في الآونة الأخيرة وخلال الشهر الماضي اصدر المجلس الأعلى للحسابات تقريره المفصل الخاص به .وقد جاء في هذا التقرير أن المغرب يضم مجموعة من الطرق يبلغ طولها 32 ألف كلم منها 11 ألف و36 كلم غير مصنفة .كما أكد المجلس أن الطرق الغير المصنفة لم تعرف أية عملية صيانة منذ انجازها لا من طرف وزارة التجهيز ولا من طرف الجماعات المحلية وقد حذر المجلس الأعلى للحسابات في التقرير من الحالة السيئة للطرق التي قد تعرض الرصيد ألطرقي للتآكل وضياع جهد بدل طيلة عقدين من الزمن وللمبالغ المالية التي أنفقت في انجاز المشاريع بالإضافة إلى الآثار السلبية التي قد تطرأ على الوضع الاجتماعي والاقتصادي لساكنة العالم القروي .
وقد اعتمد المغرب عدة إجراءات من شانها أن تعجل بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية نذكر منها شق الطرق والمسالك الضرورية لتشجيع تنقل الأشخاص والمبادلات في المناطق والرفع من حجم الرواج .فدشنت بذلك عدة طرق سيارة للتقليل من مستوى الاختناق والازدحام والتقليل من حوادث السير وذلك من اجل مواكبة تهيئة التراب الوطني
فتأسست الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب في 12 يونيو 1989 . تتمتع بنظام خاضع للقانون الخاص على بنية مرنة ديناميكية .وبفريق متعدد الاختصاصات .
ورغم محاسن الطرق السيارة في تقليص مدة الرحلة وضمان السلامة والراحة وتجنب كل التأثيرات السلبية على النبات والمحميات الحيوانية تبقى الطرق الثانوية والمسالك هي الحلقة الأقوى في العالم الحضري والقروي .نظرا لوجود الأسواق الأسبوعية والتي تمثل مراكز القرب للتموين بكافة الاحتياجات ومن كل الأصناف .لكن هذه الطرق بهندستها تبقى غير صالحة ومريحة نظرا لكثافة الرواج التي تعرفه الأسواق الأسبوعية التقليدية .وما تقدمه من خدمات ضرورية .
والطريق الرابطة بين إقليم اليوسفية وجمعة اسحيم نموذجا فهي لم تعد تفي بالغرض المطلوب من حيث المساحة فهي ضيقة وجل نقطها عبارة عن أخاديد وحفر عميقة لا يمكن لوسائل النقل أن تتحملها ولا يمكن لقطع الغيار أو العجلات أن تصمد في وجهها مما يعجل بإتلافها زيادة على الحوادث الخطيرة التي تقع بين الفينة والأخرى .مما يؤدي ببعض السائقين إلى استعمال الطريق الرابطة بين الشماعية وأسفي رغم بعد المسافة .وما ينطبق على طريق اليوسفية – جمعة اسحيم - ينطبق كذلك على مدخل اليوسفية من جهة بوشان .ما إن تدخل المدار حتى تتحسس انك على مركبة تدخل الغلاف الجوي أو انك على عربة بغال ....وإصلاح الطريق هي من حسنات إنعاش الاقتصاد الوطني ومستقبل البلاد والعباد .