في يوم 16 نونبر 1955 عاد جلالة المغفور له محمد الخامس من المنفى بعد ان كلل نضاله المتسق مع نضال شعبه الوفي بالانتصار و بطلان معاهدة الحماية و اعتراف فرنسا باستقلال المغرب . وهو بذلك يكون قد بر بوعده في خطاب طنجة ليوم 10 ابريل 1947 عندما قال " ثم إذا كان ضياع الحق في سكوت أهله عنه فما ضاع حق ورائه طالب . إن حق الامة المغربية لا يضيع و لن يضيع . فنحن – بعون الله و فضله – على حفظ كيان البلاد ساهرون و لضمان مستقبلها الزاهر المجيد عاملون ، و لتحقيق تلك الامنية التي تنعش قلب كل مغرب سائرون ... " . كما لبى مطالب الحركة الوطنية الواردة في وثيقة الاستقلال ليوم 11 يناير 1944 ، و بالفعل و بفضل ثورة الملك و الشعب تحققت تلك الامنية و هي عودة الامور الى نصابها ، وعودة الملك الى عرشه و استعادة الشعب لكرامته ، و قد كان زعماء العالم يعرفون ان المغرب سينال ما يريد بفضل هذا الالتحام ، فهذا الامبراطور غيوم الثاني قد خاطب الالمانيين سنة 1905 قائلا : " ان المغرب بلد مستقل انه مستقل و اؤكد انه سيبقى مستقلا "، منددا بذلك بالاطماع الفرنسية و الاسبانية ، و هذا الرئيس الامريكي فرانكلان روزفيلت و على هامش مؤتمر انفا استقبل جلالة الغفور له محمد الخامس يوم الجمعة 22 يناير 1943 فيلا السعادة بالدار البيضاء ، و صرح ( حسب كتاب التحدي لجلالة المغفور له الحسن الثاني ) بتطلعه الى اليوم الذي سيصل فيه المغرب بيسر الى الاستقلال وفقا لمبادئ الحلف الاطلسي .
ولم يكن جلالة المغفور له محمد الخامس يكل من المطالبة بالاستقلال فهو مثلا عند استقباله لسفراء الدول الاجنبية بتاريخ 11 ابريل 1947 في لقاء حبي قال : " من الحق ان ينال الشعب المغربي حقوقه الشرعية و ان يقع تحقيق ما نتمناه و يتمناه الشعب المغربي من المطامح التي نتوق اليها كسائر الامم".
و في اكتوبر 1950 شد جلالته الرحال الى فرنسا من اجل مفاوضات سياسية تحدد مصير المغرب ، و تحدثت اذاك الصحف الباريسية عن ملتمس السلطات بفتح حوار مثمر حول استقلال المغرب ، و لكن فرنسا اكتفت بتحقيق بعض المطالب منها التقليص من تعسفات المقيم العام ، مما اضطر سيدي محمد بن يوسف الى تقديم ملتمس آخر في 2 نونبر 1950 يطالب فيه بإلغاء معاهدة فاس و الاعتراف باستقلال المغرب ، و هو مطلب أكده في خطاب العرش يوم 18 نونبر 1950 . كما ان مطالب المغرب نالت الشرعية الدولية حيث ان محكمة العدل الدولية بلاهاي أصدرت في 27 ابريل 1952 قرارا يؤكد استمرار شخصية المغرب السياسية بالرغم من خضوعه لنظام الحماية ، و أنه يشكل من الناحية القانونية دولة ذات سيادة . و تواثرت الاحداث و كان إغتيال الزعيم التونسي فرحات حشاد مناسبة لانفجار الشعب المغربي ضد تماطلات فرنسا فشن إضرابا عاما ، واغتنمتها الاقامة العامة فرصة لاطلاق حملتها القمعية (6-10 دجنبر 1952) ، واستمر الامر هكذا الى ان جاءت مؤامرة النفي يوم 20 غشت 1953 ، و انطلقت شرارة المقاومة المسلحة و الكفاح المستمر الى ان عاد الملك الهمام الى ارض الوطن يوم الاربعاء السادس عشر من نونبر 1955 و القى اول خطاب للعرش بعد رجوعه من المنفى يوم 18 نونبر 1955 . و لقد دارت المفاوضات الفرنسية المغربية بين غشت 1955 و اكتوبر 1956 انتهت الى استقلال المغرب و توحيد المنطقتين الفرنسية و الاسبانية و منطقة طنجة الدولية . ففي 2 مارس 1956 استعاد المغرب استقلاله و لكن صلاحياته الدولية لم يباشرها الا في 28 ماي 1956 إذ نصت المعاهدة الفرنسية على فترة انتقال انتهت بتوقيع معاهدة ديبلوماسية يوم 28 ماي 1956 تقضي بالتشاور بين البلدين و تقديم فرنسا المساعدة الى المغرب . و في 8 اكتوبر 1956 عقد في فضالة ( المحمدية) مؤتمر انتهى بضم طنجة الى باقي المملكة .
