منتدى مراكش: المتظاهرون يسقطون إجراءات المنع والجامعات تصنع الحدث


م.تلدلة
الاثنين 1 دجنبر 2014



إجراءات قمعية وحصار ’’لحماية‘‘ المنتدى من المدافعين عن حقوق الإنسان:



كما كان متوقعا لم يكن افتتاح المنتدى العالمي لحقوق الإنسان ليمر في صمت أو وسط التصفيقات فقط كما أراد له منظموه، فقد شهد يوم أمس الخميس، عدة احتجاجات تزامنت مع حفل الافتتاح، فيما أقدمت القوات العمومية على استخدام العنف من أجل ’’إخراس ما يمكن إخراسه‘‘، في وقائع متزامنة عرفت درجات متفاوتة من استعمال السلطات للعنف.


أعداد كبيرة من القوات العمومية مجهزة بوسائل الحماية ووسائل العنف حاصرت بعد زوال أمس مقر الحزب الاشتراكي الموحد بباب مراكش، لمنع النشطاء الذين قدموا من داخل المدينة وخارجها من التحرك، وحاولت مصادرة اللافتات ومكبرات الصوت التي كانت بحوزتهم.






وفي المحطة الطرقية بمراكش طوقت أعداد كبيرة من الشرطة والقوات العمومية أزيد من 20 معطلا ينتمون لإحدى مجموعات المكفوفين المعطلين، وحسب ما أورده نشطاء حقوقيون قامت القوات العمومية بتعنيف المكفوفين ’’الذين ظلوا يتلقون الضربات دون أن يعرفوا مصدرها‘‘ وأنهت السلطات حصتها بترحيل المكفوفين بشكل قسري بعد أن ’’حمّلتهم‘‘ على متن إحدى الحافلات.


محاولة السلطات منع المحتجين من الوصول إلى فضاء المنتدى دفعتها إلى إيقاف قطار قبل وصوله إلى مدينة مراكش، وعمدت إلى إنزال أعداد من المعطلين المنتمين لتنسيقيات المجازين والأطر العليا لمنعهم من الوصول إلى فضاء الاحتجاج.


شوارع وأزقة مراكش عرفت أمس الخميس حضورا غير مسبوق للقوات العمومية وعناصر الشرطة القضائية و’’الصقور‘‘ حيث شهدت جميع المسالك المؤدية إلى ’’باب الجديد‘‘ إجراءات غير عادية تحسبا للوقفة الاحتجاجية التي دعت لها التنسيقية المحلية للتضامن والدفاع عن الحريات والحقوق بمراكش، تزامنا مع افتتاح المنتدى.








وبلغنا أن عناصر الشرطة والشرطة القضائية أوقفوا عددا من المشاركين في الأحياء واحتجزوهم لساعات دون أن يتركوا لهم فرصة إكمال طريقهم أو العودة، وأكد ياسين لحميني، عضو اللجنة الوطنية لتنسيقية الباعة المتجولين، أن عناصر الشرطة القضائية أوقفوه رفقة بدر اسبيبة عضو نفس التنسيقية وجردوهما من وثائقهما الثبوتية واحتجزوهم لأزيد من ثلاث ساعات في أحد الأزقة بعد أن منعوهما من استكمال طريقهم أو العودة أو حتى الجلوس على الأرض.


ورغم كل الإجراءات الأمنية التي اتخذتها السلطات من أجل ’’حماية‘‘ افتتاح منتدى حقوق الإنسان من احتجاجات المدافعين عن حقوق الإنسان وصل إلى الساحة المقابلة لمكان الافتتاح ما يناهز 1500 من المتظاهرين بينهم وجوه حقوقية بارزة ونشطاء حركة 20 فبراير ومناضلين من الاتحاد الوطني لطلبة المغرب وعدد من الهيآت التي أعلنت مقاطعتها للمنتدى فيما حمل والد الشهيد مصطفى مزياني لافتة كبيرة عليها صورة ابنه وجملة تقول ’’النظام يغتال بدم بارد.. الشهيد مزياني خير شاهد‘‘.





الجامعات تنفجر في وجه المنتدى: ’’لن يكون صك براءة للنظام‘‘






وفي فاس كان تدخل القوات العمومية أكثر عنفا مما خلف إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف الطلبة والطالبات، من أجل وقف مسيرة احتجاجية لطلبة جامعة ظهر المهراز مناهضة لتنظيم المنتدى العالمي وللتأكيد على أن ’’هذا الحدث لن يشكل صك براءة من الانتهاكات للنظام الدموي‘‘ يصرح أحد الطلبة.






وبينما شارك طلبة جامعة القاضي عياض بمراكش في الوقفة التي دعت لها التنسيقية المحلية بالمدينة، فإن عددا من المواقع الجامعة عرفت تنظيم مظاهرات واحتجاجات عرفت بعضها تدخلات عنيفة وصفت بالدموية في بلاغات وإخبارات للاتحاد الوطني لطلبة المغرب.


وتدخلت القوات العمومية بعنف في حق مسيرة طلبة جامعة ظهر المهراز، وهي المسيرة التي انطلقت بعد مقاطعة شاملة للدروس بكليات الجامعة، لكن السلطات قررت قمع المسيرة بمجرد قربها من الحي الصناعي مخلفة بذلك إصابات عديدة في صفوف الطلبة مما فجر مواجهات محدودة بين الطلبة والقوات العمومية.








وفي مدينة القنيطرة نظم طلبة جامعة ابن طفيل مسيرة داخل أسوار الجامعة تضامنا مع المعتقلين السياسيين الذين يواصلون إضرابا عن الطعام خلال أيام انعقاد المنتدى، الذي اعتبره الطلبة خلال نقاش احتضنته الجامعة ’’مجرد مسرحية لتلميع الصورة‘‘.


وفي مدينة تازة خرجت مسيرة للطلبة تناهض اعتبار تنظيم المنتدى العالمي دليلا على أن هناك احتراما لحقوق الإنسان في المغرب، وقاطع مئات الطلبة الدراسة ورفعوا شعارات تستحضر ما يعانيه الطلبة في مختلف الجامعات من قمع ومحاكمات واعتقالات.


واستحضر الطلبة في كل المواقع الجامعية التي أعلنت معارضتها لتنظيم المنتدى، واقع الطلبة وما يعانونه مع مشاكل النقل والسكن والمنحة وغريها من المشاكل التي يواجه الطلبة حين الاحتجاج بسببها بالقمع والاعتقالات.

مقالات ذات صلة