنه لم يسمح لرئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز، الذي يعتبر من أبرز المقربين لبوتفليقة، السفر إلى فرنسا ليتأكد بنفسه من صحة بوتفليقة. أكثر من ذلك أضافت الجريدة لقد غاب عن الأنظار كليا...

ومضى 46 يوما على غياب الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي نقل في 26 أبريل/نيسان الماضي بسرعة إلى فرنسا لتلقي العلاج في مستشفى "فال دو غراس" العسكري بعد إصابته بجلطة دماغية قيل آنذاك أنها غير خطيرة"
بوتفليقة، الذي قضى شهرا تقريبا في هذا المستشفى، تم نقله فيما بعد إلى مستشفى عسكري آخر بحي "لانفاليد" وسط باريس لقضاء فترة نقاهة.

مقالات ذات صلة