مصير جمعية مغاربة ارمنتيير وضواحيها بشمال فرنسا إلى أين ... ! ؟

ما أكثرهم ممن تسلطوا على العمل الجمعوي ببلاد المهجر وافقدوه قيمته ومكانته الحقيقية من حيث التطوع والتضحية والوفاء بالأهداف التي تسطرها الجمعيات في قوانينها الأساسية ، ومما يبعث عل الاستياء هو أن يتحول مسار جمعية مغاربة ارمنتيير وضواحيها بشمال فرنسا من طابعه الجمعوي المحض وأهدافه النبيلة إلى مسار انتفاعي مصلحي واتخاده طريقا سهلا لتحقيق المصالح الذاتية على يد رئيس الجمعية الذي نصب نفسه رئيسا عليها مدى الحياة ، وانطلاقا من هنا بدأت الشرارة الأولى في الاستنكار والاحتجاج ضد تجاوزات واستبداد هذا الرئيس في تدبير شؤون الجمعية والتصرف الأعمى في ماليتها كما يطيب له ويحلو ، خاصة ما يتعلق من دعم الحكومة المغربية لهذه الجمعية بخصوص تعليم أبناء الجالية اللغة العربية ، هذا الأمر الذي لم تحرك بشأنه المصالح القنصلية ساكنا ، والحال كما ذكر أن رئيس الجمعية المذكور كان محط موضوع العديد من الشكايات خاصة ما يتعلق منها بالصرف الغير المبرر للمنح المتعلقة بتعليم أبناء الجالية المقيمة هناك اللغة العربية وغيرها من التجاوزات وكل هذا يعلم به المسؤولون سواء بالمصالح القنصلية بفرنسا أو بالمغرب دون ان يتخدوا بشأن هذا اية تدابير تذكر، الأمر الذي يمكن القول معه أن عدم تجاوب المسؤولين مع كل الشكايات المرفوعة بشأن تجاوزات رئيس الجمعية دون البحث في مضمنها يعد جريمة لا تغتفر في حق الديمقراطية التي يريد ملك المغرب تطبيقها منهجا وسلوكا .
هي معضلة بالفعل ظل يتخبط فيها أعضاء ومنخرطي جمعية مغاربة ارمنتيير وضواحيها بشمال فرنسا على مدى عشرات السنين بدون حسيب ولارقيب ، اللهم القضاء الفرنسي الذي كان في الموعد مع أعضاء هذه الجمعية المغلوبين على أمرهم حين وقوفه على مهازل رئيس الجمعية ومن خلال صراعهم الجدي والظاهر معه بخصوص شرعيته من عدمها.
فهذا الرئيس لما كانت مغادرته للجمعية منتظرة من حين لاخر بعد موجة الاحتجاجات العارمة عليه ، غير انه بعد تفجير القضاء الفرنسي قرارا يقضي بإلغاء الجمع العام للجمعية لسنتي 2011و2014 وتحديده موعدا للوساطة بين طرفي النزاع حول إيجاد مخرج للازمة التي اختلقها الرئيس المطالب باستبعاده بالمرة حتى من الجمع العام من لدن الأعضاء المنددين بتجاوزاته ، أصبح واردا للعموم فك ارتباطه بهذه الجمعية ، وفك طلاسيم لغز مكتب مسير للجمعية انتهت صلاحيته بحكم القانون ، ويبقى من الضروري البحث عن صيغ ملائمة لفتح نقاش جاد بين كافة الأعضاء والمنخرطين وذلك بالقطع مع الماضي واستبعاد الرئيس القديم الذي من خلال تحركاته المشبوهة خلال هذه الأيام قد أثارت مشاهد للاستياء والغضب لدى جل أعضاء الجمعية الذين اختاروا القضاء الفرنسي لينصفهم وكان هذا هو الأمل الذي استبشره خيرا المنخرطون والمتتبعون عموما لقضية جمعية ارمنتيير .