وكل هذه التجاوزات تتم على حساب المستهلك المغلوب على امره من لدن المستفيدين من هذه الحصص الذين منهم من لا يتوفر على محل تجاري مرخص به لهذا الغرض كما ينص على ذلك القانون مما جعل هؤلاء يتحكمون في تجويع المواطنين امام مرأى ومسمع من السلطات بالمدينة التي كثيرا ما تغض الطرف عن هؤلاء والدليل على ذلك ما وقع يوم الاربعاء 14 شنتنر 2011 حين تم تفريغ شاحنة محملة بالدقيق المدعم بمستودع غير مصرح به ليلا ووجدت في حوزة شخص آخر غير مستفيد من نوع الدقيق المفرغ بالرغم من شكاية المواطنين ومعاينة الشرطة لذلك وتحريرها لمحضر في الموضوع واشعار السلطة حسب ما تحمله شكايات المواطنين في هذا الشأن لعدة جهات مسؤولة مطالبين بالكشف عن المتورطين الحقيقيين واحالتهم على القضاء.
ويستمر الوضع على ما هو عليه وتظل المدينة محرومة من مادة الدقيق المدعم بثمنه الحقيقي في ظل غياب تام للمسؤولين الموكول لهم مراقبة وتوزيع كل الحصص المخصصة للمدينة من الدقيق المدعم هذا فان لوبي المضاربين في هذه المادة الحيوية ظلت له اليد الطولى في احتكارها امام كل الإجراءات البسيطة التي تقوم بها الجهات المختصة والتي تبقى غير ذي جدوى ، ويبقى المستفيدون الاساسيون من حصص الدقيق المدعم هم المضاربون الذين ألفوا المتاجرة حتى بحقوق المواطن ، علما بان اجهزة المراقبة في هذا المجال لا تبذل المجهود الكافي لمحاربة الظاهرة ، كما ان اجهزة المراقبة مدعوة لمضاعفة جهودها للحد من الظاهرة ، وأن المواطنين موكول اليهم كذلك فضح المخالفين والتبليغ عنهم.
ونظرا للدور الحيوي لمادة الدقيق في الغذاء اليومي للمواطن فقد أضحى الحصول على كيس من الدقيق المدعم من الصعوبة بمكان ، فطوابير من المواطنين أمام متاجر مغلقة على الدوام تنتظر الحصول على كيس من الدقيق المدعم رغم مرارة المشهد المأساوي الداعي للسخرية في العهد الجديد ، وأن قوة احتكار المضاربين لمادة الدقيق المدعم تحول دون استفادة عموم المواطنين المستهدفين من الدقيق المدعم المخصص لهذه المدينة الذي يتحول بقدرة قادر الى وجهات اخرى غير معلومة بعد توزيع جزء منها على اصحاب العربات ويبقى لا أثر له بأسواق المدينة رغم الكميات الهامة المخصصة للمنطقة ، هذه الكميات من الدقيق المدعم تظل رهينة مستودعات خاصة غير مصرح بها وغير قانونية الى حين التخلص منها بشكل أو بآخر ، فان فقراء المدينة لا يطالبون بتصحيح الاوضاع في هذا المجال قبل فوات الاوان مادام المستفيد الاول من هذه المادة هم لوبي معروف بالمدينة عناصره لا يحترمون القانون ، فهل سيدرك المسؤولون بهذه المدينة من جديد ما يحدث من تلاعبات بحصص الدقيق المدعم ؟