و هكذا انتهت ملحمة التحرير المحمدية بعودة الكرامة الى المغاربة و انتهى الجهاد الاصغر ليبتدئ الجهاد الاكبر الذي واصله جلالة المغفور له الحسن الثاني بكل نجاح و تسلم مشعله جلالة الملك محمد السادس لتستمر بذلك ملحمة البناء و استشراف المستقبل.
ولم يكن جلالة المغفور له محمد الخامس يكل من المطالبة بالاستقلال فهو مثلا عند استقباله لسفراء الدول الاجنبية بتاريخ 11 ابريل 1947 في لقاء حبي قال : " من الحق ان ينال الشعب المغربي حقوقه الشرعية و ان يقع تحقيق ما نتمناه و يتمناه الشعب المغربي من المطامح التي نتوق اليها كسائر الامم".
و في اكتوبر 1950 شد جلالته الرحال الى فرنسا من اجل مفاوضات سياسية تحدد مصير المغرب ، و تحدثت اذاك الصحف الباريسية عن ملتمس السلطات بفتح حوار مثمر حول استقلال المغرب ، و لكن فرنسا اكتفت بتحقيق بعض المطالب منها التقليص من تعسفات المقيم العام ، مما اضطر سيدي محمد بن يوسف الى تقديم ملتمس آخر في 2 نونبر 1950 يطالب فيه بإلغاء معاهدة فاس و الاعتراف باستقلال المغرب ، و هو مطلب أكده في خطاب العرش يوم 18 نونبر 1950 . كما ان مطالب المغرب نالت الشرعية الدولية حيث ان محكمة العدل الدولية بلاهاي أصدرت في 27 ابريل 1952 قرارا يؤكد استمرار شخصية المغرب السياسية بالرغم من خضوعه لنظام الحماية ، و أنه يشكل من الناحية القانونية دولة ذات سيادة . و تواثرت الاحداث و كان إغتيال الزعيم التونسي فرحات حشاد مناسبة لانفجار الشعب المغربي ضد تماطلات فرنسا فشن إضرابا عاما ، واغتنمتها الاقامة العامة فرصة لاطلاق حملتها القمعية (6-10 دجنبر 1952) ، واستمر الامر هكذا الى ان جاءت مؤامرة النفي يوم 20 غشت 1953 ، و انطلقت شرارة المقاومة المسلحة و الكفاح المستمر الى ان عاد الملك الهمام الى ارض الوطن يوم الاربعاء السادس عشر من نونبر 1955 و القى اول خطاب للعرش بعد رجوعه من المنفى يوم 18 نونبر 1955 . و لقد دارت المفاوضات الفرنسية المغربية بين غشت 1955 و اكتوبر 1956 انتهت الى استقلال المغرب و توحيد المنطقتين الفرنسية و الاسبانية و منطقة طنجة الدولية . ففي 2 مارس 1956 استعاد المغرب استقلاله و لكن صلاحياته الدولية لم يباشرها الا في 28 ماي 1956 إذ نصت المعاهدة الفرنسية على فترة انتقال انتهت بتوقيع معاهدة ديبلوماسية يوم 28 ماي 1956 تقضي بالتشاور بين البلدين و تقديم فرنسا المساعدة الى المغرب . و في 8 اكتوبر 1956 عقد في فضالة ( المحمدية) مؤتمر انتهى بضم طنجة الى باقي المملكة .
و هكذا انتهت ملحمة التحرير المحمدية بعودة الكرامة الى المغاربة و انتهى الجهاد الاصغر ليبتدئ الجهاد الاكبر الذي واصله جلالة المغفور له الحسن الثاني بكل نجاح و تسلم مشعله جلالة الملك محمد السادس لتستمر بذلك ملحمة البناء و استشراف المستقبل.